بوليتيكو: هكذا يؤثر كورونا على المناخ

الاثنين 16 مارس 2020 03:59 م

يواجه دعاة تغير المناخ عاصفة سياسية ومالية واقتصادية بسبب فيروس "كورونا".

قبل شهر، كان الرؤساء التنفيذيون يتحدثون عن خطط الاستدامة والاستثمارات الخضراء وكان الناشطون يعملون لأجل حركة عالمية للصفقات الخضراء.

واليوم، يؤجل الاتحاد الأوروبي مناقشات قانون المناخ، ويتم التوجه للاحتجاجات المستقبلية عبر الإنترنت، وتتطلع الصناعات المعتمدة على الكربون من الطيران إلى النفط إلى عمليات الإنقاذ.

وفي حين أن الانكماش الاقتصادي قد يخفض الانبعاثات على المدى القصير، لكن هذا سبب ضئيل للفرح.

قال "جيرنوت فاجنر"، الأستاذ المساعد في قسم الدراسات البيئية بجامعة نيويورك: "انخفضت الانبعاثات في الصين بسبب توقف الاقتصاد وموت الناس، وهذه ليست رغبتنا في تقليل الانبعاثات من تغير المناخ".

بعد أي ركود يمكن أن تبدأ المشاكل الحقيقية لدعاة المناخ، وقالت "هيلين مونتفورد" من معهد الموارد العالمية إن اقتصاديات ما بعد الركود يمكن أن تشهد زيادة كبيرة في الانبعاثات.

على سبيل المثال، بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008 زادت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية من احتراق الوقود الأحفوري وإنتاج الأسمنت بنسبة 5.9% في عام 2010.

وأضافت "فاجنر": "نأمل هذه المرة أن تكون هناك أولوية في أي حزمة تحفيز لتجنب زيادة الانبعاثات مع تعافي الاقتصاديات.

فيما يلي العوامل التي يمكن أن تساعد وتضر المناخ، على المدى القصير والطويل:

  •  5 طرق تساعد البيئة في سياق "كورونا"

تحسينات في جودة الهواء

كانت مقاطعة هوبي بالصين الرابح الأكبر، وبحسب "مارشال بورك"، الباحث في جامعة "ستانفورد"، فإن التحسينات في جودة الهواء المسجلة في الصين أنقذت حياة 4 آلاف طفل دون سن 5 سنوات و73 ألف بالغ فوق سن 70. بعبارة أخرى، ينقذ الهواء الأفضل عددًا أكبر من الأشخاص من الذين يقتلهم الفيروس.

كما أن حركة المرور أصبحت منخفضة في بعض أكثر مدن أوروبا تلوثا، والتي فشلت بشكل مزمن في احترام حدود جودة الهواء في الاتحاد الأوروبي.

إغلاق الصناعة يؤدي إلى تقليل الانبعاثات

وجدت دراسة حديثة أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين قد انخفضت بنحو 25%، وينبغي أن يؤدي انخفاض الطلب على النفط إلى خفض الانبعاثات عالميًا، كما تقوم شركات الطيران بتعليق الرحلات الجوية.

ومن الجيد الانتباه لنقطة مهمة: إذا كان المسافرون يسافرون على متن طائرات نصف فارغة، فإن عدد أقل من المسافرين لا يساوي انبعاثات أقل.

فرصة للتغير الهيكلي

ينصب التركيز الآن على الصحة وسلاسل التوريد، لكن تغيير السلوك بشكل أساسي - كما يتضح من العمل عن بعد - يمكن أن يستغله دعاة العمل المناخي بمجرد انتهاء هذه الأزمة الصحية.

ستدفع المؤسسات المالية العامة مثل صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي حوافز للاستثمار الأخضر.

انخفاض المنافسة على النفط ذي الجودة السيئة

وصلت أسعار النفط عند أدنى مستوياتها في 4 سنوات بفضل انهيار اتفاق "أوبك+"، حيث تسعى روسيا إلى طرد منتجي الصخر الزيتي الأمريكي من السوق (قد يكون من الصعب للغاية على شركات النفط الصخري استخراج النفط في بيئة منخفضة السعر).

وفي الوقت نفسه، فإن الحكومات التي تحجم عن رفع الدعم عن وقود السيارات وزيت التدفئة، يمكنها الآن أن تفعل ذلك بأقل تكلفة سياسية.

  • 4 طرق تضر البيئة في سياق "كورونا"

تحويل رأس المال 

ستضطر الحكومات إلى إعطاء الأولوية للصحة العامة، وقد تغير البنوك المتعثرة معايير الإقراض، وتستخدم الأزمة لمراجعة أهدافها الخضراء.

جبال النفايات

قررت سلسلة مقاهي "ستاربكس" التوقف عن قبول أكواب قابلة لإعادة الاستخدام من عملائها وهي الآن تقدم فقط المشروبات في أكواب للاستخدام مرة واحدة غير قابلة لإعادة التدوير بسب انخفاض تكلفة البلاستيك بعد تراجع أسعار النفط.

تغرق الصين في بحر من النفايات الطبية (غالبا تستخدم مواد لمرة واحدة بالضرورة) التي تستخدمها المستشفيات. وفي مدينة ووهان، تضاعفت الأرقام 4 مرات إلى أكثر من 200 طن في اليوم.

زيادة استخدام الطاقة المنزلية

مع انخفاض أسعار النفط، والمزيد من الأشخاص الذين يعملون من المنزل، سيزداد استهلاك الطاقة المنزلية.

وقد تؤدى الأرباح المنخفضة لشركات الطاقة إلى الإحجام عن الرهانات الخطرة وطويلة الأجل، يمكن أن تفرض اللوائح التنظيمية تحولًا إلى الطاقة النظيفة، لكن هذا مستبعد في الولايات المتحدة والصين في عام تعاني فيه الصناعة من خسائر مالية.

المصدر | ريان هيث | بوليتيكو – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كورونا تداعيات كورونا تغيير المناخ

الحكومة البريطانية تستعين بمقولة لأبو بكر الصديق لمواجهة تغير المناخ

ضغوط متزايدة على دول الخليج من أجل مشاركة فعالة في أزمة المناخ العالمية