من هو كوثراني الذي تتعقبه أمريكا مقابل 10 ملايين دولار؟

السبت 11 أبريل 2020 03:56 م

"محمد كوثراني".. اسم لمع خلال الساعات الأخيرة، عقب رصد الولايات المتحدة جائزة قدرها 10 ملايين دولار، مقابل أي معلومات عن نشاطاته وشبكاته وشركائه، الذي تجعله يؤدي الدور الرئيسي في التنسيق بين المجموعات الموالية لإيران داخل العراق.

"كوثراني"، حسب وزارة الخارجية الأمريكية، بات مسؤولا عن التنسيق السياسي للجماعات شبه العسكرية الموالية لإيران، وهو تنسيق كان تولاه في السابق قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال "قاسم سليماني" قبل اغتياله.

و"محمد كوثراني"، يحمل حسب مواقع عراقية، الجنسيتين اللبنانية والعراقية، ومسجل لدى السلطات الرسمية تحت اسمي "محمد" و"جعفر".

كما أن لديه قيود رسمية بتواريخ ميلاد مختلفة في أعوام: 1945 و1959 و1961 حسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية، التي أفادت بأنه مولود في مدينة النجف بالعراق.

وصفته الولايات المتحدة في أغسطس/آب 2013، بأنه "إرهابي عالمي"، واتهمته بتمويل جماعات مسلحة في العراق، والمساعدة في نقل مقاتلين عراقيين إلى سوريا، للانضمام إلى معركة رئيس النظام السوري "بشار الأسد"، ضد المعارضة.

وحينها أدرجته واشنطن في اللائحة السوداء الأمريكية للإرهاب، وقالت إنه يسهل أنشطة جماعات تعمل خارج سيطرة الحكومة العراقية، بهدف قمع المتظاهرين بعنف أو مهاجمة بعثات دبلوماسية أجنبية.

كما يعرف عن "كوثراني"، أنه مسؤول عن الشبكة المالية لـ"حزب الله" اللبناني، ويروج لمصالح الحزب في العراق، من خلال مشاركته في "تدريب وتمويل وتقديم دعم سياسي لوجستي لمجموعات متمردة شيعية عراقية".

ولعب "كوثراني" دورا لافتا في تشكيل ميليشيا "كتائب حزب الله العراق" (شيعية) إلى جانب زعيمها "أبو مهدي المهندس"، الذي قتل في يناير/كانون الثاني الماضي في نفس الغارة التي قتل فيها "سليماني"،  كما أشرف على تدريب "عصائب أهل الحق" الشيعية التي يترأسها "قيس الخزعلي".

كما أنه متهم بالتورط في عمليات الاستثمار بأموال "حزب الله" لتهريب الأسلحة بين العراق وإيران، وكان من بين 4 شخصيات (عراقيان ولبناني وسوري) مسؤولون عن عمليات تهريب السلاح للميليشيات العراقية، عبر الحدود الإيرانية- العراقية.

كما أنه متهم باستغلال علاقاته من القادة العراقيين الموالين لإيران، للحصول على عقود وهمية، تخدم مصالح "حزب الله" اللبناني وتجعله مهيمنا على المشهد الاقتصادي في العراق.

وفي 2012، ساهم "كوثراني"، في دفع الحكومة العراقية للإفراج عن "علي موسى دقدوق" من السجون العراقية، وهو أحد قادة "حزب الله" ومستشار لزعيم عصائب أهل الحق "قيس الخزعلي".

وتقول واشنطن إن "دقدوق"، من أبرز المتورطين في عملية كربلاء التي وقعت في يناير/كانون الثاني 2007، وخطط لها "كوثراني"، وأسفرت عن مقتل 5 جنود أمريكيين.

 

وعلى خطى الولايات المتحدة، فرضت السعودية في عام 2015 عقوبات على "كوثراني" وآخرين من "حزب الله"، تضمنت تجميد أية أصول لهم.

ولاحقا، كان يستغل نفوذه وعلاقاته، في الدفع بمرشحين لرئاسة الحكومة العراقية، موالين لإيران، حيث كان جزءا من اللقاءات السياسية التي عقدت مؤخرا لاختيار خليفة لرئيس الوزراء المستقيل "عادل عبدالمهدي".

كما ترأس نهاية العام الماضي، اجتماعا في بيروت، جرى تخصيصه لبحث خطط إخماد واحتواء الاحتجاجات الشعبية، وتشكيل الحكومة الجديدة، وحل الخلافات الحالية بين القوى السياسية، والفصائل المسلحة التابعة لها.

وعقب اغتيال "قاسمي" بغارة أمريكية مطلع العام الجاري، تسلم "كوثراني" رايته، تنسيق جهود الميليشيات الموالية لإيران المتعلقة بقمع الاحتجاجات الشعبية واستهداف المصالح الأجنبية في البلاد.

وربما لا يحظى "كوثراني" بما كان يتمتع به "سليماني" من نفوذ وبريق ودهاء، لكنه يؤدي دورا فاعلا ومؤثرا، وقد نجح في السابق في سحب قيادات عربية سنية إلى تحالفات شيعية.

ويثير دور "كوثراني"، امتعاض زعامات عراقية شيعية، مثل رئيس الوزراء السابق "حيدر العبادي"، وزعيم "تيار الحكمة"، "عمار الحكيم"، فضلاً عن قوى سياسية وفصائلية مسلحة، كانت تحبذ اختيار أحد القيادات العراقية الحالية لشغل الفراغ الذي خلفه "سليماني".

وليس معروفا إلى الآن طبيعة تحركات الرجل الذي يتقن اللهجة العراقية، ويتنقل بين عدة عواصم، ونادرا ما يظهر إعلاميا، وبالتأكيد ستزداد سياج السرية حول تحركاته، خلال الفترة القادمة بحكم مهمته الجديد.

لكن المؤكد، وفق شهادات شيعية، أن "سليماني كان يثق فيه واعتاد الاعتماد عليه والاتصال به لمساعدته في الأزمات وتسهيل عمله في بغداد، ما يمنحه القدرة على ملء ذلك الفراغ.

ويتمتع "كوثراني" الذي يعيش في العراق منذ عقود، بخلفية عسكرية، وله تشابك مباشر مع ملفات الصراع في دول المنطقة، خاصة في العراق وسوريا، وأيضا له صلات بدعم فصائل مسلحة مختلفة في اليمن، وعناصر مسلحة في دول من بينها مصر والأردن وقبرص و(إسرائيل)، وفق وزارة الخزانة الأمريكية.

وربما يستطيع "حزب الله" عبر نفوذ أمينه العام "حسن نصرالله"، في دعم ذراعه في العراق، المعروف بامتلاكه علاقات واسعة مع كتل مختلفة عربية، سنية، كردية، وتركمانية، ويدعمه فريق من المساعدين الإيرانيين ذوي الخبرة بالشأن العراقي.

وينظر إلى "نصرالله" على أنه يشرف بشكل مباشر على جهود واتصالات "كوثراني"، بتكليف من مرشد إيران "علي خامنئي".

وقد تعزز الورقة المالية، نفوذ "كوثراني"، الذي يعد المسؤول المالي لإيران و"حزب الله" في العراق، وله صلات مع الفصائل المسلحة، وكان يقرر مع "سليماني" حجم الأموال المخصصة للميليشيات.

ويعمل إلى جانب "كوثراني" أسماء إيرانية على صلة بالملف العراقي، من أبرزهم المسؤول في السفارة الإيرانية في بغداد "علي أكبر محمدي"، وهناك أيضا "علي رضا زاده"، الذي يوصف بأنه "ضابط مهمات خارجية" في "فيلق القدس"، والسفير السابق لإيران في العراق "حسن قمي".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

محمد كوثراني حزب الله العراقي مليشيا حزب الله العراقية الميليشيات الإيرانية ميليشيات عراقية قاسم سليماني اغتيال قاسم سليماني

حزب الله اللبناني يتولى توجيه المليشيات العراقية خلفا لسليماني