استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

من جنوب أوروبا وشمالها

الخميس 21 مايو 2020 03:32 م

من جنوب أوروبا وشمالها

سؤال أخلاقي وإنساني حول معايير اتخاذ قرار بإعطاء أولوية الرعاية لمريض معين وترك آخر يموت؟

الخشية من نقص الأجهزة الطبية وإرهاق الكادر الطبي يفرض أولويات حول الأجدر بتقديم الرعاية الطبية!  

التردد في إدخال المسنين المستشفى بسبب الخوف من استهلاك موارد ستكون ضرورية للتعامل مع حالات الذروة مستقبلا.

*     *     *

خبران من أوروبا: واحد من بلد في جنوبها، والآخر من بلد في شمالها، يظهران القسوة في التعامل مع كبار السن، من نزلاء دور الرعاية، من المصابين بفيروس كورونا، الذين أصبحوا في أسفل قائمة المشمولين بالرعاية من المصابين، فيما المطلوب هو العكس.

الخبر الأول من إسبانيا، ويفيد بأن عسكريين ممن يساعدون في مكافحة انتشار وباء كورونا، عثروا على نزلاء دور لرعاية المُسنّين من دون من يرعاهم، وآخرين موتى على أسرّتهم. كان ذلك بمحض المصادفة، حين استدعت السلطات الجيش للمساعدة في تطهير، وتعقيم دور رعاية المسنين في البلاد، وأعلنت وزارة الدفاع أن العاملين في بعض دور الرعاية تركوها بعد رصد الفيروس.

أما الخبر الثاني، فهو من السويد، التي ينظر إليها عادة على أنها من بين أكثر الدول التي تتأمّن للسكان فيها مظلة حماية اجتماعية جيدة، لكن هيئة الصحة فيها أفادت بأن أكثر من 48 في المئة من وفيات كورونا هم من نزلاء دور الرعاية، ويردّ بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية ذلك إلى الإحجام عن قبول المرضى كبار السن في المستشفيات.

وزيرة الصحة الإسبانية، سلفادور إيلا، قالت في مؤتمر صحفي: إن دور رعاية المسنين تعتبر بمثابة «أولوية مطلقة للحكومة»، فيما اعترف رئيس الوزراء السويدي، ستيفان لوفين، بأن الدولة لم تنجح في حماية الأشخاص المعرضين للخطر أكثر من غيرهم، والمسنين.

وينقل أحد المواقع عن عاملين في دور الرعاية في السويد انتقادهم لسوء إدارة سلطات الرعاية الصحية المحلية للأزمة، فهي لا تشجع على إرسال النزلاء إلى المستشفى، وتمنع استخدام الأوكسجين للمرضى إلا عند الضرورة، أو في المراحل الأخيرة من حياتهم عندما يشارفون على الموت.

وحسب إحدى الممرضات، فإنه طلب منهم في بدايات ظهور الوباء، ألا يرسلوا أي مسن مصاب إلى المستشفى، حتى لو كان في عمر 65 عاماً، وأمامه سنوات عدة ليعيشها، وبتعبيرها «إنهم كانوا يتركون ليموتوا».

جهات طبية وإدارية عدة تعزو الأمر إلى الخشية من نقص الأجهزة الطبية، وإرهاق الكادر الطبي، ما يفرض الأولويات حول من هم أجدر بتقديم الرعاية الطبية لهم، وهذا ما يفسر التردد، أو حتى العزوف، عن إدخال المسنين إلى المستشفى بسبب الخوف من استهلاك الموارد، التي ستكون ضرورية للتعامل مع حالات الذروة في المستقبل.

ولكن هذا يطرح مسألة أخلاقية، وإنسانية، على درجة كبيرة من الحساسية للنقاش، حول معايير اتخاذ القرار بإعطاء أولوية الرعاية لمريض معين، وترك آخر يموت؟

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية