صفقة القرن تدفع العرب للمشاركة أكثر بالانتخابات الإسرائيلية

الجمعة 28 فبراير 2020 03:13 م

يتّجه الفلسطينيون في المدن والبلدات العربية في منطقة المثلث (شمال إسرائيل) للتصويت بأعداد أكبر من الماضي في الانتخابات العامة الإسرائيلية، الإثنين المقبل.

وبرز اسم منطقة "المثلث"، بعد أن قالت "صفقة القرن" المزعومة، إن من الممكن أن تصبح جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية من خلال اتفاق.

وفي مدينة أم الفحم، التي تعتبر من التجمعات الكبرى في المثلث، قال مواطنون في أحاديث منفصلة لوكالة الأناضول إنهم يتوقعون ارتفاع أعداد المصوتين في انتخابات الأسبوع المقبل، مقارنة مع العمليتين الانتخابيتين اللتين جرتا في أبريل/نيسان، وسبتمبر/أيلول الماضيين.

وإضافة إلى أم الفحم، فإن صفقة القرن تضمنت أسماء كفر قرع، عرعرة، باقة الغربية، قلنسوة، الطيبة، كفر قاسم، الطيرة، كفر برا وجلجولية، وجميعها في منطقة المثلث.

ومن شأن ارتفاع التصويت في هذه المدن والبلدات، رفع مقاعد القائمة المشتركة، وهي تحالف 4 أحزاب عربية، في الكنيست.

وللقائمة المشتركة 13 مقعدا في الكنيست الحالي المؤلف من 120 مقعدا.

ويأمل النواب العرب، أن يؤدي ارتفاع نسبة تصويت المواطنين العرب، الذين يشكلون 20% من عدد السكان بـ(إسرائيل)، إلى رفع هذه المقاعد إلى 15-16 مقعدا.

وفي حال حصلت القائمة العربية فعلا عن هذا العدد من المقاعد، فإنها ستكون أكثر تأثيرا في السياسة الإسرائيلية، وأقرب لتحقيق هدفها المعلن بإسقاط رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم حزب "الليكود" اليميني "بنيامين نتنياهو".

وقال المواطن العربي "توفيق عاطف"، إنه سيشارك بالانتخابات الإثنين.

ويضيف في حوار خاص مع الأناضول "أعتقد أن كل صوت عربي مهم، فإذا لم تصوّت، فإنك تخدم اليمين الإسرائيلي ونتنياهو، فكلما زادت مقاعد العرب، ستقل مقاعد اليمين وتأثير قادة اليمين الإسرائيلي يقل بطبيعة الحال".

وأضاف "أعتقد ان نسبة التصويت في منطقة المثلث، سترتفع، ولكن لا أؤمن أن التصويت سيصل إلى النسبة المرجوة، فأعتقد أن القائمة العربية ستحقق ما بين 13-14 مقعدا، فربما تحقق مقعدين إضافيين مقارنة مع الانتخابات السابقة".

وينظر المواطنون العرب إلى صفقة القرن المزعومة، باعتبارها محاولة من قبل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، لمساعدة "نتنياهو" على الفوز بالانتخابات.

وقال "عاطف" "ترامب يدعم نتنياهو بالانتخابات، وبدوره فإن نتنياهو يدعم أيضا ترامب بانتخاباته (نوفمبر/تشرين الثاني)، كلاهما يدعم الآخر، ومن خلال صفقة القرن، فإن نتنياهو يأمل بأن يجذب أصوات اليمين المتطرف في إسرائيل".

ولا يتوقع "عاطف"، تنفيذ (إسرائيل) عملية ترحيل لسكان المثلث، الذين تشير بعض التقديرات إلى أن عددهم يصل إلى 250 ألف نسمة.

وقال "لا أعتقد أنهم سينفذون عملية ترانسفير، فهم (إسرائيل) لن يتمكنوا من إخراج المواطنين من أرضهم، فالأمر معقد وهناك قوانين دولية وإذا ما كانوا يقولون (إسرائيل) إنهم ديمقراطية فيجب أن يتعاملوا على هذا النحو".

وفي ذات السياق، يؤكد "محمد محاميد"، أنه سيشارك بالانتخابات المقررة الثلاثاء، ولكنه لا يعلم الى أي مدى سيؤثر الصوت العربي على تنفيذ صفقة القرن، من عدمه.

وقال "محاميد" للأناضول "الله أعلم إذا ما كان صوتنا سيؤثر، لأننا لا نعلم بالضبط ما تخطط له السلطات الإسرائيلية، وهل ستستمع إلى صوت النواب العرب أم لا، فقد حدثت الكثير من الأمور التي جعلتنا نثق بالنواب وأمور أخرى أيضا أفقدتنا الثقة بهم".

ولاحظ "محاميد"، رغبة لدى عدد أكبر من المواطنين بالمشاركة بالانتخابات، بسبب مخاوف صفقة القرن؛ وقال "لاحظنا أن الكثير من الناس الذين لم يكونوا يريدون المشاركة بالانتخابات، قد غيّروا موقفهم وقرروا المشاركة بالتصويت الآن، لاعتقادهم أن من الممكن أن يؤثروا".

وأضاف "كما يقول المثل، فإن الغريق يتمسك بقشة، والمشاركة بالانتخابات هو أمر يمكن القيام به...هكذا يقول الناس".

وعلى ذلك، فقد رأى "محاميد" أن التمثيل العربي في الكنيست سيزداد، وقال "بعد صفقة القرن، نعم ولكن في نهاية الأمر فإن الحكومة تقرر ما تريد، دون التفات للنواب، فهذا واقع".

ونظر "محاميد" سلبيا الى الخطة الأمريكية، وقال "صفقة القرن سلبية، هدفها تفتيت الوطن وتشتيت اللاجئين خارج البلاد فهي تنزع حق العودة".

وشاركته "إيمان محاجنة" الموقف من صفقة القرن المزعومة، وقالت "القدس هي عاصمة فلسطين، القدس هي حق للشعب الفلسطيني وليس من حق أحد التدخل فيها، لا أمريكا ولا إسرائيل ولا أي أحد آخر".

واستدركت في حديثها للأناضول "لا مانع لدي من أن نصبح (المثلث) جزءا من الدولة الفلسطينية، نحن فلسطينيون، فلماذا نرفض إذا ما أصبحنا جزءا من الدولة الفلسطينية؟ طوال الوقت ناضلنا من أجل أن نكون جزءا من فلسطين".

وأكدت "محاجنة" أنها ستشارك بالانتخابات يوم الثلاثاء، وقالت "الصوت العربي مؤثر، وأنا أناشد كل مواطن فلسطيني عربي أن يشارك وأن يصوّت للقائمة العربية".

وأضافت "محاجنة" "أعتقد أن المزيد من المواطنين العرب في كل المناطق سيشاركون بالانتخابات بسبب صفقة القرن، هذا الأمر (صفقة القرن) يضر الجميع".

وخالفها "محمود طاهر" الموقف، حول ضم منطقة المثلث إلى الضفة الغربية، وقال "هذه بلدنا ونحن ولدنا في هذا البلد وهم (إسرائيل) ليس لديهم شيء هنا، ولا أعتقد أن ما يتعلق بالمثلث سوف ينفذ، لأن تنفيذه سيخلق مشاكل أكبر مما يتوقعون".

وأشار للأناضول إلى أنه شارك بالانتخابات السابقة، وسيشارك بالانتخابات المقبلة، وأضاف "أنا أؤيد المشاركة بانتخابات الكنيست من أجل التأثير، سيكون لنا تأثير وسأصوّت للقائمة المشتركة".

ورأى "طاهر" أن المزيد من المواطنين العرب، سيشاركون بالانتخابات بسبب صفقة القرن، وقال "أعتقد أن 95% من السكان سوف يشاركون في الإدلاء بأصواتهم لصالح القائمة المشتركة".

وأضاف "طاهر" "بإذن الله ستحصل القائمة المشتركة على 16-17 مقعدا بالكنيست، وستعمل من أجل حقوق المواطن مثل التعليم والبناء".

وعمّا إذا كان يعتقد أن عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" قد انتهى، قال "طاهر" "الله أعلم، ولكن نحن نريد السلام".

وينشط المرشحون العرب في أوساط المواطنين العرب، لإقناعهم بالإدلاء بأصواتهم يوم الانتخابات لصالح القائمة المشتركة.

وتبرز في المدن والبلدات العربية لافتات كبيرة عليها "صوتك يؤثر" و"صوتك قوة".

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

صفقة القرن الانتخابات الإسرائيلية

كيف تستطيع حماس التأثير على الانتخابات الإسرائيلية المقبلة؟

إعلام عبري: ترامب يعلن صفقة القرن قبل الانتخابات‎ الإسرائيلية

للمرة الثالثة خلال سنة.. انتخابات عامة في إسرائيل

واشنطن بوست: لعبة الشطرنج في الانتخابات الإسرائيلية الثالثة

متى ستتخذ دول الخليج موقفا حاسما من صفقة القرن؟

ستراتفور: ماذا بعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة؟