استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

السايبر الصهيوني ومنهجية التأثير بالوعي العربي

الأحد 19 أبريل 2020 09:35 ص

  • إذا كان الهدف من "عملية التأثير بالسايبر" التأثير على طابع ردود الجمهور المستهدف فالعملية يطلق عليها "إدارة الإدراك".
  • إذا تمكن طرف من التأثير على اتجاه القرارات لدى طرف آخر فأنه يتحكم في مخططاته المستقبلية بما يخدم مصالح الطرف المهاجم.
  • يمس توظيف "المناورة المؤثرة" بهيئات الحكم والسيطرة لدى العدو وبثقة القيادات بذاتها أو بقرارتها مما يقلص قدرتها على اتخاذ قرارات ذات علاقة.

*     *     *

ممارسة الكيان الصهيوني حرب المعلومات ضد المقاومة الفلسطينية والعالمين العربي والإسلامي وكل ما يمثل مصدر تهديد له لم يعد خافيا على أحد؛ وذلك ليس بحكم واقع الصراع ومظاهر هذه الحرب البادية للعيان فقط؛ بل أيضا بسبب اعتراف هذا الكيان باعتماده على هذه الحرب ورهانه على عوائدها الإستراتيجية.

فالوحدات الاستخبارية الصهيونية المسؤولة عن توظيف الفضاء الإلكتروني (السايبر) في الجهد الحربي باتت تستغل حقيقة توظيف الأدوات الرقمية في إدارة المحادثات والعلاقات بين الناس، سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي: فيسبوك، إنستجرام، أو من التطبيقات الاجتماعية، مثل "واتس آب" و"تيلجرام"، وتعمد إلى توظيف هذه النوافذ في التاثير على وعي الجمعي للطرف المقابل.

وقد كان لافتا أن "معهد دراسات الأمن القومي" الصهيوني (INSS) قد نشر دراسة في العدد الأخير من دوريته "السايبر، الأمن والاستخبارات" دراسة حول عمليات السايبر التي توظف في التأثير على وعي جماهير العدو.

وقد كان لافتا أن المجلة قد عرفت "عمليات التأثير بواسطة السايبر" بأنها توظيف الوسائل والطرائق التي يوفرها السايبر في التأثير على الرأي العام، سواء عبر الحرب النفسية والمس بمعنويات الطرف الآخر وهز الثقة بقدرة نظام حكم  بقعة جغرافية ما على السيطرة على الأوضاع وضمانه تواصل أنماط الحياة بشكل اعتيادي في مناطق نفوذه.

وحسب المجلة، فإن عمليات التأثير على الوعي بواسطة السايبر التي تعكف عليها المخابرات الصهيوني تشمل جهودا محددة تبذل للتأثير على قطاعات جماهيرية بواسطة مضامين، قضايا، رسائل، يتم تنسيقها بهدف تسهم في توفير ظروف تخدم فرص تحقيق أهداف وسياسات تخص الكيان الصهيوني، أو أي طرف مهاجم يمارس هذه العمليات، بمعنى أن هذه العمليات يتم تخطيطها للإسهام في إحداث تحول على اتجاهات الراي العام لهذه الجماهير بما يخدم مصالح هذه الدولة

مع العلم أن العديد من الدول تستخدم عمليات التأثير بواسطة السايبر ضمن حرب معلومات التي تشنها ضد خصومها، حيث إن معظم العمليات تتم بشكل سري، ويمكن أن تستهدف هذه العمليات الجمهور الواسع أو مجموعات جماهيرية محددة يتم اختيارها تبعا للأهداف التي يراد تحقيقها.

وحسب المجلة، فإن هناك عدة أنواع للعمليات الهادفة للتأثير على وعي الجمهور المعادي بواسطة أنشطة السايبر، حيث تم تقسيم هذه العمليات بالاستناد إلى الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها.

فعلى سبيل المثال، إذا كان الهدف من "عملية التأثير بواسطة السايبر" التأثير على طابع ردود الجمهور المستهدف فأن العملية يطلق عليها "إدارة الإدراك".

أما النوع الثاني من العمليات، فيطلق عليها عمليات "التحكم الانعكاسي" التي تهدف إلى إيصال معلومة إلى طرف بهدف دفعه إلى اتخاذ قرارات تنسجم مع مصلحة الدولة المبادرة بالهجوم. وهذا يفرض على الطرف المهاجم أن يتعرف على المنطق الذي يستند إليه الخصم أو سلوكه وصياغة الرسائل الموجهة له لدفعه للعدول عن اتخاذ القرارات التي كان يهم باتخاذها في البداية، بما يخدم مصلحة الطرف المعادي.

ويعتمد "التحكم الانعكاسي" على مدى القدرة على التأثير على مصادر المعلومات لدى العدو، والطريقة الأمثل لتحقيق هذا الهدف تتمثل في تصدير معلومة محددة أو مضللة بهدف التأثير على معلومة محددة لدى العدو يعتمد عليها في اتخاذ قراراته.

وفي حال تمكن طرف من التأثير على اتجاه القرارات لدى طرف آخر فأنه يتحكم في مخططاته المستقبلية بما يخدم مصالح الطرف المهاجم.

أما النوع الثالث من العمليات، فيطلق عليه "مناورة مؤثرة" وتقوم على توظيف أنشطة سايبرية في محاولة التسلل إلى دائرة صنع القرار لدى الطرف الخصم ودفعه إلى اتخاذ قرارات وخطوات في اتجاه يخدم مصلحة الدولة المهاجمة. لكن تحقيق هذا الهدف يتطلب ضمان تفوق في مجال المعلومات وتأمين هامش حرية كبير في تنفيذ الأنشطة السايبرية.

ويمكن أن يفضي توظيف "المناورة المؤثرة" في المس بهيئات الحكم والسيطرة لدى العدو، والمس بثقة القيادات بذاتها أو بقرارتها مما يقلص من قدرة هذه القيادات على اتخاذ القرارات ذات العلاقة.

  • د. صالح النعامي - كاتب وأكاديمي فلسطيني مختص بالشأن الإسرائيلي

المصدر | السبيل الأردنية

  كلمات مفتاحية