كشفت مذكرات رئيس الوزراء الليبي الأسبق "مصطفى أحمد بن حليم"، عن دعم تركيا لثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي (1962-1954).

ووفق ما جاء في المذكرات التي تضمنها كتاب "صفحات مطوية من تاريخ ليبيا السياسي"، فإن تركيا أرسلت شحنات سلاح إلى ليبيا وقت الثورة وطلبت منها إرسالها كهدية إلى الجزائر، نظرا لوضع أنقرة الحساس في ذلك الوقت حيث أرادت ألا تظهر بمظهر الداعم للجزائر ضد تركيا.

وقال "بن حليم" في كتابه إنه، في أوج الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي في عام 1957 التقى رئيس وزراء تركيا الأسبق "عدنان مندريس" بـ"بن حليم" في مدينة درنة.

وطلب "بن حليم" من "مندريس" مساعدة الثورة في الجزائر بالمال والسلاح، فوافق "مندريس" على تزويد الثورة الجزائرية بالسلاح تحت غطاء المساعدات العسكرية للجيش الليبي لأخذ الحيطة من احتمالية انكشاف الأمر للغرب خاصة وأن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وما يترتب على ذلك من أزمة لا تتحملها تركيا، وفق المذكرات.

وأضاف "بن حليم" أنه بعد تلك السنة ومع هذه المساعدات التركية الليبية تطور أداء الثورة الجزائرية لتحرر الجزائر عام 1962.

ووفق "بن حليم"، فإن "مندريس" قال له نصا: "سنقدم لكم هدية السلاح، وأرجو الله أن يوفقكم في إيصالها لأولئك الذين يحتاجونها في الدفاع عن دينهم، أما نحن في تركيا فإننا نقدم الهدية لجيش الشقيقة فقط".

وتابع: "بعد أسابيع قليلة وصلت هدية السلاح التركي، واستلمها الجيش الليبي في احتفال عسكري، ثم بدأ تسريبها تدريجياً إلى الحركة الوطنية والثوار في الجزائر، فكان السند التركي أحد الأسباب في تحرير الجزائر عام 1962".

وتدحض تلك المذكرات، كافة الافتراءات المتعلقة بعدم دعم تركيا للثورة الجزائرية، وانحيازها إلى فرنسا.