قراصنة إيرانيون يبحثون عن علاج لكورونا في مختبر أمريكي

السبت 9 مايو 2020 06:07 م

استهدف قراصنة مرتبطون بإيران الموظفين في شركة الأدوية الأمريكية "جيلياد ساينسز" (Gilead Sciences Inc) في الأسابيع الأخيرة، بينما تسابق الشركة الزمن لإنتاج علاج لفيروس كورونا، وذلك وفقا لأرشيفات الويب المتاحة للجمهور التي راجعتها "رويترز" و3 باحثين في مجال الأمن السيبراني.

وأرسل القراصنة صفحة مزيفة لتسجيل الدخول مصممة لسرقة كلمات المرور في أبريل/نيسان إلى البريد الإلكتروني لأحد كبار المسؤولين التنفيذيين في الشؤون القانونية وشؤون الشركات في شركة جيلياد، وفقا لنسخة على موقع ويب تستخدم للمسح بحثا عن عناوين الويب الضارة، ولم تستطع "رويترز" تحديد ما إذا كان الهجوم ناجحا.

وقال "أوهاد زيدنبيرج" الباحث في شركة "كلير سكاي" الإسرائيلية للأمن السيبراني -الذي يتابع نشاط القرصنة الإيراني عن كثب وحقق في الهجمات- إن ذلك كان جزءا من محاولة قامت بها مجموعة إيرانية لتصيد حسابات البريد الإلكتروني للموظفين في الشركة، باستخدام الرسائل التي تنتحل هوية صحفيين.

وأكد باحثان آخران في مجال الأمن السيبراني -لم يصرّح لهما بالتحدث علنا عن تحليلهما- أن نطاقات الويب وخوادم الاستضافة المستخدمة في محاولات القرصنة مرتبطة بإيران.

نفي إيراني

ونفت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أي تورط لها في الهجمات، وقال المتحدث "علي رضا مريوسيفي": "إن الحكومة الإيرانية لا تشارك في الحرب السيبرانية".

وأضاف أن "الأنشطة السيبرانية التي تمارسها إيران هي دفاعية بحتة وللحماية من الهجمات على بنيتها التحتية".

ورفض متحدث باسم جيلياد التعليق، مستشهدا بسياسة الشركة في عدم مناقشة مسائل الأمن السيبراني، ولم تستطع "رويترز" تحديد ما إذا كانت أي من المحاولات ناجحة، ولا دوافع المتسللين الإيرانيين.

وتظهر محاولات القرصنة كيف يركز الجواسيس الإلكترونيون في جميع أنحاء العالم جهودهم على جمع المعلومات الاستخبارية حول فيروس كورونا.

وأفادت "رويترز" في الأسابيع الأخيرة أن المتسللين الذين لهم صلات بإيران وجماعات أخرى حاولوا أيضا اقتحام منظمة الصحة العالمية، وأن المهاجمين المرتبطين بفيتنام استهدفوا الحكومة الصينية بسبب تعاملها مع تفشي فيروس كورونا.

كما حذرت بريطانيا والولايات المتحدة هذا الأسبوع من أن قراصنة مدعومين من دول يهاجمون شركات الأدوية والمؤسسات البحثية التي تعمل على علاج المرض الجديد.

مختبر "جيلياد"

ولم يصرح البيان المشترك بأسماء المنظمات التي تعرضت للهجوم، لكن شخصين على دراية بالمسألة قالا إن أحد الأهداف كان مختبر جيلياد ساينسز الذي يعد دواء مضادا لفيروس كورونا، وهو العلاج الوحيد الذي ثبت حتى الآن أنه يساعد المرضى المصابين به.

وقالت "بريسيلا موريوتشي" مديرة تطوير التهديدات الاستراتيجية في شركة الأمن السيبراني الأمريكية ريكورديد فيتشر (Recorded Future)، إن البنية التحتية للقرصنة المستخدمة في محاولة اختراق حساب البريد الإلكتروني الخاص بمختبر جيلياد ساينسز، تم استخدامها سابقا في الهجمات الإلكترونية من قبل مجموعة من المتسللين الإيرانيين المشتبه بهم المعروفين باسم "شارمينغ كيتين".

وأضافت "بريسيلا" أن "الوصول حتى إلى البريد الإلكتروني للموظفين في شركة الأدوية الغربية المتطورة، يمكن أن يمنح الحكومة الإيرانية ميزة في تطوير العلاجات ومكافحة المرض".

وعانت إيران بشكل حاد من انتشار فيروس كورونا، مسجلة أعلى عدد من الوفيات في الشرق الأوسط. حيث قتل نحو 6600 شخصا، فيما قتل المرض حتى الآن أكثر من 277 ألف شخص حول العالم، مما أدى إلى سباق عالمي بين الحكومات وشركات الأدوية الخاصة والباحثين لتطوير العلاج.

ويصنف مختبر "جيلياد ساينسز" في طليعة هذا السباق العالمي، وأشاد به الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الذي التقى الرئيس التنفيذي لشركة كاليفورنيا "دانيال أوداي" في البيت الأبيض في مارس/آذار وأبريل/نيسان لمناقشة عملها لإنتاج علاجات لفيروس كورونا.

ومنحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الأسبوع الماضي ترخيصا للاستخدام الطارئ لعلاج "جيلياد" للمرضى المصابين بفيروس كورونا، مما يمهد الطريق لاستخدام أوسع في المزيد من المستشفيات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

علاج كورونا مختبر

هكذا تواصل إيران تقدمها في المنطقة رغم كورونا

مصدر روسي: أدلة على أن عقار فافيبيرافير هو الأكثر فعالية لعلاج كورونا

إيران.. ارتفاع وفيات كورونا إلى 6 آلاف و902

شركة أمريكية تعلن عن علاج يقضي على كورونا في 4 أيام

قراصنة مقربون من الحرس الثوري الإيراني يهاجمون جامعة بريطانية.. لماذا؟

قراصنة إيرانيون يستهدفون أكاديميين ومراكز أبحاث بريطانية وأمريكية