صحفية إسرائيلية تكشف معلومات مثيرة عن مقابلاتها مع مبارك

الثلاثاء 12 مايو 2020 11:13 م

كشفت محررة الشؤون العربية بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية "سمدار بيري" كواليس مقابلات أجرتها مع الرئيس المصري الراحل "محمد حسني مبارك"، وتضمنت معلومات لم يسبق نشرها عن حياته الشخصية وعائلته ونظام حكمه.

وأوضحت الصحفية الإسرائيلية أنها التقت "مبارك" خلال عقدين عشرات المرات أولها في شرم الشيخ عام 1991 وآخرها في قصر الرئاسة عام 2010 قبيل شهور من سقوطه، حسب ترجمة لصحيفة "القدس العربي" اللندنية.

وذكرت "بيري"، التي تجيد العربية، أنها كانت تصل للقاهرة بدعوة شخصية من "مبارك"، وأحيانا على متن طائرة صغيرة كانت تهبط في مكان آمن حيث ينتظرها مندوب حكومي ويصطحبها حتى القصر الرئاسي دون المرور بأي فحص لجواز سفر.

  • وفاة حفيد مبارك 

ونقلت الصحفية الإسرائيلية عن "مبارك" قوله إن وفاة حفيده (نجل علاء)، في مايو/أيار 2009، جاءت حينما كان يلعب مع ابن دبلوماسي إسرائيلي عمل في السفارة بالقاهرة .

 وأوضحت أن الرئيس المصري ومستشاريه أخفوا المعلومات المتعلقة بابن الدبلوماسي الإسرائيلي، الذي ما أن سقط حفيد مبارك (كان عمرها حينها 13 عاما) أرضا، حتى سارع بعض الحراس بنقله للمستشفى. فيما سارع حراس آخرون بنقل الضيف الإسرائيلي الصغير لبيته في حي المعادي جنوبي القاهرة؛ حيث سكن كافة أفراد الطاقم الدبلوماسي الإسرائيلي.

وأشارت الصحيفة إلى أن "مبارك" أرجع السبب وراء إخفاء الملابسات الحقيقة لوفاة حفيده؛ للحيلولة دون مهاجمة المعارضة لـ(إسرائيل) واتهامها بالتسبب بموت الطفل.

ونقلت عن الرئيس المصري قوله: "تخيلي ماذا كان سيحدث لو حاول خصومي السياسيون اتهام إسرائيل بقتل حفيدي؟".

وفى تفاصيل الواقعة، قال "مبارك"، للصحفية الإسرائيلية، إن حفيده الذي وصفه بأنه كان طفلا ساحرا وذكيا وحساسا جدا، سقط مرة واحدة خلال لعبه في ساحة البيت، فيما كان والده "علاء" ووالدته "هايدي" داخله.

وتابع: "علاء وهايدي لم يعرفا ما حصل ولما استدعوني على عجل قرر الأطباء نقله لمستشفى في فرنسا، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك؛ فحالته تدهورت بسرعة فائقة، وفي اليوم التالي لم يكن بيننا، وقال الأطباء إنه مات جراء جلطة دماغية".

  • عمارة يعقوبيان

وفى إحدى اللقاءات سألت الصحفية الإسرائيلية "مبارك" عن الكاتب المعارض حينها "علاء الأسواني"، وروايته "عمارة يعقوبيان"، التي تصف الفجوات الطبقية في مصر ونظرة المؤسسة الحاكمة للفقراء.

وقالت إنها سألت "مبارك" إذا ما كان قرأ رواية "عمارة يعقوبيان"، وكان جوابه: "لا لم أقرأها، لكنني حصلت على موجز، وليقل علاء الأسواني شكرا أنه خارج السجن. فليذهبوا للرئيس (الأمريكي آنذاك باراك) أوباما مع هذا الكتاب، ويقدموا شكوى عن عدم وجود حرية تعبير في مصر".

ووجهت الكاتبة سؤالا آخر للرئيس حول الراوية قائلة إنها تصف واقعا حقيقا في مصر، فكان جواب "مبارك": "عليك أن تفهمي المعطيات حول نسبة الولادة؛ ففي مصر يولد طفل كل تسع ثوان، ويحتاج لمن يطعمه ويلبسه ويهتم بتعليمه وعمله".

وتابع: "الجمهور الأميّ يحتاج لقائد قوي. لو زرت القرى المصرية النائية لوجدت أنه لا يوجد كهرباء ولا صحافة ولا كتب. قناة الحياة الوحيدة لدى سكانها هي جهاز الترانزيستور. بالنسبة للتعيينات ماذا أستطيع أن أفعل؛ فالمحسوبيات في التعيينات تقليد شائع في العالم العربي".

  • الأمية والنظام وسوزان

وعند مدى قلقه من ظاهرة الأمية في مصر ومزاعم البعض أنها تسهل عملية سيطرة النظام على البلاد، قال الرئيس الراحل إنه "بخلاف مزاعم مراقبين في الغرب، أنا أريد للمصريين أن يحظوا بتعليم أساسي مع الاستمرار بالعمل".

وأضاف: "زوجتي سوزان تهتم بتعلم الأولاد والكبار الأميين، لكننا لم ننجح بعد بالوصول لكل المناطق؛ فمصر بلاد واسعة. كذلك تعمل زوجتي لتطوير مكانة المرأة المصرية".

ونقلت الصحيفة عن "مبارك" قوله إنه رفض لقاءات الإسرائيليين بالمصريين وتبادل الزيارات معهم؛ ليس لرفضه التطبيع بل "لأن (إسرائيل) نظامها ديمقراطي، ومعظم سكانها مثقفون، بينما شباب مصر جائعون ويكابدون مشاكل كثيرة ويتعرضون إلى دعوات للانضمام للإرهاب، وهناك فوارق طبقية بين الجانبين فيما نضطر نحن لتسيير نظام دكتاتوري".

وتوقع "مبارك"، خلال لقاءاته مع الصحيفة العبرية، أن التطبيع مع دول عربية سيأتي بعد تسوية القضية الفلسطينية، لكن ليس فورا؛ ولذا على (إسرائيل) التقدم نحو السلام مع الفلسطينيين.

  • غضب من ممثل إسرائيلي

وذكرت الصحيفة أن "مبارك" أعرب عن ضيقه من قيام الفنان الإسرائيلي الساخر "اياي يتسبان" بتقليده والسخرية منه عبر مقاطع حظيت برواج في مصر ، واحتجت القاهرة رسميا عليها .

وعلق قائلا: أنا شخصيا لا أكترث؛ فقد شاهدت مقطعين من التقليد، وهو لم يضحكني، لكن مستشاري والدبلوماسيين في سفارتنا في تل أبيب غضبوا لذلك".

وهنا علقت "بيرى" قائلة إن ما قام به الفنان الإسرائيلي تعبير عن الرأي، وهذا هو طبيعة النظام الديمقراطي. فقال "مبارك": "تذكري أننا لسنا دولة ديمقراطية. فليدعني يتسبان. من يجرؤ على تقليده غيري في العالم العربي؟ قالوا لي إن يتسبان يهودي عراقي الأصل. اقترح عليه أن يتابع صدام حسين (الرئيس العراقي الراحل) ويقوم بتقليد ساخر له ويتركني بهدوء. إن كنت تعرفيه أطلبي منه أن يكف عن تقليدي".

وختمت حديثها قائلة إنها التقت في وقت لاحق بـ"يتسبان"، وأوصلت له رسالة "مبارك"، فقال: "جيد ربما أتوقف عن تقليده"، لكنه لم يتوقف.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

حسني مبارك محمد حسني مبارك نظام حسني مبارك

وثائق سرية: حوارات عاصفة بين مبارك والبريطانيين بشأن خفض الدعم