بالأسماء.. المهددون بمصير شادي حبش في سجون مصر

الأحد 10 مايو 2020 06:59 م

ربما لن تكون وفاة المخرج المصري "شادي حبش" (22 عاما) داخل محبسه في سجن طرة، قبل أيام، هي الأخيرة في مسلسل ضحايا الإهمال الطبي في سجون مصر.

وتثير وفاة "حبش" الذي قضى أكثر من عامين رهن الحبس الاحتياطي دون محاكمة، مخاوف جدية من أن يصيب المصير ذاته آخرين من معارضي الرئيس "عبدالفتاح السيسي".

ويبلغ عدد ضحايا الإهمال الطبي داخل السجون المصرية، منذ يوليو/تموز 2013، حتى مارس/آذار 2019، 826 قتيلا، وفق منظمة "كوميتي فور جاستس" الحقوقية الدولية.

ومن "شادي حبش" إلى "مصطفى قاسم"، و"عمر عادل"، ومن "محمد مرسي"، إلى "مهدي عاكف"، ومن "فريد إسماعيل"، إلى "عصام دربالة"، تتسع قائمة الضحايا يوما بعد الآخر، في انتظار آخرين، وسط صمت دولي مريب.

"عبدالمنعم أبوالفتوح"

يعاني المرشح الرئاسي الأسبق، الدكتور "عبدالمنعم أبو الفتوح" من ظروف اعتقال غير آدمية، شملت الحرمان من تلقي العلاج، وذلك رغم تعرضه لذبحة صدرية في محبسه المعتقل فيه منذ فبراير/شباط  2018.

ويخضع رئيس حزب "مصر القوية" (68 عاما) لحبس انفرادي، فضلا عن حرمانه من التريض، أو رؤية الشمس، وكذلك الزيارة، بخلاف منعه من الحصول على ملابس ثقيلة خلال فصل الشتاء، ما تسبب في تدهور حالته الصحية، وارتفاع عدد الأدوية التي يأخذها إلى ما يزيد على 14 دواء.

"حازم أبوإسماعيل"

بالمثل، يتعرض المرشح الرئاسي الأسبق، الداعية "حازم صلاح أبوإسماعيل" لمعاملة سيئة داخل سجن "العقرب"، جنوبي القاهرة، شملت حرمانه من الخروج من زنزانته، وهو ما أصابه بسمنة مفرطة، أثرت بالسلب على كل أجهزة الجسم.

واعتقل "أبوإسماعيل" (59 عاما) يوم 3 يوليو/تموز 2013، وحُكم عليه لاحقا بالسجن 5 سنوات بتهمة حصار مقر محكمة في القاهرة عام 2012، قبل أن يتلقى حكما آخر بالسجن 7 سنوات في عام 2015، بتهمة تزوير جنسية والدته.

"رفاعة الطهطاوي"

ويقبع السفير "محمد رفاعة الطهطاوي" (71 عاما) في السجن منذ أكثر من 7 سنوات، لرفضه تأييد الانقلاب العسكري على الرئيس الراحل "محمد مرسي"، منتصف العام 2013.

ولاحقا اتهمت السلطات، رئيس ديوان رئيس الجمهورية الراحل، والمتحدث الرسمي الأسبق للأزهر الشريف، بالتخابر مع جهة أجنبية (حركة حماس) وتسريبه لمعلومات هامة إليها أثناء عمله داخل رئاسة الجمهورية.

"علاء عبدالفتاح"

أما الناشط السياسي المعروف "علاء عبدالفتاح" (38 عاما)، فقد دخل الشهر الماضي في إضراب عن الطعام مع الاستمرار في تناول السوائل والمشروبات، اعتراضا على منع الزيارات عنه منذ أكثر من شهر.

وتحمل أسرة "عبدالفتاح" السلطات المصرية، المسؤولية عن سلامته الشخصية، وسط انتقادات حقوقية محلية ودولية لمحاكمته بتهم "مشاركة جماعة إرهابية والترويج لأغراضها، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة".

"جهاد الحداد"

وفق إفادة الناشطة السياسية المصرية، "منى سيف"، فإن القيادي في جماعة الإخوان "جهاد الحداد" (38 عاما)، فقد تقريبا القدرة على الحركة، ويقوم رفقاؤه في السجن بحمله خلال جلسات محاكمته.

ويعاني المتحدث باسم جماعة "الإخوان المسلمون"، ظروفا قاسية، داخل محبسه الانفرادي بسجن العقرب سيئ السمعة منذ القبض عليه في سبتمبر/أيلول 2013، ناهيك عن تعرضه لضرب مبرح تسبب في قطع بركبته، دون الحصول على تدخل جراحي، ما تسبب في تدهور حالته الصحية.

"عصام سلطان"

يقضي نائب رئيس حزب الوسط المصري، المحامي "عصام سلطان"، عامه السابع خلف الأسوار، في ظروف قاسية تشمل الحرمان من الطعام والشراب والدواء والملابس والشمس وزيارة الأهل، جراء رفضه التوقيع على وثيقة تأييد لـ"السيسي".

ويواجه "سلطان" (56 عاما)، تهم "إهانة القضاء"، و"الاعتداء على ضابط"، وقد سقط مغشيا عليه أثناء إحدى جلسات محاكمته، جراء تدهور صحته في الحبس الانفرادي، وحرمانه من تلقي الرعاية الطبية.

"محمد البلتاجي"

ولا يعرف أحد طبيعة الوضع الصحي للقيادي والبرلماني الإخواني "محمد البلتاجي" (57 عاما)، الذي أصيب بجلة دماغية، العام الماضي، وفق إفادة من زوجته "سناء" عبر "فيسبوك".

ويتعرض "البلتاجي" لحبس انفرادي، ويتم حرمانه من الزيارة وتلقي العلاج، فضلا عن رفض طلباته المتكررة جمع شمله مع نجله المحبوس "أنس"، وفق ما تقره لوائح السجون المصرية.

"عائشة الشاطر"

وشوهدت المعتقلة "عائشة الشاطر"، ابنة نائب مرشد الإخوان "خيرت الشاطر"، محمولة في سيارة الإسعاف، في فبراير/شباط الماضي.

وتعرضت "عائشة" (40 عاما) لنزيف حاد، جراء خمول شديد في النخاع، وفقدت الكثير من وزنها، مقارنة بحالتها قبل اعتقالها في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بتهمة "الانتماء إلى جماعة إرهابية".

وتحتجز "عائشة الشاطر" في زنزانة انفرادية بسجن القناطر، شمال القاهرة، ويتم حرمانها من الزيارات العائلية، والتواصل مع محاميها.

"هدى عبدالمنعم"

ويهدد الموت حياة المحامية والناشطة الحقوقية "هدى عبدالمنعم"، التي جرى إحضارها مؤخرا لقاعة المحكمة محمولة من قبل الأمن لعدم قدرتها على الحركة.

وتعاني العضو السابق بالمجلس القومي لحقوق الإنسان (60 عاما)، حرمانا من الزيارة، كذلك فقدت الكثير من وزنها، منذ اعتقالها في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وسط انتقادات حقوقية لمحاكمتها بتهمة "مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها وتلقي تمويل بغرض إرهابي".

"بدر محمد بدر"

ويتعرض الكاتب الصحفي "بدر محمد بدر" (61 عاما) للإخفاء القسري، على الرغم من حصوله على قرار إخلاء سبيل من نيابة أمن الدولة العليا، ديسمبر/كانون الأول الماضي. 

ويعاني "بدر" الذي اعتقل في مارس/آذار 2017، بتهمة "نشر أخبار كاذبة"، من مرض تليف الكبد فضلا عن ارتفاع نسبة السكر في الدم.

وإلى جانب هؤلاء، تضم قائمة المهددين بالموت، "علا القرضاوي"، ابنة الشيخ "يوسف القرضاوي"، وصحفي الجزيرة "محمود حسين"، والناشط الحقوقي "محمد الباقر"، ورئيس تحرير جريدة الشعب "مجدي حسين"، والطبيب الشاب "صلاح جلال".

ويهدد الإهمال الطبي، كذلك، حياة كل من المرشد العام للإخوان "محمد بديع" (74 عاما)، ونائبه "رشاد البيومي" (85 عاما)، ورئيس البرلمان المصري السابق "محمد سعد الكتاتني" (68 عاما)، ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة "عصام العريان" (66 عاما)، وآخرين.

وتقول منظمات حقوقية مصرية ودولية، إن واقعة وفاة "شادي حبش" لن تكون الأخيرة، ويجب أن تكون صيحة تحذير، وجرس إنذار، بشأن تعرض آلاف المعتقلين لانتهاكات جسيمة مع محاصرتهم داخل سجون سيئة السمعة، عبر الإهمال الطبي، والحبس الانفرادي، ومنع الزيارات والحرمان من الطعام والرياضة والملابس الملائمة، في سياسة يبدو أنها مصممة لقتلهم ببطء داخل السجون.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سجون مصر السجون المصرية

لوموند: مصير شادي حبش ينتظر آلاف الشباب بسجون السيسي

منظمات حقوقية تطالب بالإفراج الفوري عن السجناء في مصر

مصر.. 24 معتقلا يواجهون خطر الموت بكورونا (منظمة)

شادي حبش.. هكذا يموت المعتقلون في سجون مصر