استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«بزنس كورونا» ومصائب قومٍ عند قومٍ فوائد

الأربعاء 18 مارس 2020 07:38 م

«بزنس كورونا» ومصائب قومٍ عند قومٍ فوائد

استغلت أميركا ظهور فيروس كورونا ووظفته في حربها التجارية ضد الصين التي أصبحت مهددة بركود اقتصادي.

فيروس كورونا ليس سلاحا بيولوجيا تطور بفعل فاعل أو مؤامرة بشرية مدبرة كما قد لا يكون بالضرورة عقاباً إلهيا.

الوباء ظاهرة كونية طبيعية لكن هناك من استغل الأزمة الناجمة عن انتشار الفيروس وبدأ بتطويعها لصالحه وجعلها «بزنساً» كبيرا وهذا سيتأكد للعيان قريبا.

*     *     *

سرعان ما تحول وسيتحول فيروس كورونا القاتل، إلى بزنس يشهد منافسة حامية بين الراغبين بالاستفادة من حالة الهلع والرعب، التي تسبب بها، حيث بدا ذلك واضحاً ببدء السباق على إنتاج العلاج واللقاح الواقي من الفيروس، الذي سيحقق أرباحا مليارية لمن يسبق في الوصول إليه.

صحيفة ألمانية كشفت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصل شخصياً بعدد من العلماء الألمان، الذين أوشكوا على التوصل إلى العلاج، وحاول استمالتهم وإغراءهم واستدراجهم حتى يأتوا بأبحاثهم ومعارفهم واكتشافاتهم إلى الولايات المتحدة.

وهو ما أشعل غضباً صامتاً في ألمانيا من هذا السلوك الأمريكي، الذي يكشف عن رغبة بالاستئثار بالعلوم والبحوث والاكتشافات، إضافة إلى أنانية تتمثل بتأمين الدواء للمواطن الأمريكي قبل غيره من البشر.

الولايات المتحدة سرعان ما أعلنت أنها بدأت إجراء التجارب البشرية، لعلاج كورونا المفترض، وفي الوقت ذاته يعمل علماء ألمان على إنتاج علاج للفيروس، الذي أرعب العالم، وكذا الحال بالنسبة لفريق طبي في هولندا، وآخر في بريطانيا أعلن كلاهما أن العلاج سيكون جاهزاً في الأسواق قبل حلول الصيف.

ثمة سباق إذن بين منتجي الأدوية والعقاقير في العالم، لإنتاج علاج للفيروس ولقاح للوقاية منه، ومن نافلة القول طبعاً الإشارة الى أن العرب خارج هذا السباق بشكل كامل، فهم يكتفون بالوقوف في طوابير بانتظار الموت، وانتظار الفيروس أو أن يأتيهم العلاج من دولة غربية متقدمة، هي على الأغلب الولايات المتحدة أو ألمانيا أو بريطانيا.

رغم إيماني بأن هذا الفيروس لا يمكن أن يكون مؤامرة بشرية، ولا هو مصنوع مخبرياً، إلا أن السباق الحالي على إنتاج العلاج يكشف بكل تأكيد أن هناك من يستفيد وسيستفيد من الأزمة العالمية الراهنة التي تسبب بها كورونا.

وهذا السباق العلمي الذي سيصبح منافسة تجارية قريباً جداً سيتحول إلى«بزنس» كبير ومهم لشركات أمريكية وعالمية وشركات متعددة الجنسيات. من المؤكد أيضاً أن الولايات المتحدة استغلت ظهور الفيروس ووظفته بنجاح في حربها التجارية ضد الصين.

وأصبحت الصين بالفعل مهددة بالركود الاقتصادي، وتواجه أزمة متفاقمة بفعل تداعيات انتشار المرض، فضلا عن انهيار أسعار النفط، الذي سرعان ما تبين أن الولايات المتحدة تستفيد منه، إذ أعلنت بأنها سترفع مخزونها النفطي وتزيد من وارداتها النفطية الخارجية لتستفيد من الأسعار المتدنية للخام في هذه الفترة.

طبعاً من المهم هنا الإشارة إلى أن الذين يعتقدون بأن الفيروس مؤامرة بشرية مدبرة ليسوا على حق بكل تأكيد، حيث من المستحيل أن يكون الفيروس قد تم نشره بصورة مدبرة أو مدروسة، خاصة أن السيطرة عليه أو التحكم به أمر مستحيل، كما أن من يعتقدون أن كورونا عقاب إلهي، لا بد أنهم واهمون أيضاً، إذ لو كان عقابا للصين بسبب قتلها المسلمين الإيغور- كما قيل عند ظهوره – ها هو ينحسر هناك وينتقل الى أوروبا وبلاد المسلمين.

والخلاصة هنا هو أن فيروس كورونا لا يمكن أن يكون سلاحا بيولوجيا تم تطويره بفعل فاعل، ولا يمكن أن يكون مؤامرة بشرية مدبرة، كما قد لا يكون بالضرورة عقاباً إلهيا.

بل هو ظاهرة كونية طبيعية، لكن في الوقت ذاته فإن الأكيد هو أن هناك من استغل الأزمة التي نجمت عن انتشار الفيروس وبدأ بتطويعها لصالحه، وجعل من هذه الأزمة«بزنساً» كبيراً ومهماً، وهذا ما سيتأكد للعيان خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

* محمد عايش كاتب فلسطيني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية