استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

كورونا المستجد.. ثلاثية الإنسان والمال والسلطة

الثلاثاء 10 مارس 2020 08:26 ص

كورونا المستجد ثلاثية الإنسان والمال والسلطة

هل تلد الأزمة رؤية مختلفة تدرك هشاشة النظام العالمي وحاجته إلى وضع الإنسان بمركز الاهتمام.

اقتصادياً وسياسياً لا يبدو أن آثار هذا المرض ستكون قصيرة المدى ناهيك عن أثره الإنساني.

التاريخ مع الأسف يؤكد أن صراع المال والسلطة لا يعرف الإنسان إلا كأداة صراع ومصدر إنتاج.

هذا الفيروس هو القشة متناهية الصغر التي قصمت ظهر البعير الدولي وأصبح صانع الأحداث اقتصاديا وسياسيا.

*     *     *

تمكن فيروس لا يرى بالعين المجردة من الاستحواذ على اهتمام العالم متجاوزاً أهمية التطورات الاقتصادية المرتبطة بتباطؤ عالمي محتمل وتدن مفاجئ لأسعار النفط، والسياسية حول الانتخابات التي تدور رحاها في الولايات المتحدة وتطورات المنطقة العربية المتسارعة.

بل وأصبح هذا الفيروس صانع الأحداث اقتصادياً وسياسياً، وفي وسط هذه التطورات يقف الإنسان الضحية الدائمة لصراعات المال والسلطة.

فبينما ينتشر المرض يتضح التباين في أعداد الضحايا ونسبة الفتك بين الدول الفقيرة والغنية، والحكومات المستقرة والمضطربة، وتلك التي تتعامل بشفافية وحرص على مواطنيها وأخرى تحجب المعلومات وتضحي بالمواطن لحماية النظام.

جاءت موجة انتشار هذا المرض والعالم على شفا جرف هار سياسياً واقتصادياً، كان الحديث يدور حول تباطؤ اقتصادي عالمي ولم تكد تخلو زاوية من زوايا العالم من أزمة سياسية أو إرهاصات أزمة، وكان الفيروس هو القشة متناهية الصغر التي قصمت ظهر البعير الدولي.

بات أهل الاقتصاد يحذرون اليوم من تداعيات خطيرة على الأسواق العالمية مع انهيار البورصات وتراجع أسعار النفط والخسائر المباشرة وغير المباشرة على قطاعات الطيران والسياحة والتكنولوجيا والتصنيع، وعلى المستوى السياسي كانت الأزمات السياسية حاضرة في التعامل مع انتشار المرض.

فالعدد الكبير للدول الهشة والفاشلة حول العالم كان له تأثير على سرعة انتشار الفيروس في تلك المجتمعات وعجزت الحكومات الضعيفة وغير المستقرة عن التعامل معه، حتى في واشنطن التي كانت دوماً عاصمة التصدي لمثل هذه الأمراض وانتشارها عالمياً نجد البيت الأبيض ينشر المعلومات المغلوطة حول المرض لحماية فرص ترامب الانتخابية.

ويتحدث المختصون عن تأثير سلبي لسياسات الإدارة في تمويل البحث العلمي والحكومة الفيدرالية على قدرة المؤسسات في التعامل مع الحدث، ويتسبب التعاطي غير الشفاف والمسيس مع الأزمة في دول مثل مصر وإيران على زيادة انتشار المرض في دول أخرى، اقتصادياً وسياسياً لا يبدو أن آثار هذا المرض ستكون قصيرة المدى ناهيك عن أثره الإنساني.

سيناريوهات انتشار المرض والتعامل معه لا تبدو واضحة حتى اليوم مع تضارب المعلومات حول سرعة ووسائل الانتشار والمدى الزمني للوصول لعلاج، ومع التحديات الاقتصادية التي رافقت انتشار المرض هناك تساؤلات كبيرة حول تأثيراته طويلة المدى.

من الناحية الإيجابية هناك تراجع في الحالات في منشأ المرض في الصين التي بدأت تفكيك بعض المستشفيات المؤقتة كما أن الأرقام مازالت مشجعة حول عدد المتعافين مقارنة بأعداد المصابين.

وقد ينجح العالم في كبح جماح الفيروس خلال أشهر قليلة ولكن آثاره السياسية والاقتصادية والمتشابكة مع ظروف وأزمات غير مرتبطة بالمرض ستبقى خلال هذا العام العسير على البشرية.

لعل أهم التأثيرات سيكون في قطاعات الطيران والسياحة التي بدأت فيها حالات الإفلاس، وكذلك الدول الهشة اقتصادياً والتي بدأت تترنح في إطار التداعيات المباشرة وغير المباشرة، العالم اليوم بأمس الحاجة إلى تعاون يتجاوز الخلافات السياسية والمصالح الاقتصادية والأجندات الشخصية لتجاوز هذه الأزمة بأبعادها المختلفة.

ولعل رحم هذه الأزمة يلد لنا رؤية مختلفة للعالم تدرك هشاشة النظام العالمي وحاجته إلى وضع الإنسان في مركز الاهتمام، ولكن التاريخ مع الأسف يؤكد أن صراع المال والسلطة لا يعرف الإنسان إلا كأداة صراع ومصدر إنتاج.

* د. ماجد الأنصاري أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة قطر

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

جيوبوليتكال فيوتشرز: السؤال الأهم حول فيروس كورونا