استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

موقف داعش من الجهاد في فلسطين

الخميس 31 يوليو 2014 11:07 ص

علي معموري، المونيتور

تشترك معظم الحركات السلفيّة الجهاديّة في أنّها تتجنّب الدخول في الصّراع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ، وتعتبره أمراً غير معني لها، ولكنّها في الوقت نفسه تدخل في صراع دمويّ واسع النّطاق مع الأنظمة والشعوب المسلمة وتقوم بالأعمال التفجيريّة والانتحاريّة وسط المدنيّين في تلك المجتمعات. وقد استمرّت القاعدة طوال عقود من عملها على هذا المنوال، وتستمرّ الدولة الإسلاميّة (المعروفة سابقاً باسم الدولة الإسلاميّة في العراق والشامّ أو داعش) على الطريقة نفسها، حيث أنها تقود حرباً شرسة في مناطق واسعة من العراق وسوريّا، وتقوم بتصفيات كبيرة في تلك المناطق بأعمال القتل والتّهجير، ولكنّها لم تحرّك أيّ ساكن تجاه ما يحدث في غزّة. وعليه، يطرح هذا السؤال: كيف تفسّر هذه الجماعات موقفها هذا المتناقض؟

لقد نشر بعض التّصريحات من قبل شخصيّات سلفيّة منتمية وقريبة إلى السلفيّة الجهاديّة لتوضيح موقفها من عدم قيامها بمساعدة الفلسطينيّين. وجاءت هذه التّصريحات في مقاطع فيديو أو تغريدات على موقع التّواصل الإجتماعيّ "تويتر". لقد نشر أحدهم أنّ "حكومة حماس مرتدّة، وما تقوم به ليس جهاداً، وإنّما دفاعاً عن الديموقراطيّة". وفي صفحة أخرى، قال خالد مشعل: "حماس تقاتل من أجل الحريّة والاستقلال، والدولة الاسلاميّة: تقاتل ليكون الدّين كلّه لله".

وأخيراً، لفت الشيخ السلفيّ المصريّ طلعت زهران في 22 من يوليو إلى أنّه "لا يجوز نصرة أهل غزّة لأنّ لا قيادة شرعيّة لهم، فهم شيعة، يتبعون للشيعة وهم شيوعيّون، فلا يناصَرون، ويظهر ذلك أنّ هذا الموقف يرتبط بمبادئ لاهوتيّة لدى التيّار السلفيّ، وهو ليس مجرّد موقف سياسيّ.

ويعود هذا الموقف إلى مبدأين أساسيّين عند السلفيّة: الأوّل هو أنّ الجهاد يجب أن يكون بقيادة شرعيّة، وهذا ما يعبّرون عنه بـ"الرّاية والأمير"، ويعني أنّ من يقوم بالجهاد يجب أن يتبع أميراً حاصلاً على الشروط الشرعيّة للإمامة الدينيّة والسياسيّة في آن معاً، وأن هذا الأمير قد رفع راية للجهاد. وعليه، وبما أنّ لا وجود للأمير والراية في فلسطين، فالقتال أيضاً لا يجوز هناك. ثانياً، إنّ تطهير المجتمع الإسلاميّ له أولويّة بالنّسبة إلى مقاتلة المجتمعات غير الإسلامية. فطالما هناك أنظمة غير مسلمة في البلاد الإسلاميّة، وهناك مرتدّون في العالم الإسلاميّ، يجب البدء بقتالهم وتطهير العالم الإسلاميّ منهم، ثمّ الإتجاه نحو إسرائيل والبلاد غير الإسلاميّة الأخرى. وعلى هذا الأساس، يرون أنّ قتال "حماس" بوصفها حكومة غير شرعيّة من وجهة النظر السلفيّة مقدّم على قتال إسرائيل. وإذا أتيح لهم العمل العسكريّ في المناطق الفلسطينيّة فسيقومون بقتال "حماس" والفصائل الأخرى إلى أن يتمّ تطهير أرضها من كلّ تلك المجموعات غير الشرعيّة سلفيّاً،ثمّ سيخوضون قتال إسرائيل.

ويستند أتباع هذا الإتجاه الى أحداث قديمة في التّاريخ الإسلاميّ لإثبات صحّة موقفهم، ومنها: أنّ الخليفة الأوّل أبا بكر قدّم قتال المرتدين على الفتوحات الإسلاميّة التي ظهرت لاحقاً في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، أو أنّ صلاح الدين الأيوبي قد قاتل الشيعة وقمعهم قبل أن يقاتل الصليبيّين في الأراضي المقدسة. وعليه، يرى هؤلاء أنّ اليوم أيضاً عليهم قتال الشّيعة والمنافقين والمرتدّين الذين يعبرون عن جميعهم بالعدوّ القريب قبل القيام بمحاربة إسرائيل.

وفي سياق مشابه، قام عدد من مقاتلي تنظيم الدّولة الإسلاميّة خلال حرب غزّة الأخيرة بحرق العلم الفلسطينيّ لإعتباره هو السبب للإنتكاسة التي يشهدها العالم الإسلاميّ، لأنّه جاء وفق التّقسيمات الوطنيّة التي قسّم العالم الإسلاميّ إلى دول وكيانات سياسيّة مستقلّة، في حين يجب أن تكون كلّها موحّدة تحت دولة الخلافة الإسلاميّة. 

وقد تشابكت الجماعات السلفيّة النّاشطة في غزّة في مناسبات عدّة سابقاً مع "حماس"، ولكنّها لم تنجح في أن تسجّل لنفسها موقف وموضع قدم هناك. وقد نشرت تلك الجماعات مقاطع فيديو يظهرون من خلالها دعمهم لتنظيم الدّولة الإسلاميّة بعد الإنجازات الأخيرة التي حصل عليها في العراق وسوريا.

ويعود الاختلاف الرئيسيّ بين "حماس" والجماعات السلفيّة إلى بنيتها الأصوليّة المختلفة، فإنّ حركة "حماس" أكثر واقعيّة وعمليّة من السلفيّة الجهاديّة، فللأولى أولويّاتها السياسيّة في تحرير الأراضي الفلسطينيّة، وللثانية أولويّاتها الدينيّة في إقامة خلافة إسلاميّة شاملة تعتبر مسألة إسرائيل أمراً فرعيّأً فيها. 

  كلمات مفتاحية