«هآرتس»: السيسي يبتعد بمصر عن جذورها الإسلامية نحو «هوية فرعونية»

الثلاثاء 18 أغسطس 2015 10:08 ص

قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن مصر تتجه للتخلص من جذورها الإسلامية وكذلك العربية وتمضي تجاه استعادة هويتها الفرعونية، علي يد الرئيس الحالي «عبد الفتاح السيسي»، مشيرة لرصد مظاهر وتصرفات خلال حفل افتتاح تفريعة قناة السويس الجديدة، تؤكد السعي للقضاء على الثقافة الاسلامية و«عودة الهوية الفرعونية».

وتحت عنوان «عودة الفراعنة»، ذكر كاتبا المقال في الصحيفة، وهما: بروفيسور «إيلي فودة» مدرس في قسم الدراسات الإسلامية والشرق الأوسط بالجامعة العبرية، و«إلعاد جلعادي» الباحث في نفس المجال، إن وسائل الإعلام تجاهلت أمرا هاما في حفل افتتاح قناة السويس، قالت إنه «حرص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على نقل رسالة مفادها أن مصر تتحرر من جذورها الإسلامية وكذلك العربية وتمضي فقط تجاه استعادة هويتها الفرعونية»، وأن «السيسي معني بقمع المركبات الإسلامية والعربية المنغرسة بعمق في الهوية المصرية».

واستدل الباحثان على هذا التوجه المعادي للثقافة الاسلامية لصالح الفرعونية، بما قالا إنه «منع فتيات من الظهور في أوبرا عايدة بالحجاب»، وأشارا إلى أن «السيسي يطمح في أن يعيد الأمة المصرية إلى هويتها الفرعونية، لذلك فهو ملزم بـ"تهدئة" المكون الإسلامي المتجذر عميقا في الهوية المصرية».

«هآرتس» قالت أيضا إن التقارير الكثيفة لوسائل الإعلام انشغلت بالجوانب السياسية والاقتصادية لحدث افتتاح قناة السويس الجديدة، وتغافلوا عن ظاهرة مثيرة ومفاجئة على حد سواء هي إقصاء الهوية الإسلامية والعربية، وعودة الحضارة الفرعونية بشدة خلال الاحتفاء.

وأشارت إلى أن «الاتجاه البارز في الاحتفالين كان لتقديم مصر الجديدة، التي تخطو للأمام لكنها مرتبطة بماضيها الفرعوني»، منوهه لقول الرئيس «عبد الفتاح السيسي»: «مصر دولة عظيمة تشكل امتدادا لحضارة عمرها 7 آلاف سنة».

وقال الباحثان أنه بجانب إعطاء الجيش مكانة كبيرة في مركز الاحتفال عبر عرض عسكري وعرض جوي، تقديرا لجهوده العملاقة في حفر القناة، وبسبب مكانته ودوره في المجتمع المصري، وظهور «السيسي» مرتديا الزي العسكري، «كان من الممكن تمييز مكونات فرعونية، أبرزها فريق التشريفة الذين ارتدوا الزي الفرعوني لدى استقبال الرئيس».

ولفتا لأن «تصميم مسرح الاحتفال حمل الشعار الرسمي لهيئة قناة السويس مع تاريخ تأميمها 26 يوليو 1956، وشعار قناة السويس الجديدة، مع تاريخ تدشينها، تحملهما شخصيات فرعونية».

وأنه حتى على ضفاف القناة الجديدة، جرى للمرة الأولى عرض تمثال القناة اسمه الرسمي هو «تمثال النهضة»، لكنه اشتهر أكثر بأسماء «السيدة المجنحة» أو «الفلاحة المجنحة»، وفي وسط التمثال سيدة تذكر بالفرعونية «إيزيس»، على خلفية أجنحتها التي تشير للقوة، والحرية والدفاع والأمن، ومن خلفها مسلة كبيرة وعلى جانبيها تمثالا أبو الهول.

واعتبر الباحثان الصهيونيان أن «التمثال يرمز إلى الدمج بين الإرث المصري الحديث والقديم، وكلاهما يحمي الآخر، فتمثالا أبو الهول، الأسود الفرعونية، تحمي المرأة المصرية الأبدية، بينما هي تفرد عليهما جناحيها».

 التشبع بالمكونات الفرعونية

وترصد الصحيفة الاسرائيلية أيضا أن الاحتفال الثاني، الذي أجري في مساء يوم الافتتاح 6 أغسطس/آب الجاري، كان مشبعا بالمكونات الفرعونية، مثل تصميم المسرح على شكل سفينة تبحر في النيل، وشراعها على هيئة الرمز الفرعوني «مفتاح الحياة»، والذي يرمز إلى الحياة أو نهر النيل.

والقسم الثالث من الاحتفال تضمن عرض جزء من أوبرا عايدة من تأليف «جوزيبي فيردي»، والجزء الذي تم عرضه خلال الحفل، بتنفيذ مذهل ومكلف، كان مشهد النصر، والأوبرا تدور كلها حول الحضارة المصرية، فقد كتبت وفقا لقصة «عروس النيل» من تأليف الخبير الفرنسي في المصريات والآثار «أوجوست مارييت»، والتي حدثت في مصر الفرعونية.

وتقول «هارتس»: «تجسد قصة صغيرة قد لا تلاحظها العين كيف جرى استبعاد رموز إسلامية أو عربية من الحفل عمدا، حيث احتجت عناصر مسئولة عن البروفات على إصرار عدد من النساء اللاتي ظهرن في فرقة أوبرا عايدة على ارتداء الحجاب، مع الزي الفرعوني، لكن إدارة الحفل أوضحت لهن أنه تم السماح لهن بارتداء الحجاب فقط خلال فترة البروفات، وأنه يتعين عليهن خلال الحفل ارتداء "زي فرعوني كامل" وهو ما حدث بالفعل».

وتقول إن «السيسي منذ أن شق طريقه رئيسا وهو يتحدث عن الشعب المصري كنسيج واحد، لا مسلمين أو مسيحيين، بل مصريين، ومن أجل تنفيذ تلك الرؤية، وكذلك للتصدي لأيدلوجية الإخوان المسلمين، فهو ملزم بتهدئة، أو تقليل، المكون الإسلامي المتجذر عميقا في الهوية المصرية».

 وتشدد الصحيفة على أن «حفل افتتاح قناة السويس قدم إجابة واضحة للسؤال عن التوجه الذي يلجأ له السيسي، وهو أن مصر تسير، أو على الأقل النخبة الحاكمة، ليس إلى الإسلام، أو العروبة، بل لبناء هوية تعتمد على الجذور الفرعونية».

القناة الجديدة تفيد اسرائيل

وعلى عكس ما ردده محللون مصريون من أن توسعة قناة السويس الأخير يضر بمشروع إسرائيل حفر قناة تربط بين البحر الميت والبحر المتوسط، كشف مسؤول إسرائيلي بارز، النقاب عن أن إسرائيل ستكون من أكثر الأطراف استفادة من مشروع قناة السويس الجديدة.

حيث أكد «يغآل مور» مدير سلطة الموانئ في وزارة الموصلات الإسرائيلية، في دراسة أعدها ونشرها في مجلة دورية تصدر عن «مركز أبحاث الأمن القومي» الإسرائيلي، إنه سيكون بإمكان إسرائيل أن تقيم الآن مرافئ قريبة تساعد في تقديم الخدمات اللوجستية للسفن التي تبحر في قناة السويس.

وأشار «مور» في دراسته التي نشرت في العدد الثاني من المجلد الثامن لمجلة «عيدكون استراتيجي» الصادرة عن المركز، إلى أن «قدرة مصر على القيام بمثل هذه المشاريع حاليا محدودة، معتبرا أن هذه تمثل فرصة نادرة النسبة لإسرائيل».

واعتبر «مور» أن مشروع قناة السويس الأخير منح إسرائيل فرصة غير مسبوقة لتحسين قدرتها على تسويق منتوجها الكبير من الغاز الطبيعي، وأن وجود مصر حاليا تحت حكم حليف مثل «نظام السيسي»، «يسهم في تأمين حركة الملاحة البحرية التي عبرها يتم التبادل التجاري الإسرائيلي، مشيرا إلى أن 90 بالمئة من التجارة الإسرائيلية تتم عبر النقل البحري».

وشدد على أن تماسك المحور «السني المعتدل»، الذي يضم مصر والأردن ودول الخليج، يضمن استقرار البيئة الأمنية في قناة السويس والبحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهو المسار الذي يتم خلاله التبادل التجاري بين إسرائيل ودول جنوب شرق آسيا.

الرب نزع البركة من مصر

وبرغم هذا المدح الاسرائيلي في مصر والرئيس «السيسي» عقب افتتاح قناة السويس، فقد نشرت صحف إسرائيلية تصريحات للحاخام الإسرائيلي المثير للجدل «نير بن آرتسي» قال فيها «إن قناة السويس الجديدة لن تجدي نفعا للمصريين، كون الرب نزع البركة من مصر»، متوقعا احتدام الصراع الذي يخوضه الرئيس عبد الفتاح السيسي ضد «داعش» والإسلام المتشدد، وحركة حماس، وزعم أن «مصر في طريقها للخراب».

الحاخام «بن آرتسي» قال ضمن عظته الأسبوعية التي ينتظرها الآلاف من أتباعه أيضا: «لتنشئ مصر قناة أو لا تفعل..هناك قناة، وليست هناك بركة في أي قناة». وتابع: «داعش وحماس والإسلام المتشدد يأكلون وسيأكلون السيسي ومصر كلها..سيتم تدمير مصر ..هي في الطريق».

وزعم الحاخام الصهيوني أن موجة الحر التي تجتاح المنطقة هي «"إشارة من الرب»، داعيا اليهود لالتزام منازلهم، والإكثار من الصلاة والصدقات، وعدم الخروج، على اعتبار أن ذلك ليس حرا عاديا، بل حر يلتهم كل شيء، بحسب موقع «كيكار هشبات».

يشار إلى أن الحاخام «نير بن آرتسي» زعيم روحي لطائفة كبيرة من اليهود، معظمهم من المستوطنين، ويزعم أن لديه قدرات خارقة، وأنشأ شبكة مكونة من 20 مؤسسة دينية جنوب فلسطين المحتلة.

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي قناة السويس إسرائيل

«واشنطن بوست»: تفريعة قناة السويس بدون فائدة أو دراسة جدوى

«بلومبرغ»: العالم قد لا يحتاج تفريعة لقناة السويس بـ8 مليارات دولار

12 مغالطة حول مشروع «قناة السويس الجديدة»

استشاري: مصر تحتاج إصلاحات قانونية لإنجاح مشروع محور قناة السويس

وقاحة مصر!

محددات السياسة الإسلامية للدول الكبرى

حول موضوع الهوية

عودة الفراعنة.. قيام دولة مصر الحضارية