في 19 مارس/آذار، أعلنت الخلية الإعلامية الأمنية العراقية عبر "تويتر" أن قوات الأمن العراقية استولت على قاعدة "القائم" العسكرية، التي كانت تحتضن في السابق قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
وتأتي عملية الاستيلاء بعد 3 أيام فقط من إعلان الجيش الأمريكي عن إعادة تمركز قواته في 3 من أصل 8 قواعد تأوي حاليًا القوات الأمريكية في البلاد، بما في ذلك "القائم".
وأعلنت المملكة المتحدة أيضًا أنها ستسحب نصف قواتها المشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة البالغ عددها 400 جندي، وقد أوقفت منذ ذلك الحين مهمتها التدريبية للتحالف لمدة 60 يومًا.
في غضون ذلك، أعلنت الدنمارك أنها ستسحب قواتها بالكامل من التحالف.
وتعتبر عملية إعادة تموضع القوات الغربية والدولية في العراق في جزء منها ردا على التهديد المتزايد الذي تشكله قوات الميليشيات المدعومة من إيران حيث زادت هذه المليشيات التي أصبحت مكونًا رسميًا في قوات الأمن التابعة للدولة العراقية، وتيرة الهجمات على القواعد التي تؤوي قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة، خاصة خلال الأسبوع الماضي.
ولكن في حين تهدف إعادة التموضع إلى المساعدة في إبعاد القوات الغربية عن الهجمات، فإنها تخاطر بجعل القوات المتبقية هدفًا أسهل من خلال تركيزها على عدد أقل من القواعد المختارة.
يمكن أن يشير هذا التراجع أيضًا إلى أن أفعال الميليشيات تغير بنجاح استراتيجيات القوات الأمريكية والأوروبية في العراق، وهذا يمكن أن يثير المزيد من العنف من خلال تشجيع الميليشيات على الاستيلاء على المزيد من القواعد من القوات الغربية.
على المدى الطويل، يمكن أن يخلق الانسحاب من المعركة الشاملة لمكافحة الإرهاب في العراق مساحة لتنظيم "الدولة الإسلامية" أيضًا، كما حدث في سوريا المجاورة بعد الانسحاب الأخير للقوات الأمريكية من البلاد.
ومع ذلك، فإن السؤال الكبير هو ما إذا كانت إعادة التموضع هذه ستخفف من التصعيد المستمر بين الولايات المتحدة وإيران، وهو الأمر الذي جعل العراق مسرحًا ساخنًا لحرب الوكالة.
وقد شنت الميليشيات المدعومة من إيران سلسلة من الهجمات الصاروخية ضد كل من قواعد القائم وكركوك العسكرية في الأشهر الأخيرة، بالإضافة إلى قواعد أقرب إلى بغداد، بما في ذلك الهجوم الذي وقع في أوائل يناير/كانون الثاني، والذي أسفر عن مقتل أمريكي وأدى في النهاية إلى اغتيال الولايات المتحدة للجنرال الإيراني "قاسم سليماني"، بالإضافة إلى العديد من قادة الميليشيات العراقية البارزين.
وتسبب العنف المستمر بين القوات الأمريكية والميليشيات العراقية المدعومة من إيران في التأثير بشدة على علاقة واشنطن بالحكومة العراقية.
وتفيد تقارير بأن الجنود العراقيين بدأوا في مهاجمة القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها على أمل إخراج القوات الأجنبية من البلاد وبالتالي إنهاء المعركة الجارية بالوكالة.