استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

جعفر الشايب يكتب: عيد سعيد !!

الأربعاء 30 يوليو 2014 10:07 ص

جعفر الشايب، الشرق، 29/7/2014

كيف لنا أن يكون عيدنا سعيدا وجروحنا تنزف في كل مكان، وآمالنا تتحطم في كل موقف، وأنهكنا الضعف والخذلان وتداعي الأمم علينا، وأصبح القتل على الهوية والتصفية وقطع الرؤوس أمرا طبيعيا على أراضينا، ولا يحرك فينا ساكنا.

أي سعادة في هذا العيد وفيه تدك الصواريخ الإسرائيلية ليل نهار كل ما هو قائم أو متحرك في غزة، وأطفالها يهرولون بحثا عن ملجأ آمن، وصيحات الثكالى ترتفع، وأعداد الضحايا تزداد يوما بعد يوم.

أي عيد سعيد هذا، والجماعات المتطرفة كداعش وبوكو حرام وغيرهما أصبحت تزهق أرواح الأبرياء، وتخطف الأطفال الأبرياء، وتشرد المخالفين معها دينيا ومذهبيا وفكرا من أوطانهم، وتعيدنا للقرون الوسطى بأحكامها المتعنتة لتظهرنا كوحوش بشرية لا قيمة ولا كرامة للإنسان عندنا. بل وتدمر كل ما له علاقة بالتراث الإنساني وكل مكتسباتنا الحضارية من مكتبات ومتاحف ومواقع أثرية.

أي سعادة تأتي وبعض الدول العربية أصبحت مستباحة على كل الأصعدة، والمواطن فيها لم تعد له كرامة. وأصبح كل همه أن يجد الكفاف من العيش، وأن يكافح طول حياته كي يسد حاجاته الأساسية، لا أن يساهم في تطوير مجتمعه وتقدمه، والبحث له عن مكانة في المجتمعات المتقدمة.

عيد ليس سعيدا يمر علينا، وكل منا يتلقى يوميا العشرات من رسائل وخطابات التكفير والإقصاء والتحريض على الكراهية والعنف، وتغييب ثقافة التسامح والقبول بالتعددية والتنوع والتكامل.

كي نحول عيدنا ليكون سعيدا، ينبغي علينا أن نجعله مناسبة للتغيير ومحطة للتزود بكل ما هو إيجابي عبر تحصين أنفسنا ومن حولنا عن كل مسببات التعاسة والفشل والإحباط، وبث روح الأمل ومواجهة محاولات التثبيط واليأس. ليحارب كل منا ما بداخله من رواسب العنصرية والتمييز والنظرة الدونية لغيره، وترسيخ قيم التسامح ومواجهة التطرف والتشدد. وليكن هذا العيد منطلقا للإعلان عن تضامننا مع كل مظلوم أيا كان دينه ومذهبه وعرقه وجنسه، وأن نقف جميعا ضد كل ظلم أو تعدٍ أو انتهاك لحق إنسان.

كي تكون أعيادنا سعيدة نحن بحاجة لتنمية الوعي وتغذية العقول كي تكون قادرة على المشاركة بفاعلية واستقلالية في مواجهة التحديات القائمة وأبرزها الجماعات الظلامية وأنماط التخلف السياسي والفكري، وتطوير منظومة اجتماعية مدنية تضامنية. رهاننا هو على بناء جيل أكثر وعيا وفهما وقدرة على التعايش والانسجام والعمل المشترك لحماية الأوطان ومواجهة التغرير.

  كلمات مفتاحية

شباب السعودية والوعي السياسي