بريطانيا تودع الاتحاد الأوروبي الجمعة.. محطات مثيرة في تاريخ العلاقة

الأربعاء 29 يناير 2020 11:16 م

في مشهد مهيب، ودع أعضاء البرلمان الأوروبي، الأربعاء، بريطانيا بالغناء وبأوشحة حملت علمي المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في طرفيها، تمهيدا لخروج بريطانيا، الجمعة، من التكتل بشكل نهائي وفق اتفاق "بريكست".

هذا المشهد الذي يبدو إسدالا للستار على علاقة بريطانيا بالوحدة الأوروبية، سبقته محطات عدة منذ مؤتمر لاهاي، الذي عقد في مايو/ أيار 1948، ومثل أول خطوة في تاريخ الوحدة الأوروبية.

ففي هذا المؤتمر وقف رئيس وزراء بريطانيا حينذاك "وينستون تشرشل"، معلنا: "نحن نعتقد أنه من الأفضل لنا أن نعيش في أوروبا موحدة".

بعد عام من المؤتمر، وقع دعاة أوروبا موحدة، بما فيهم بريطانيا وفرنسا والدنمارك وأيرلندا والنرويج، معاهدة إنشاء المجلس الأوروبي في ستراسبورج، والذي مثل نواة تأسيس المجموعة الاقتصادية الأوروبية في الخمسينيات، ثم فيما بعد الاتحاد الأوروبي مطلع التسعينيات.

وفي عام 1975، بعد نحو 14 عاما من سعي بريطانيا للانضمام للمجموعة الاقتصادية الموحدة، وعامين من عضويتها بها بالفعل، أيد 67% من البريطانيين بقاء بلادهم في المجموعة.

وبعد 4 سنوات من ذاك التاريخ، أجريت أول انتخابات برلمانية أوروبية مباشرة، الأمر الذي اعتبر إعلان مصالحة بين الأمم الأوروبية، بعد أكثر من 30 سنة من تناحرها في خضم أحداث الحرب العالمية الثانية.

وفي عام 1992 قامت ملكة بريطانيا "إليزابيث الثانية" بأولى زياراتها الرسمية للبرلمان الأوروبي.

أما رئيسة الوزراء البريطانية المعروفة "مارجريت تاتشر"، فكانت أول رئيسة وزراء تقف أمام المجلس الأوروبي لتقديم إفادة عن اجتماعات البرلمان الأوروبي، عام 1981، والذي كانت بريطانيا تشغل فيه الرئاسة الدورية للمجلس.

واشتهرت رئيسة وزراء بريطانيا المحافظة، آنذاك، ‬بعبارة‬ "‬أريد‭ ‬استعادة‭ ‬أموالي"،  ‬حيث طالبت ‬بحسم‭ ‬مقابل‭ ‬مشاركة‭ ‬بلادها‭ ‬في‭ ‬الموازنة‭ ‬الأوروبية.

وبررت بريطانيا حجتها بأن بدل مساهمتها للموازنة مرتفع للغاية، فيما يعد الدعم الذي تحصل عليه أقل من ذلك الذي يحظى به شركاؤها الأوروبيون.

ولبى الأوروبيون طلب لندن، آنذاك بحسم نسبة المشاركة الأوروبية لبلادها في عام 1984.

أما المحطة‭ ‬الأساسية‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬الأوروبي‭ ‬بعد‭ ‬معاهدة‭ ‬روما‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬عام 1957، فكانت توقيع‭ ‬معاهدة‭ ‬"ماستريخت"، عام 1991.

حيث ‬مُنحت‭ ‬بريطانيا، بموجب معاهدة "ماستريخت"،‭ ‬بندا‭ ‬استثنائيا ‬يسمح‭ ‬لها‭ ‬بعدم‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬العملة‭ ‬الموحدة "يورو"، والاحتفاظ بعملتها القوية "إسترليني".

ويعد الاتحادُ الأوروبي أكبر تكتل تجاري، حيث استمر في توسعه رغم الفجوة الاقتصادية بين أعضاءه، ووصل لضم 28 دولة.

وفي عام 2016، نظمت المملكة المتحدة استفتاء، فضل بموجبه معظم البريطانيين، الخروج من الاتحاد الأوروبي، عرف بـ"بريكست"، والذي يفترض أن يتم تطبيقه بشكل نهائي الجمعة 31 يناير/كانون الثاني الجاري.

 

المصدر | الخليج الجديد + بي بي سي

  كلمات مفتاحية

بريكست اتفاق بريكست خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

العموم البريطاني يصادق على بريكست بشكل نهائي