جدل في غزة بسبب تطبيع بين ناشطين عبر مواقع التواصل

الثلاثاء 14 أبريل 2020 04:56 م

تسبب منشور لناشطة حقوقية فلسطينية على موقع "فيسبوك" حول أنشطة تطبيعية بين ناشطين فلسطينيين وآخرين إسرائيليين، في حالة كبيرة من الجدل بالقطاع.

وأوردت الناشطة "هند الخضري" في منشورها: "لا يوجد أي مبرر لأي نشاط تطبيعي مع الاحتلال سواء كان النشاط من قبل رامي وجماعته أو غيرهم"، في إشارة إلى الناشط الغزاوي "رامي أمان".

وأضافت: "نحن كفلسطينيين لا يجب أن يكون لدينا قانون ضد التطبيع لأني أعتقد أننا نولد هكذا، المبادئ تولد معنا".

وأثار منشور الناشطة الحقوقية جدلا واسعا، اعتقلت على إثره حركة "حماس" التي تتولى سلطة القطاع المحاصر، الناشط "رامي أمان" (36 عاما) و5 آخرين بعد مشاركتهم في لقاء مع إسرائيليين عبر تطبيق "زووم" واتهمتهم بالخيانة وأحالتهم للتحقيق.

وتحظر السلطات في غزة أي اتصال مع الإسرائيليين، لكن "الخضري" تقول إن هدفها كان التأكيد أنها ضد "التطبيع" وليس الدعوة لاعتقالهم.

وتداول ناشطون فلسطينيون مقطع فيديو يظهر فيه "رامي أمان"، المؤسس للجنة "شباب غزة" المؤيدة للسلام مع (إسرائيل) وناشطون إسرائيليون يناقشون أمورا تتعلق بحياتهم اليومية في لقاء استمر لنحو ساعتين.

ولجنة شباب غزة أسسها "أمان" في عام 2010، بهدف التواصل مع ناشطي سلام إسرائيليين يسعون جميعا إلى "نبذ العنف وخلق مستقبل مشترك للسلام"، وفق أحد أعضائها.

وتساءلت "الخضري" الموظفة السابقة في منظمة العفو الدولية (24 عاما)، في حديثها لوكالة "فرانس برس": "كيف يمكن لمثل هذا النشاط أن يحدث داخل غزة".

وأكدت رفض التطبيع قائلة "أنا كفلسطينية، قبل أن أكون صحفية، ضد التطبيع" مع (إسرائيل).

وأكدت أنه لا علاقة بين منشورها واعتقال "أمان" ورفاقه، الأمر الذي أكدته "حماس" أيضا.

وشددت "الخضري" على أنها ضد اعتقال "أمان"، وخصوصا أنها خاضت تجربة الاعتقال في وقت سابق، إذ اعتقلتها الحركة بسبب تغطيتها الصحفية لاحتجاجات "مسيرات العودة" العام الماضي.

تطبيع أم تواصل؟

من جهته، يوضح الناطق باسم وزارة الداخلية في قطاع غزة "إياد البزم" أن "أمان "ورفاقه الخمسة "سيعرضون على النيابة العسكرية لتقديمهم للمحاكمة".

ويقول أحد رفاق "أمان" والذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه، إن اللقاء مع المجموعة الإسرائيلية جاء "لدعم السلام، لجنة شباب غزة تنشد السلام وهذه حرية تعبير يكفلها القانون".

لكن "البزم" يعتبر أن "إقامة أي نشاط أو التواصل مع الاحتلال الإسرائيلي تحت أي غطاء يعتبر خيانة وجريمة تطبيع يعاقب عليها القانون".

ويشير الناطق باسم وزارة الداخلية إلى أن هذه "ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها أمان"، إذ تم توقيفه قبل عامين على خلفية "نشاط تطبيعي (...) وأفرج عنه بكفالة متعهدا بالتوقف عن ممارسة مثل هذه النشاطات".

ويضيف: "للأسف، أخل أمان بتعهده وقام مجددا بنشاط تطبيعي".

أما منظمة العفو الدولية التي عَمِلت "الخضري" لحسابها فتقول "عملت هند لدينا لفترة قصيرة في توثيق الاحتجاجات في غزة العام الماضي".

وقال نائب المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في المنظمة "صالح حجازي" لـ"فرانس برس": "ندين بشدة اعتقال الأفراد لممارستهم حقهم في الكلام في شكل سلمي والتجمع"، في إشارة لاعتقال "أمان".

جدل واسع

وأثار منشور الناشطة الحقوقية جدلا واسعا بين الناشطين الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اتهمت "الخضري" بالتسبب في اعتقال "أمان"، وقالت إنها غاضبة بسبب "التحريض ضدي".

ودافع "التجمع الإعلامي الديمقراطي الفلسطيني" عن "الخضري"، وقال في بيان إنها "تمثل الكل الفلسطيني على اعتبار أن التطبيع مع الاحتلال جريمة وطنية".

وأدان التجمع "حملة التحريض من منظمات دولية داعمة للاحتلال".

وتفرض (إسرائيل) منذ أكثر من 10 أعوام حصارا مشددا جوا وبرا وبحرا على قطاع غزة الذي يسكنه نحو مليوني نسمة.

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية

مبادرات التطبيع مقاومة التطبيع ضد التطبيع

إندبندنت: كيف تعرقل استراتيجية ترامب جهود التطبيع؟

العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج باتت أقرب لكن التطبيع مازال بعيد المنال

مسؤول سعودي بارز يهاجم mbc بسبب مسلسل أم هارون