وثقت المناوشات التي جرت خلال خطاب "حالة الاتحاد"، مساء الثلاثاء بين الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"(جمهوري)، ورئيسة مجلس النواب الأمريكي "نانسي بيلوسي" (ديمقراطية)، حالة التوتر وغياب التوافق بين الطرفين.

و"حالة الاتحاد" هو خطاب سنوي يلقيه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أمام جلسة مشتركة للكونجرس (مجلسي النواب والشيوخ) في مبنى الكابيتول.

وبدأت مناوشات "ترامب - بيلوسي" عندما دخل الأول إلى القاعة في مجلس الشيوخ الأمريكي وقام بتسليم "بيلوسي" (التي تعتبر المهندس بقضية تقديمه للمحاكمة أمام مجلس الشيوخ بهدف عزله) نسخة من الخطاب الذي سيلقيه.

وبعد تسلمها الخطاب من "ترامب" مدت "بيلوسي" يدها لتصافح "ترامب" الذي بدا أنه تجاهلها أو لم ينتبه ومضى لإلقاء خطابه، كما أظهرت لقطات مصورة.

وفي المقابل وبعد انتهاء "ترامب" من إلقاء خطابه ظهرت "بيلوسي" من مقعدها خلف الرئيس الأمريكي إلى جانب نائب الرئيس، "مايك بنس"، وهي تقوم بتمزيق مجموعة من الأوراق فيما بدا أنها أوراق نص خطاب الرئيس الأمريكي الذي قدمه لها.

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن "بيلوسي" قولها إن " تمزيق خطاب ترامب كان أكثر الخيارات المتاحة تهذيبا"، ووصفته بـ"الخطاب القذر".

وخلال تقديمها لرئيس البلاد لإلقاء كلمة بالكونجرس، تجنبت "بيلوسي" العبارات المعتادة مثل "من دواعي سروري، من دواعي الفخر البالغ" التي يستخدمها رئيس المجلس عادة في هذه المناسبات، وكل ما قالته عند تقديم "ترامب": "أعضاء الكونغرس.. إليكم رئيس الولايات المتحدة".

وأثناء خطابه، لم يتطرق "ترامب" إلى مسألة عزله بكلمة واحدة، وذلك قبيل تصويت في مجلس الشيوخ يجرى اليوم الأربعاء وسط توقعات بتبرئته. 

ويجري مجلس الشيوخ الأربعاء تصويتا على الاتّهامين الموجّهين إلى "ترامب" الذي يبدو واثقا من تبرئته، ويشغل الجمهوريون 53 مقعداً في مجلس الشيوخ مقابل 47 للديمقراطيين، علما بأن إقالة الرئيس تتطلب غالبية ثلثي أعضاء المجلس أي 67 سيناتوراً.

وخلال خطابه ذكر "ترامب" أن إدارته تعمل على إنهاء حروب واشنطن في الشرق الأوسط للحفاظ على حياة الأمريكيين، مشددا على أن إدارته تحمي الأمن القومي لبلاده بقوة.

وأضاف "ترامب" أنه "قبل 3 سنوات (بداية توليه الرئاسة) أطلقنا العودة الأمريكية العظيمة، فالرواتب زادت، والفقر والجريمة تقل، والثقة ترتفع وبلدنا الآن يزدهر ويُحترم بشدة مرة أخرى".

وتابع: "أعداء الولايات المتحدة الأمريكية يفرون وأموالنا تزداد، وسنوات التخلف الاقتصادي انتهت، فدولتنا كانت تستغل بالماضي من العديد من الأمم وهذه الأيام قد ولت، فحطمنا عقلية التراجع الأمريكي في 3 سنوات، نحن نتقدم للأمام بوتيرة لو تكن تتخيل من قبل ولن نعود للخلف مرة أخرى".

واستطرد الرئيس الأمريكي قائلا: "اقتصادنا هو الأفضل وجيشنا تم إعادة بنائه ولا يوجد قوة مثلنا في العالم"، موضحا أنه "جرى استثمار 2.2 تريليون دولار في بناء الجيش".

وأوضح أنه وفر 7 ملايين وظيفة منذ انتخابه، ومعدل البطالة في عهده هو الأقل فى تاريخ أمريكا، مشددا على أن الرواتب والوظائف ازدادت خلال السنوات الأخيرة، بينما تراجعت معدلات الفقر.

وبيّن أن "العديد من الشباب الأمريكيين حصلوا على وظائف، كما انضم أكثر من 5 ملايين أمريكي للعمل"، متابعا: "البورصة الأمريكية ازدهرت، وأمريكا مستقلة الآن فى مجال الطاقة، كما عملت على بناء 12 ألف مصنع بالبلاد".

كما تطرق إلى عدد من القضايا الخارجية الأخرى من بينها الازمة السياسية في فنزويلا والعلاقات التجارية مع الصين.