استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بعد الاتفاق النووي .. إيران تريد سوريا

الأحد 16 أغسطس 2015 01:08 ص

منطقة بلودان التي تبعد 50 كم شمال غرب دمشق تعتبر موقعا سياحيا ساحرا، المشهد الجبلي والطقس المريح في الصيف والثلوج في الشتاء والفواكه اللذيذة والقرب من العاصمة السورية. كل هذا جعل المنطقة في الماضي مكان لحجيج الملوك والمتنفذين. وبعد ذلك اثرياء الشرق الاوسط. حجز مكان للمبيت يجب أن يتم قبل زمن طويل، هذا رغم كثرة الفنادق في بلودان. وأحد هذه الفنادق هو فندق بلودان التاريخي الذي أجريت فيه في 1937 محادثات القيادة العربية من اجل الرد على لجنة فيل.

تطل منطقة بلودان على غور الزبداني الاخضر الذي كان العرب والسوريون يتدفقون اليه قبل اربع سنوات، والذي أصبح الآن جزء من ارض المعركة، فقد حولته قوات حزب الله وحرس الثورة الايراني الى موقع لوجستي وعملياتي يقصفون منه الزبداني، المدينة التي معظم سكانها من السنة والتي سيطرت عليها حتى الآونة الاخيرة قوات "أحرار الشام"، وهي احدى المليشيات الاسلامية القوية التي تحارب ضد نظام الاسد.

الزبداني تحولت الى مدينة أشباح، ولكن في يوم الاربعاء الماضي حدث تطور استثنائي في ختام النقاشات التي أجراها أحرار الشام مع وفد ايراني وصل بشكل خاص الى تركيا. وقد وافقت الاطراف على وقف اطلاق النار مدة 48 ساعة يستطيع خلالها المتمردون الخروج من المدينة مع اسلحتهم، وفي المقابل يوافق النظام على ادخال الغذاء والدواء اليها.

لم يكن هذا هو وقف اطلاق النار المحلي الاول، ولكن الجديد في الامر هو الوسطاء الذين حققوه. فعلى غير العادة المتعارف عليها، حيث أن قادة المليشيات يتناقشون مع القادة العسكريين من الطرف الآخر، كانت في هذه المرة ايران وتركيا هما اللتان قررتا تعميق مستوى تدخلهما في الساحة المحلية.

إن وقف اطلاق النار في الزبداني، حتى لو لم يستمر ويصمد، مهم بسبب أنه بين ايران وتركيا توجد علاقات فيها مفارقات. فايران تعارض اسقاط نظام الاسد وتراقب بشك ما يحدث بين تركيا والسعودية.

ورغم أن ايران تعتبر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) عدو خطير، إلا أنها قلقة من موافقة تركيا على السماح للطائرات الامريكية باستخدام اراضيها ضد التنظيم الجهادي.

مع ذلك فان ايران وتركيا تستعدان لمرحلة ما بعد الاتفاق النووي.

فإيران هي مصدر الغاز الثاني في أهميته بالنسبة لتركيا (بعد روسيا)، وهي تشتري منها 30 بالمئة من الغاز الذي تحتاجه، وأنقرة هي زبونة مهمة للطاقة الايرانية ومن شأنها أن توفر جزءً هاما من الاحتياجات الاساسية لايران.

ورغم التناقض في المصالح فقد نجحت الدولتان في تحقيق وقف اطلاق النار في الزبداني.

العلاقات بين ايران وتركيا هي مثال فقط على طموحات ايران لخلق استراتيجية جديدة، اقليمية ودولية، تحولها بعد الاتفاق النووي الى قوة عظمى معترف بها وشرعية.

إيران لم تجمد نشاطها الاقليمي خلال فترة المفاوضات النووية، لكن شعورها، كما هو شعور القوى العظمى الغربية، بأن كل عمل ايراني اقليمي يجب أن يراعي الموضوع النووي، وأن الاتفاق النووي بحد ذاته هو أسير لسياسة ايران في المنطقة.

فقد فرضت المفاوضات الحد من التدخل الامريكي العسكري في سوريا والعراق، بعد أن أعلنت ايران أنها لن تعارض هذا التدخل. وقد كانت الهجمات في سوريا طابو واقتصرت على قصف المناطق التي يسيطر عليها داعش.

التوازنات والكوابح التي أوجدتها مفاوضات السلاح النووي أمام نشاط القوى العظمى في سوريا منذ 2013، والخوف من رد ايران على هذا التدخل في السنتين الأولتين للحرب، رسمت مباديء الاستراتيجية الغربية التي تحولت الى سياسة مشلولة.

وهذا لا يعني أنه الان بعد أن تحرر الغرب ظاهريا من ظل اتفاق السلاح النووي، ستتوجه القوى العظمى للتدخل العسكري المكثف.

بل العكس، ايران تقترح خدماتها كوسيط ومبادر للحل السياسي، وهذه المرة شريكة لا يتم رفضها من القوى العظمى.

نشرت في الاسبوع الماضي الصيغة التي تقترحها ايران في سوريا وهي تستند الى وقف اطلاق النار من جميع الاطراف؛ معالجة القضايا الانسانية التي تتعلق بالحرب؛ صياغة دستور يضمن الدفاع عن الاقلية العلوية واجراء الانتخابات.

وفي اثناء هذه العملية وحتى الانتخابات فان ايران تطالب باستمرار الاسد كرئيس. هذا الاقتراح قدمته ايران لروسيا.

إيران تقترح ايضا اقامة لجنة دولية في أكتوبر/تشرين الاول تتكون من القوى العظمى التي ادارت المفاوضات حول الاتفاق النووي إضافة إلى السعودية وتركيا، بحيث تعمل هذه اللجنة برعاية الامم المتحدة لأجل التوصل الى حل متفق عليه.

واذا تم قبول هذا الاقتراح فان هذه اللجنة ستتحول الى مصدر الصلاحية لأي خطوة سياسية في سوريا وبذلك يلغى "اعلان جنيف" في حزيران 2012، الذي وضع خريطة الطريق لنقل السلطة. ولم تكن ايران مشاركة في مؤتمر جنيف، لكنها قد تتحول الآن الى القوة الاساسية التي تفرض الاجراءات السياسية.

تركيا من ناحيتها لم تؤيد بعد هذه الصيغة والولايات المتحدة ما زالت تعارض بقاء الاسد في الحكم ايضا في المرحلة الانتقالية، لكن واشنطن وحلفائها لا يملكون في الوقت الحالي أي بديل سياسي.

في المقابل، واضح للولايات المتحدة أن الخطة الايرانية تضع تحديا صعبا. فبخلاف ايران التي تستطيع المطالبة من الاسد بتبني وقف اطلاق النار، مشكوك فيه اذا كان للولايات المتحدة هذا القدر من التأثير على المليشيات المتمردة.

الصيغة الايرانية مقبولة لدى موسكو وهي تحاول تسويقها لدى منظمات المتمردين والسعودية التي تعارض أي خطوة ايرانية.

وقد التقى هذا الاسبوع احمد خوجة، رئيس ائتلاف التنظيمات المعارضة في سوريا مع وزير الخارجية الروسي سرجيه لافروف بعد ايام قليلة من لقاء لافروف مع وزير الخارجية السعودي وبعد أن أجرى محادثات هاتفية مطولة مع بشار الاسد.

وحسب التقارير في وسائل الاعلام العربية فان هذه اللقاءات تهدف الى اقناع الاطراف بقبول الصيغة الايرانية. رسميا يتم تقديم الصيغة على أنها مبادرة روسية تطالب روسيا بعرضها في اجتماع الهيئة العامة للامم المتحدة في ايلول.

لا تكتفي ايران بايجاد حل لسوريا. فاليمن هو مركز صراع مشتعل آخر بينها وبين السعودية. ومثلما في سوريا قد تظهر ايران في الجبهة اليمنية كشريكة عقلانية  تستخدم المساعدة الكبيرة التي تمنحها للحوثيين كرافعة ضغط من اجل المعارك.

ومن دافع عن ايران في موضوع اليمن كان رئيس الولايات المتحدة براك اوباما، الذي قال في الاسبوع الماضي أمام عدد من الصحفيين إن ايران هي التي حاولت في 2014 كبح الحوثيين واحتلال صنعاء.

«عندما بدأ الحوثيون بالهجوم لم يتم ذلك بأمر من قاسم سليماني أو حرس الثورة الإيراني»، قال أوباما.

واشنطن التي تعتبر داعش والقاعدة التهديد الاساسي في الشرق الاوسط، تجد في الحوثيين شركاء محتملين ضد منظمات الجهاد السني في اليمن. «لا يمكن محاربة منظمات متطرفة مثل داعش وفي نفس الوقت ترك المجال لهم للازدهار في اليمن وسوريا»، كتب ظريف في مقالة نشرت في اربع صحف عربية.

ولم يكن ظريف ليصيغ مواقف واشنطن بشكل أفضل من ذلك، التي بدورها لا تتجرأ على قول هذه الامور بصوت عال. هذا التماثل في المصالح والخوف من العلاقة الغرامية السياسية بين الولايات المتحدة وايران هو ما يقلق السعودية بدرجة كبيرة.

  كلمات مفتاحية

أميركا إيران سورية السعودية اليمن

«ذي أتلانتيك»: السؤال الأكثر أهمية حول الصفقة الإيرانية

الصفقة النووية الإيرانية: ما الذي تعنيه لدول المنطقة؟

«الاحتواء الجديد»: استراتيجية أمريكية للأمن الإقليمي بعد الاتفاق النووي

«ولايتي»: تطور مهم في علاقات سوريا والعراق وإيران خلال الأسبوع المقبل

رئيس الائتلاف السوري: مجزرة دوما جاءت ردا على زيارتنا لموسكو

«اندبندنت»: إيران تسعى لدور رسمي ضد «الدولة الإسلامية» في سوريا

ضباب الديبلوماسية في سوريا

«ستراتفور»: لماذا تبدو صراعات الشرق الأوسط مرشحة للتصاعد بعد الاتفاق النووي؟

الرئيس النمساوي: لدينا مصالح اقتصادية كبيرة مع طهران