العرب.. داء ودواء نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية

الاثنين 2 مارس 2020 09:19 م

مع انطلاق الانتخابات الإسرائيلية، اليوم الإثنين، للمرة الثالثة في غضون أقل من عام، يمكن القول إن "العرب" اليوم بمثابة الداء والدواء لرئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" زعيم حزب الليكود اليميني.

وقد شهدت فترة الحملات الانتخابية تباهيا واضحا لـ"نتنياهو" بقدرته على بناء علاقات مع الدول العربية والإسلامية، ونجح من خلال ذلك في كسب مزيد من الأصوات بحسب استطلاعات الرأي، بجانب الترويج لنفسه بوصفه صاحب الفضل الحقيقي في خطة "ترامب" للسلام المعروفة باسم "صفقة القرن"، والتي حضر الإعلان الرسمي لتفاصيلها في نيويورك سفراء 3 عواصم عربية هي الإمارات والبحرين وسلطنة عُمان.

لكن في المقابل، ربما يمثل عرب (إسرائيل) (فلسطينيو الداخل)، ممثلين في القائمة العربية المشتركة، حجر عثرة أمام "نتنياهو" في انتخابات اليوم، وقد يتمكنون من تقويض قدرة زعيم الليكود على الفوز بأغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة.

وتعد انتخابات اليوم هي الثالثة والعشرين منذ قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، ويشارك فيها 6.453 مليون ناخب إسرائيلي لهم حق الاقتراع، و29 قائمة بعد انسحاب عدد من القوائم الصغيرة، وهو عدد القوائم الأدنى منذ سنوات طويلة.

وفشلت التكتلات السياسية المختلفة في (إسرائيل) في تشكيل ائتلاف حكومي مستقر، الأمر الذي أدى الى إجراء الانتخابات 3 مرات في عام واحد، أولها في أبريل/نيسان 2019 وثانيها في سبتمبر/أيلول من العام نفسه.

تطبيع وتباهٍ

في 3 فبراير/شباط، أصدر "نتنياهو" إعلانا مفاجئا حول اقتراب إقامة (إسرائيل) علاقات دبلوماسية رسمية مع السودان، وهي خطوة أكسبته نقاط في الداخل حسبما أكد العديد من المحللين.

وجاء ذلك بعد اجتماع عقده "نتنياهو"، في أوغندا مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الجنرال "عبدالفتاح البرهان" الشهر الماضي.

ورغم الاحتجاجات في الداخل السوداني على الاجتماع، لكن ذلك لم يغير من حقيقة أن "نتنياهو" حصل في نهاية المطاف على ما أراده، وهو إثبات قدرته على الوصول إلى الزعماء العرب والإسلاميين وإخراج دولة الاحتلال من عزلتها.

وسيكون لمثل هذه التطورات، حتى في ظل صفقة القرن المجحفة للفلسطينيين، سيكون لها ثمارها الانتخابية التي ربما يجنيها في نتائج الانتخابات المرتقبة بعد ساعات.

وفي كلمة ألقاها في 17 فبراير/شباط خلال مؤتمر لرؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى عقد في القدس، تباهي "نتنياهو" بقدارته على بناء علاقات مع الدول العربية والإسلامية.

وقال "نتنياهو": "أقوم بتطوير اتصالات مع الدول العربية والبلدان الإسلامية، وأستطيع أن أخبركم، أن عدد الدول الإسلامية أو العربية التي لا تربطنا بها علاقات عميقة، هي دولتان أو 3 فقط".

واستشهد "نتتياهو" بزيارته إلى سلطنة عمان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولقائه مع رئيس المجلس السيادي السوداني "عبدالفتاح البرهان" مطلع فبراير/شباط.

وتطرق "نتنياهو" إلى تحليق أول طائرة إسرائيلية فوق أجواء السودان، معتبرا ذلك "تغييرا كبيرا".

وتابع: "السياح الإسرائيليون سيسافرون إلى أمريكا الجنوبية فوق أجواء السودان، لقد قلصنا وقت رحلتهم بحوالي 3 ساعات، من الآن فصاعدا، لن يكونوا بحاجة إلى الذهاب إلى إسبانيا وثم إلى أفريقيا فأمريكا الجنوبية، يمكنهم الآن التحليق مباشرة من فوق السودان إلى البرازيل والأرجنتين، ويمكنهم التوقف خلال الطريق في بلد آخر أقمنا معه علاقات دبلوماسية مؤخرا، وهو تشاد".

ومضى قائلا: "أنا أخبركم بما هو فوق السطح فقط فيما يتعلق بالعلاقات بين (إسرائيل) والدول العربية". مؤكدا أن ما يظهر على السطح "لا يتعدي 10% من حجم العلاقات التي تربط إسرائيل مع الدول العربية".

القائمة العربية المشتركة

لكن المكاسب التي حققها "نتنياهو" عبر استغلال التطبيع والتقارب مع الدول العربية كالسودان والسعودية الإمارات وغيرها، قد يمحوها بشكل كامل أداء القائمة العربية المشتركة وهي تحالف مكون من 4 أحزاب عربية نجح في الحصول على 13 مقعدا في الكنيست الإسرائيلي المؤلف من 120 مقعدا في الانتخابات الماضية.

ووفق صحيفة "هآرتس" العبرية فقد أظهرت نتائج استطلاعات للرأي تم إعلانها الجمعة الماضية زيادة في دعم القائمة العربية الأمر الذي قد يرفع تمثيلها في الكنيست من 13 إلى 15 مقعدا".

ووفقا للصحيفة فإنه حال حدوث ذلك فإنه "سوف يمحو أي مكاسب انتخابية لزعيم الليكود الذي يلزمه الحصول على 61 مقعدا في الكنيست على الأقل من أجل تشكيل حكومة".

وفي هذا الصدد توقع الباحث الفلسطيني "أيمن إبراهيم"، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن المشهد الانتخابي الإسرائيلي لن يتغير بشكلٍ كبيرٍ في هذه الانتخابات عن انتخابات سبتمبر/ أيلول الماضي، وذلك "رغم الدعم الأمريكي الكبير لنتنياهو".

وتوقع "إبراهيم" أن يتقدم تحالف الليكود وأحزاب اليمين بمقعدين على حساب حزب "أزرق أبيض" و"حزب إسرائيل بيتنا"، وأن يتقدم العرب بمقعدين نتيجة التحدي الكبير الذي تمثله صفقة القرن الأمريكية.

وفي تقرير سابق نشره موقع "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكي في وقت سابق، أكد الكثير من سكان المدن والقري العربية في (إسرائيل) أنهم يعتزمون التصويت بكثافة في الانتخابات القادمة مدفوعين بعواقب صفقة القرن التي يعتبرها البعض هدية انتخابية من الرئيس الأمريكي لصديقه الإسرائيلي "نتنياهو"، وأيضا من أجل الإطاحة بالأخير الذي عانوا من ممارساته التميزية ضدهم.

في هذا الصدد، توقع "سامي سموحة" الباحث والمحاضر في قسم علم الاجتماع في جامعة حيفا، إقبالا كبيرا من الناخبين لاسيما في صفوف عرب (إسرائيل).

وأشار أن بعض استطلاعات الرأي تشير إلى ما بين ربع وثلث العرب الإسرائيليين لا يشاركون في التصويت بدافع الإحباط من نظام يعتبرونه تمييزا ورافضا لهم، لكنهم قد يحاولون تغيير الأوضاع هذه المرة.

ووفق صحيفة "هآرتس" فإن استطلاعات الرأي التي تشير إلى تفوق اليمين في الانتخابات، قد تحفز اليسار على التحرك في اللحظات الحاسمة خوفا من حصول "نتنياهو" على أغلبية تمكنه من الحصول على 61 مقعدا ومن ثم تشكيل الحكومة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات ستكون مفتوحة على مصراعيها، مؤكدة أن أغلب الناخبين يتوقعون أن تؤدي النتائج إلى إطالة الجمود السياسي الممتد الذي أدى إلى شكل السلطة في (إسرائيل) لمدة عام كامل.

وأوضحت أنه "في ظل اعتقاد كل طرف أن انتصار منافسه سوف يؤدي إلى كارثة غير مسبوقة، فربما يري الإسرائيليون أنه من الأفضل أن يتمسكوا مجددا بانتخابات لا تسفر عن فائز على الإطلاق".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الانتخابات الإسرائيلية القائمة العربية المشتركة نتنياهو

كيف تستطيع حماس التأثير على الانتخابات الإسرائيلية المقبلة؟

تقارير عبرية ترجح إعلان صفقة القرن قبل الانتخابات الإسرائيلية

تعادل حزب نتنياهو وتحالف أزرق أبيض بالانتخابات الإسرائيلية

نتنياهو يحتفل بنصر صعب وجانتس يعبر عن خيبة أمل

ستراتفور: ماذا بعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة؟

كنيست الحاخامات.. كيف حسم الدين نتيجة الانتخابات البرلمانية في إسرائيل؟