استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

جدعون ليفي: محاولة إسرائيل تحميل حماس المسؤولية تثير الغضب والسخرية

الخميس 31 يوليو 2014 09:07 ص

جدعون ليفي، هآرتس، 31\7\2014

ما أسهل أن تكون اسرائيليا، ضميرك المتلذذ نقي كالثلج: فحماس تتحمل تبعة كل شيء. إن حماس تتحمل تبعة القذائف الصاروخية، وهذا مفهوم من تلقاء نفسه؛ وحماس بدأت الحرب دون سبب، وهذا ايضا "يجوز دون حديث"؛ وحماس منظمة ارهابية قاسية فيها حيوانات بشرية ولدوا ليقتلوا وهم ارهابيون – أما ما عدا ذلك أيها الماركيز فعلى ما يرام. يوجد 400 ألف مُهجر فلسطيني، وأكثر من 1200 قتيل، 80 بالمئة منهم مدنيون، ونصفهم من النساء والاولاد، ونحو من 50 عائلة أُبيدت بتدمير بيوتها على رؤوسها وعلى رؤوس أبنائها، وهذه مقادير مذبحة حقيقية – لكن أيدي الاسرائيليين نقية وضمائرهم مطمئنة، مطمئنة الى درجة أنك توشك أن تبكي. وحماس مذنبة.  

نَدَعُ جذور مرض كتم الحقائق وانكارها اللعينين لمجال علم النفس. منذ أن اتهمت اسرائيل الفلسطينيين بقتل أبنائهم على أيدي الجيش الاسرائيلي لم يوجد مثل هذا الانكار. وقد هاج المرض الآن وقد كان مستكينا مدة سنين، ليصبح وباءً وأصبح حاملوه مرضى. لم يتحرك شيء في الضمير الوطني بسبب الفظاعة وهناك من يعملون ليكون الامر كذلك. لكنه ينبغي أن نسأل حتى من خلل غيمة الانكار الخبيث، حتى حينما ندرك مبلغ سهولة القاء كل شيء على حماس التي لم يوجد لاسرائيل قط عدو مريح مثلها لتُلقى كل جرائمها عليه: هل حماس تتحمل تبعة كل شيء حقا؟ ألا تتحمل اسرائيل تبعة أي شيء حقا؟ إن الحديث عن انكار لا يمكن فهمه بازاء غزة النازفة المدمرة من صنع يد اسرائيل.  

هل هي منظمة ارهابية قاسية؟ بماذا هي أقسى من الجيش الاسرائيلي في هذه الحرب؟ هل لأنها لا تطرق أسطح المنازل قبل القاء قنبلة على بيت سكني بثمانين ثانية؟ هل لأنها توجه قذائفها الصاروخية على السكان المدنيين كالجيش الاسرائيلي بالضبط لكن بنجاعة أقل؟ هل لأنها تريد أن تقضي على دولة اسرائيل؟ وكم من الاسرائيليين يريدون الآن إبادة غزة؟ يعلم الجميع الآن من يبيد من.  

يبلغ النفاق الاسرائيلي ذروته بقلقه على سكان غزة: يصرخ الديمقراطيون الاسرائيليون الباحثون عن حقوق الفلسطينيين قائلين: أنظروا كيف تضطهد حماس السكان. اجل إن حماس مستبدة لكن استبدادها كالعدم اذا قيس باستبداد اسرائيل التي تحاصر غزة منذ سبع سنوات وتحتلها منذ 47 سنة.  

إن الذي يدمر المجتمع والاقتصاد في غزة هو الحصار أولا، والشكر لطالبي الخير لها الذين فرضوه عليها. والشكر ايضا لمن يخشون من قطيع الديمقراطية فيها الذين يزعزعهم فساد السلطة فيها، فيحتجون على قادتها الذين يتجولون في فنادق فخمة أو يختبئون في ملاجيء تحت الارض، وتُقلقهم الميزانيات الضخمة التي خصصت للانفاق والقذائف الصاروخية بدل زوايا اللهو وحلقات الاغناء. شكرا حقا. وماذا في اسرائيل؟ هل يسكن قادتها في الخيام؟ ألا تخصص ميزانيات ضخمة لغواصات لا حاجة اليها والى قنابل سرية على حساب الصحة والرفاه والتربية؟ وهل حماس اصولية؟ إن اسرائيل في الطريق لتصبح كذلك. وهل حماس تضطهد النساء؟ إنه أمر خطير لكن اسرائيل فيها ظواهر مشابهة أو في جماعة كبيرة فيها على الأقل.  

ولماذا اختارها الفلسطينيون؟ ولماذا لم يختاروا قيادة معتدلة؟ اليكم سبب ذلك: لأن القيادة المعتدلة حاولت منذ سنين أن تأتي لشعبها ولو بانجاز واحد فلم تنجح سوى في الحصول على الاذلال والرفض الاسرائيليين فقط. هل برهنت اسرائيل قط على أنه يجدر أن يختار الفلسطينيون طريق تفاوض م.ت.ف بدل مقاومة حماس العنيفة؟ وهل نجحت م.ت.ف في أن تُقربهم ولو سنتيمترا واحدا من الدولة أو من الحرية؟ جاءت حماس على الأقل لشعبها بالافراج عن 1000 سجين، وحافظت بقدر ما ايضا على كرامته حتى لو كانت كلفة ذلك من الدماء فظيعة، وهي كلفة أصبح سكان غزة اليائسون مستعدين لدفعها الآن. فما الذي جاء به محمود عباس لشعبه؟ لا شيء. مجرد صورة مع براك اوباما.  

لست من أنصار حماس بل إنني عكس ذلك. لكن المحاولة الاسرائيلية لالقاء الذنب كله عليها تثير الغضب وهي داحضة تثير السخرية. سيحكم المجتمع الدولي قريبا على فظائع هذه الحرب. وقد توبخ حماس كما تستحق لكن اسرائيل سيتم التنديد بها ويزيد نبذها كما تستحق، وحينها سيقول الاسرائيليون: حماس مذنبة – وسيضحك العالم.

  كلمات مفتاحية

جدعون ليفي يكتب في هآرتس: من خبأ السلاح وراء أطفال الروضة؟!