إدارة مليشيا اليمن.. ما تكلفتها؟

الاثنين 3 أغسطس 2015 01:08 ص

ماذا يعني أن تدير مليشيا دولة، وما هي التكلفة؟.. ما عليك سوى متابعة ما يحدث في اليمن والتأمل في كيفية إدارة المليشيا للدولة.

في يوليو/تموز 2014، استغلت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وهي جماعة مسلحة تتخذ من محافظة صعدة، شمالاً، معقلاً لها، قراراً حكومياً برفع الدعم عن المشتقات النفطية، بعد ضغوط قاسية من قبل المانحين الدوليين، وقامت بتنظيم الاحتجاجات الشعبية التي بدأت بمسيرات سلمية، وتحولت لاحقاً إلى اقتحام المحافظات بالسلاح، وإسقاط مؤسسات الدولة، والتي توجت في نهاية المطاف باقتحام العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014.

ولأن هدف المليشيا الحقيقي لم يكن إسقاط «الجرعة»، وهي الزيادة في أسعار الوقود، وإنما إسقاط الدولة بأكملها، فقد قامت لاحقاً بفرض الإقامة الجبرية على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، والتحكم بمؤسسات الدولة المختلفة، وتوجتها بالإعلان الدستوري في فبراير/ شباط الماضي، باعتبارها الحاكم الفعلي للبلاد بقوة الأمر الواقع والانقلاب على السلطة الشرعية، والتي بسبب ممارسات المليشيا، اضطرت إلى مغادرة العاصمة إلى عدن ثم إلى الرياض للإقامة المؤقتة.

هذه السيطرة من قبل المليشيا على الدولة بقوة السلاح كلفت البلد، الفقير أصلاً، خسائر كبيرة لا يمكن للدول الغنية أن تتحملها، حيث عملت هذه الجماعة على طرد الشركات الأجنبية العاملة في البلاد، وإيقاف عمليات إنتاج النفط والغاز، والتي تشكل حصة صادراتها نحو 70% من موارد الموازنة العامة للدولة و63% من إجمالي صادرات البلاد و30% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يعني خسارة البلاد مليارات الدولارات.

لم تقف هذه المليشيا عند هذا الحد، فنهبت البنك المركزي ووضعت محافظه تحت الإقامة الجبرية واقتطعت مبلغا من رواتب الموظفين لتمويل حربها جنوباً، وتاجرت بالمناصب الحكومية ورتبت الجيش، ونشرت الفساد وتجارة السوق السوداء في كل مرافق الحياة في البلاد، ولأنها مليشيا لا تجيد سوى القتل، نست أنها صعدت إلى السلطة من بوابة أسعار المحروقات والدفاع عن الشعب ضد رفعها؛ فأعلنت الأسبوع الماضي عن تحرير أسعار الوقود وربطها بالبورصة العالمية، مبررة الأمر بما يعيشه البلد من حصار، متناسية أنها سبب كل ما يحدث فيها، وبأنها المسؤول الأول عن كل الخسائر التي تكبدها اقتصاد البلاد وشعبه منذ أغسطس/آب 2014 وحتى الآن.

لقد خسر اليمن الكثير خلال الأشهر الماضية من سيطرة هذه المليشيا على الدولة، وفي حال أنها استمرت فترة أطول، فإن البلد يتجه بسرعة جنونية نحو الهلاك الاقتصادي والاجتماعي والمؤسسي وكل المجالات، إذ إن استمرار هذه المليشيا في إدارة شؤون البلد بهذه العقلية القروية يعني خسارة اليمن كل ما اكتسبه خلال الفترة الماضية وتلاشي حلم الدولة المدنية التي خرج ينشدها الشعب في فبراير/ شباط 2011.

  كلمات مفتاحية

اليمن الحوثيون دعم المشتقات النفطية الاحتجاجات الشعبية

75% من اليمنيين بحاجة لمساعدة عاجلة والقطاع الخاص يسرح 60% من موظفيه

50 مليون ريال يمني خسائر عمليات السطو والنهب منذ سيطرة الحوثيين علي صنعاء

الحوثيون ينهبون 300 دبابة و120 راجمة صواريخ و900 رشاش و5 آلاف مسدس خلال هجوم أمس

الجيش اليمني : ميزانية ضخمة وفساد مالي وولاءات قبلية..ولا وجود على الأرض

الحكومة اليمنية تسدد رواتب الموظفين عبر الاقتراض من المصارف

جغرافيا الحرب والزراعة في اليمن

انقسامات داخل الحوثيين وتراجع شعبيتهم وسط فشل واضح في الحكم

«النقد الدولي»: الحرب أفقدت سوريا نصف قوتها الاقتصادية والنمو سيتراجع في الخليج

«توتال» الفرنسية تغادر اليمن نهائيا بعد تسريح جميع موظفيها