قال الرئيس "رجب طيب أردوغان"، السبت، إن تركيا لن تغلق الأبواب أمام اللاجئين الراغبين في التوجه إلى الاتحاد الأوروبي لعدم إيفاء الأخير بوعوده في هذا الخصوص.
وهذا أول تأكيد تركي للأنباء المتداولة بشأن قرار اتخذته أنقرة، مساء الخميس، بعدم عرقلة حركة اللاجئين الراغبين في التوجه إلى أوروبا.
وأضاف "أردوغان"، في كلمة أمام البرلمان التركي: "لن نغلق الأبواب أمام اللاجئين لعدم إيفاء الاتحاد الأوروبي بوعوده لنا، ولسنا ملزمين برعايتهم كلهم".
ولفت إلى أن "18 ألفا من اللاجئين تمكنوا من اجتياز الحدود باتجاه أوروبا منذ مساء الخميس، وقد يصل عددهم اليوم إلى 25 ألفا".
وتابع في هذا الخصوص: "أكثر من 3 ملايين سوري يعيشون داخل تركيا ولا نستطيع تحمل موجة لجوء أخرى".
ولفت إلى أن "الوعود الدولية بتقديم مساعدات لتركيا من أجل اللاجئين لم تُنفذ".
وأشار كذلك إلى أن تركيا تريد منطقة آمنة لأكثر من مليون شخص، شمالي سوريا، على حدودها الجنوبية.
وتابع: "مستمرون في الاتصالات الدبلوماسية والحوار رغم عدم الوفاء من قبل الأطراف الأخرى".
وبخصوص الانتقادات التي تصاعدت لسياسته إثر مقتل أكثر 30 جنديا تركيا في غارة للنظام السوري على محافظة إدلب، شمالي سوريا، قال "أردوغان" إن "القوات التركية دخلت إلى إدلب بدعوة من الشعب السوري وليس بدعوة من نظام "بشار الأسد".
وأضاف: "لا نستطيع ترك ملايين السوريين في إدلب تحت رحمة النظام السوري.
وأردف "أردوغان": "قتلنا أكثر من 2000 فرد من النظام السوري ودمرنا 300 مركبة ومدارج طائرات ومخازن أسلحة كيميائية تابعة له".
وأكد أن "النظام السوري هو من أرغمنا على التعامل بهذا الشكل وعليه أن يدفع الثمن".
وأضاف: "علينا أن نتمسك بدولتنا وجيشنا وشعبنا وأن ندفع الثمن مهما كان للمحافظة على أرضنا".
وتساءل مستنكرا: "هل تريدون منا أن نستسلم أمام هذا النظام السوري العدواني، وهناك ما بين 40 و60 ألف إرهابي مدرب داخل سوريا يشكلون تهديدا لتركيا؟".
وحذر من أنه إذا "لم نقاتل المنظمات الإرهابية داخل سوريا فسنضطر لمقاتلتها لاحقا في تركيا".
وتابع: "إن لم نؤمن حدودنا مع سوريا من المنظمات الإرهابية فسنكون في وضع سيء".
وشدد على أن كفاح تركيا المستمر في إدلب هو "من أجل حماية الذين يقارعون نظاما دمويا"، و"نحن لا نريد نفطا ولا أرضا من سوريا بل حدودا آمنة لدولتنا".
وأكد: "لن نخرج من الأراضي السورية ما دام الشعب السوري يطالب بوجودنا".
وتشهد منطقة الشمال السوري، حاليا، تصعيدا كبيرا بعدما شن النظام السوري هجوما على منطقة إدلب، رغم توصل تركيا وروسيا في سبتمبر/أيلول 2018، إلى اتفاق يقضي بجعلها منطقة وخالية من الأعمال العدائية.
وتتحكم روسيا في المجال الجوي وتقصف بشكل يومي المعارضة المسلحة التي تدعمها تركيا في مواجهة هجوم قوات النظام.
وسبق أن هدد "أردوغان"، في 5 فبراير/شباط الجاري، بأنه في حال لم تنسحب قوات "بشار الأسد" إلى خلف نقاط المراقبة التركية خلال الشهر الحالي، فإن الجيش التركي سيضطر لإجبارها على ذلك.