عيد الفطر تحت الحظر.. فرحة مكتومة وراء الكمامات

الاثنين 25 مايو 2020 08:59 م

استقبل المسلمون حول العالم عيد الفطر المبارك، وسط تدابير مشددة، وإجراءات احترازية، وحالة طوارئ، حالت دون ظهور المظاهر المعتادة للاحتفال بالعيد وذلك خشية تفشي وباء "كورونا".

ويفرض الحظر نفسه على طقوس العيد في مختلف البلدان العربية والإسلامية، مع حضور قوي للكمامات، والتباعد الاجتماعي، والحد من تبادل الزيارات والتهاني.

صلاة منزلية

وكانت صلاة العيد جماعة في الساحات والمساجد، أبرز المشاهد الغائبة عن عيد هذا العام، بعد تعليق صلاة الجماعة في معظم البلدان، من أجل محاصرة تفشي العدوى.

وأجازت هيئة كبار علماء الأزهر الشريف في مصر، صلاة العيد في المنازل، وهو ذات الاتجاه الذي أعلنته مرجعيات دينية في دول أخرى.

وفي هذا الصدد، دعا مفتي تونس "عثمان بطيخ"، إلى أداء صلاة عيد الفطر في البيوت للوقاية من فيروس "كورونا"، مشيرا في بيان إلى أن صلاة العيد سنّة مؤكدة، وإذا تعذر إقامتها لأي سبب كان، فيجب عندها الاحتراز، وإقامتها في البيت.

وأجاز بيان للمجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف السورية، أداء صلاة العيد على هيئتها في البيت مع الأهل جماعة أو بشكل فردي دون خطبة، وفق الوكالة الرسمية السورية.

حظر تجوال

وتسري قرارات حظر التجوال في مختلف الدول العربية والإسلامية، خلال أيام العيد، وتتدرج بين الحظر الكامل، أو الجزئي.

وفرضت تركيا حظر تجوال في جميع ولايات البلاد، اعتبارا من السبت ولمدة 4 أيام تنتهي الثلاثاء.

من جانبها، فرضت وزارة الداخلية السعودية حظراً للتجول على مدار 24 ساعة في جميع أنحاء البلاد خلال عطلة عيد الفطر التي تستمر لمدة خمسة أيام.

ومددت الإمارات، حظر التجول الذي يمتد من العاشرة مساء حتى السادسة صباحا، على أن يبدأ في الساعة الثامنة مساء حتى إشعار آخر.

وقررت الحكومة العراقية فرض حظر تجوال شامل خلال أيام عيد الفطر، في إطار تدابير مكافحة فيروس "كورونا".

أما في مصر، فقد تقرر زيادة عدد ساعات الحظر لتصل إلى 13 ساعة يوميا، من الخامسة مساء حتى السادسة صباحا، مع وقف حركة المواصلات العامة، ومنع التنقل بين المحافظات. 

وفي السودان، تقرر تمديد الحظر الكلي بولاية الخرطوم لمدة أسبوعين اعتبارا من 19 مايو/أيار الجاري.

وقررت الحكومة المغربية تمديد حالة الطوارئ الصحية حتى العاشر من يونيو/حزيران المقبل.

وأعلنت محافظات تونسية غلق أبوابها أمام الزائرين، كما منعت خروج أو دخول الأشخاص إليها، خلال أيام العيد، خشية تفشي الفيروس.

عيد بالكمامات

وتعد الكمامات أبرز المظاهر الجديدة الحاضرة خلال عيد هذا العام، الذي يشهد أيضا قيودا غير مسبوقة على الزيارات والتجمعات العائلية.

وتفرض الحكومة الجزائرية على مواطنيها، ارتداء الكمامات على المواطنين اعتبارا من أول أيام عيد الفطر، حيث سيتعرض المخالفون إلى عقوبات قانونية.

ووفق القرار الجزائري، يصبح من المحظور دخول الأماكن العمومية كالأسواق المغطاة وغير المغطاة والمحلات التجارية وغيرها دون ارتداء كمامة.

ومن المقرر توفير الكمامات للجزائريين، حيث تتكفل بعملية التوزيع على المواطنين لجان المجتمع المدني ومختلف جمعياته، وفق وسائل إعلام جزائرية.

وتتجه دول خليجية وعربية لسن قانون يفرض ارتداء الكمامات، مع إقرار غرامة مالية بحق المخالفين لذلك.

وسنت قطر قانونا يوجب ارتداء الكمامات في الأماكن العامة، بينما تصل عقوبة المخالفين إلى السجن لمدة أقصاها ثلاث سنوات وغرامة مالية قد تبلغ 200 ألف ريال (نحو 55 ألف دولار).

وفرضت الكمامات نوعا من التباعد الاجتماعي بين المسلمين، وغيابا للمصافحة والعناق، وسط مخاوف من التداعيات المحتملة حال تجاوز تلك الإجراءات والتساهل خلال أيام العيد.

منع الترفيه

وتشمل قرارات الإغلاق والحظر، كافة المتنزهات والملاهي والحدائق، وأماكن الترفيه بشكل عام في مختلف البلدان العربية.

وفرضت سلطات دبي إغلاقا للحدائق الكبرى في الإمارة خلال أيام عيد الفطر، وذلك كإجراء احترازي لمنع التجمعات والاختلاط في هذه الفترة.

وتعمل المراكز التجارية في الإمارات من التاسعة صباحا وحتى السابعة مساء خلال أيام العيد، على أن يسمح للمتسوقين بالتواجد لمدة ساعتين فقط كحد أقصى.

كذلك قررت مصر غلق كل المحلات التجارية والمولات (المراكز التجارية) والمطاعم، والشواطئ والحدائق العامة والمتنزهات، للحد من انتشار فيروس "كورونا".

وستغيب بلاشك عروض السينما والمسرح خلال أيام العيد، وكذلك حفلات الزفاف والأفراح التي تتزايد في هذا التوقيت، خاصة في مصر.

وتضع الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة "كورونا"، عيد الفطر، تحت حصار مشدد، يحول دون ممارسة الكثير من طقوسه، لكن المخاوف من أن يتحول العيد إلى مأتم، قد تبرر تلك الإجراءات.

وتجاوز عدد المصابين بكورونا في العالم 5 ملايين ونصف المليون شخص، فارق الحياة منهم قرابة 350 ألف شخص، حسب موقع "Worldometer" المختص برصد ضحايا الفيروس.

ربما يكون العيد محفوفا بالمخاطر، لكن الفرحة ستظل قائمة تحت الكمامة، وسط دعوات بأن يرفع الله البلاء عن العالم أجمع، وأن يعود الأمان من جديد لكوكب الأرض.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كورونا فيروس كورونا وفيات كورونا كمامات

بالمطهرات والكمامات.. النوادي الليلية في الصين تعود لنشاطها‎

أول بحث على الهامستر يثبت فعالية الكمامات في الوقاية من كورونا