الجيش الإماراتي.. إنفاق عسكري ضخم وشبكات مرتزقة عابرة للحدود

الخميس 5 مارس 2020 03:13 م

في 21 فبراير/شباط من كل عام، تجري القوات المسلحة الإماراتية عرضها العسكري السنوي "حصن الاتحاد"، بمشاركة وحدات رئيسة من القوات البرية والبحرية والجوية وحرس الرئاسة؛ لإظهار القوة العسكرية التي تتمتع بها البلاد.

وتحل الإمارات في المرتبة الرابعة ضمن تصنيف أقوى الجيوش العربية، بينما تأتي في المرتبة 45 في التصنيف العالمي، أما خليجيا فهي تأتي في المركز الثاني بعد السعودية، وفقا لإحصائيات موقع "جلوبال فاير باور" المختص بالشأن العسكري.

ويتألف الجيش الإماراتي من 64 ألف جندي، دون أن يكون لديه قوات احتياط، ويمتلك أكثر من 540 طائرة عسكرية متنوعة، ولديه 510 دبابات و5900 عربة عسكرية مدرعة.

  • البناء الهيكلي

ويتألف الجيش الإماراتي من كتيبة واحدة من الحرس الأميري، واثنين من الألوية المدرعة، و3 ألوية مشاة ميكانيكية، وفرقتي مشاة وكتيبة مدفعية.

وإلى جانب ذلك، هناك "الحرس الرئاسي"، الذي يُعد أفضل وحدة قتال مدربة، ويعتمد على تدريبات وتكتيكات مشاة البحرية الأمريكية، وغالبا ما يقوم بمهام معقدة وسرية.

ويضم "الحرس الرئاسي" وحدة معنية بالعمليات الخاصة، وتختص بمكافحة الإرهاب، وهي ممولة ومدربة على نحو كبير، وتدعمها وحدة طيران مسلحة بـ18 مروحية من طراز "بلاك هوك".

وتتميز القوات الإماراتية بامتلاكها قوة جوية متطورة تتكون من 4500 فرد فعال ومدرب، يديرون ترسانة متطورة تضم نحو 540 طائرة، منها 138 طائرة مقاتلة، من بينها 78 طائرة إف-16 أمريكية الصنع، و60 طائرة ميراج 2000 فرنسية الصنع، و60 مروحية هجومية من طراز "أباتشي"، ومخزون كبير من الطائرات دون طيار، أغلبها طائرات صينية الصنع.

وفي فبراير/شباط 2017، توصلت الإمارات إلى اتفاق مع روسيا للحصول على طائرات الجيل الخامس سو- 35 (فلانكر- أي).

وتحتفظ أبوظبي بمخزون استراتيجي من الصواريخ التكتيكية من نوع "سايد ويندر" و"مافريك"، وكذلك الصواريخ المضادة للدروع، والطائرات، وطرازات مختلفة من الصواريخ المتطورة قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، ومنظومتي الدفاع الصاروخي "باتريوت" و"ثاد".

بحريا، تضم القوات البحرية الإماراتية حوالي 2500 فرد، وهي متطورة تقنيا وتدريبا، لكنها متواضعة الحجم، وتعوض ذلك بترسانة من السفن الحربية وغواصات الديزل الكهربائية وغواصات تعمل بالطاقة النووية، بإجمالي 14 فرقاطة و10 غواصات و24 قاربا دفاعيا ساحليا و28 مركبة برمائية وكاسحتي ألغام.

  • إنفاق متعاظم

ويدعم المنظومة العسكرية الإماراتية، إنفاقا سخيا، حيث تصاعد الإنفاق العسكري الإماراتي في العام 2017 إلى 30 مليار دولار، وفقًا لتقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن.

وزادت الإمارات، واردتها من الأسلحة بنسبة 63% بين عامي 2012 و2016، وهي تحتل المركز السابع ضمن أكثر 10 دول مستوردة للأسلحة على مستوى العالم بين عامي 2014 و2018، وفق معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "SIPRI".

عربيا، تحل الإمارات في المركز الرابع بعد السعودية ومصر والجزائر، من حيث واردات السلاح (3.6% من إجمالي واردات السلاح العالمية)، فيما تحلء في المرتبة الثالثة عالميا لأكبر المشترين للسلاح الأمريكي.

وتلقت الإمارات بين عامي 2014 و2018، أنظمة دفاع صاروخي، وصواريخ باليستية قصيرة المدى، وحوالي 1700 ناقلة جنود مدرعة من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ثلاث سفن حربية من فرنسا.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تتجه الإمارات بالتعاون مع شركة روسية لتصميم وتصنيع طائرات مقاتلة خفيفة.

والعام الجاري، كشفت القوات المسلحة الإماراتية، خلال معرضي "يومكس 2020" و"سيمتكس 2020"، بالعاصمة أبوظبي، عن مروحية درون إماراتية الصنع تدعى "قرموشة"، ومصممة لنقل حمولات تصل إلى 100 كيلوجرام تقريبا، لمدة تصل إلى 6 ساعات ومدى 150 كم.

  • دور أمريكي

لا يخفى على أحد حجم الدور الأمريكي في بناء وإدارة القوات الإماراتية؛ إذ تشترك واشنطن في إدارة قاعدة "الظفرة" الجوية الإماراتية حيث تتمركز مقاتلات "إف-35" المتطورة.

ومنذ حرب الخليج الثانية العام 1990، استضافت الإمارات طائرات إعادة التزود بالوقود الأمريكية، ووقعت في العام نفسه على اتفاقية التعاون الدفاعي والاقتصادي المعروفة بـ"ديكا".

وتسمح الاتفاقية للقوات الأمريكية رسميا باستخدام المرافق الإماراتية للأغراض العسكرية، بما في ذلك قاعدة "الظفرة" الجوية، والموانئ الإماراتية على الخليج وعلى رأسها ميناء "جبل علي"، وهي موانئ تحولت إلى محطات رسو لحاملات الطائرات والسفن الحربية الأمريكية.

وتشرف وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" على تدريب 800 من العسكريين الإماراتيين سنويا، إضافة إلى مشاركة الطيارين الإماراتيين بشكل سنوي في تدريبات "العلم الأحمر" الجوية الأهم في العالم.

كذلك يشارك الحرس الرئاسي الإماراتي في تدريبات منتظمة مع مشاة البحرية الأميركية "المارينز"، ويجري الجيش الإماراتي تدريبات منتظمة تحت إشراف أمريكي مثل تمرينات "أيرون يونيون" للقوات البرية، إضافة إلى مشاركته بجانب الولايات المتحدة في مناورات "الأسد المتأهب" و"تحية النسر".

  • بلاك ووتر

ورغم الإمكانات المتطورة للجيش الإماراتي، فإنه يظل متواضع الحجم، وقليل الخبرة؛ ما يصعب من إمكانية الاعتماد عليه في الصراعات طويلة الأمد.

وفي محاولة لحل أزمة محدودية العدد، اضطرت الإمارات في العام 2014، إلى فرض التجنيد الإجباري على الشباب لفترة تتراوح بين 9 أشهر لذوي المؤهلات العليا، وعامين لمن لم يحصل على مؤهل، فضلا عن السماح بالتجنيد الاختياري للفتيات الراغبات.

وفي موازاة ذلك، كان البديل السريع والناجع أمام أبوظبي، وولي عهدها "محمد بن زايد"، هو الاعتماد بشكل كبير على تشكيلات مؤثرة من المرتزقة والمقاتلين الأجانب.

ويبرز الأسترالي "مايك هندمارش" الذي يقود قوات الحرس الرئاسي الإماراتي، والجنرال الأمريكي المتقاعد "ستيفن توماجان"، الذي يعمل جنرالا بالجيش الإماراتي، كأبرز الأجانب الذين يحتلون مواقع قيادية في الجيش الإماراتي.

ويضم الجيش الإماراتي، بين صفوفه أعضاء من الجنجويد السودانيين، الذين نفذوا حملة التطهير العرقي في إقليم دارفور غربي السودان، ومقاتلين كولومبيين، وأفارقة من تشاد والنيجر، تم نشرهم في اليمن وليبيا.

  • عاصمة المرتزقة

وتشير تقديرات غير رسمية، إلى أنه خلال التسعينيات كان ثلث قوات الجيش الإماراتي من الأجانب المأجورين، وهي سياسة توسعت مع اعتماد أبوظبي منذ بداية العقد الماضي على مؤسس شركة "بلاك ووتر" الأمريكية، لتقديم خدمات أمنية لأبوظبي، وتنفيذ عمليات قذرة لصالحها في مناطق مختلفة، وتدريب وإدارة ميليشيات من العناصر متعددة الجنسيات، لخدمة توجهاتها السياسية والعسكرية.

وتشير صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إلى أن الملياردير "إيريك برنس"، مؤسس "بلاك ووتر"، حصل من الإمارات على 529 مليون دولار في عام 2011 لتدريب قوات قتالية خاصة، تزامنا مع اتجاه أبوظبي لإنشاء واستقدام شركات أمنية خاصة تقدم مهام متخصصة، على صلة بمجالات أمنية وعسكرية واستخباراتية.

ومن الصعب إحصاء أعداد المرتزقة ضمن صفوف القوات الإماراتية، لكن تقارير غربية تقدرهم بالآلاف، وتصف أبوظبي بـ"عاصمة المرتزقة في العالم". وفي ضوء ذلك، يمكن اعتبار القوات الإماراتية، جيشا هجينا من المقاتلين الوطنيين والمرتزقة الأجانب، مدعوما بترسانة ضخمة ومتطورة من الأسلحة.

يمتلك الجيش الإماراتي إذا قوة جوية ضاربة وقوة بحرية صاعدة، لكنه يظل محدود الإمكانات على مستوى القوات البرية ويعتمد على المرتزقة بشكل رئيسي. وفي المجمل فهو يحظى بإنفاق سخي، وقدرات استخباراتية نوعية، وإشراف وتدريب أمريكي عال المستوى، لكن اختبار اليمن، وإضطراره للانسحاب من مواجهة الحوثيين، أثار الشكوك بقوة حول كفاءته وقدرته على حسم المعارك.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الجيش الإماراتي

«محمد بن راشد» يشيد بالقوات المسلحة الإماراتية ويصفها بـ«أحد أقوى جيوش المنطقة»

تحذير من تفشي كورونا بليبيا عبر المرتزقة الداعمين لحفتر

تقرير أممي سري: شركتان بدبي ترسلان فريقا نوعيا من المرتزقة لدعم حفتر

معهد دول الخليج: كورونا يعزز نفوذ الأجهزة الأمنية في الإمارات

تقرير رسمي للبنتاجون يكشف: الإمارات تموّل مرتزقة فاجنر الروسية في ليبيا

بينهم وزير الدفاع الأسبق.. هكذا تعتمد الإمارات على خبرة المتقاعدين الأمريكيين لتعزيز جيشها