السودان.. كورونا يفتك بمهندسة لقاء البرهان ونتنياهو

الأربعاء 27 مايو 2020 09:25 م

أعلنت الخرطوم، الأربعاء، وفاة، المستشارة الخاصة لرئيس مجلس السيادة الانتقالي "عبدالفتاح البرهان"، السفيرة "نجوى قدح الدم" نتيجة إصابتها بفيروس كورونا.

وطبقاً لصحيفة "السوداني"، فإن الطائرة التي هبطت في مطار الخرطوم، الثلاثاء، ويعتقد أنها إسرائيلية، حملت فريقاً طبياً من 8 أفراد، وجاءت بغرض إجلائها من مستشفى علياء التابع للسلاح الطبي للعلاج خارجاً، لكن الفريق الطبي اصطدم بتأخر حالتها.

وعرفت "نجوى" بأدوار غامضة طوال مسيرتها، ولا سيما في السنوات الأخيرة، وكانت آخر تلك المهمات مشاركتها في هندسة اللقاء الذي جرى مطلع فبراير/شباط الماضي، بين "البرهان"، ورئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، في مدينة عنتبي الأوغندية، وكانت كذلك ضمن من حضر اللقاء، وهي الوحيدة التي ظهرت صورها وهي تصافح "نتنياهو".

وتعد الراحلة، كذلك، واحدة من أكثر المقربين من الرئيس الأوغندي "يوري موسفيني"، ونجحت من خلال قربها منه، بتحقيق مصالحة تاريخية بينه وبين الرئيس المعزول "عمر البشير"، ما قاد إلى تطور كبير في العلاقات بين الخرطوم وكمبالا.

اسم مثير للجدل

قبل نحو 7 سنوات، بدأ اسم السودانية "نجوى قدح الدم"، يثير جدلاً سياسياً في البلاد، ولا سيما بشأن الأدوار التي أدتها في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس المعزول "عمر البشير" على الصعيد الدبلوماسي.

وبرز اسمها كواحدة ممن يستعين بهم رئيس مجلس السيادة "عبدالفتاح البرهان"، الذي عينها مستشارة له بعد الاستغناء عن خدماتها في وزارة الخارجية بعد الإطاحة بنظام "البشير".

وتحفّظت "نجوى" عن الإدلاء بأي معلومات تنفي أو تؤكد مشاركتها في هندسة لقاء "البرهان"-"نتنياهو"، واكتفت في تصريح واحد، بالتأكيد أنها حضرت اللقاء بصفتها كبيرة مستشاري الرئيس الأوغندي "يوري موسفيني"، وبصفتها الأخرى سفيرةً في القصر الجمهوري للسودان.

وأشارت مصادر عدّة إلى أن "نجوى" عكفت على الإعداد للقاء منذ أشهر بالتواصل مع المحامي الإسرائيلي "نيك كوفمان".

حياتها

وبحسب ما هو معروف عنها، وُلدَت "نجوى عباس أحمد محمد قدح الدم،" وهو اسمها الكامل، في مدينة أم درمان غرب الخرطوم، ودرست فيها كل المراحل، وانتقلت لدراسة الهندسة الميكانيكية في جامعة الخرطوم، التي تخرجت منها عام 1989، وحصلت بعدها على درجة الماجستير في الطاقة المتجددة، ثم التحقت بوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، ثم جامعة زيمبابوي. وخلال رحلتها العلمية تزوجت أستاذها، ألماني الجنسية، "أحمد نومان"، قبل أن تنفصل عنه.

وفي الوقت الذي أشارت فيه تقارير صحفية إلى حصولها على الجنسية النمساوية، نفت "قدح الدم: ذلك رسمياً، على الرغم من قولها إنه لا يوجد ما يمنع ازدواجية الجنسية في القوانين السودانية.

أتاح لها عملها في منظمة تابعة للأمم المتحدة في أوغندا، فرصة الاقتراب كثيراً من الرئيس "يوري موسفيني"، الذي يعدها مثل ابنته، كما ذكرت "نجوى" بنفسها، في واحد من حواراتها الصحفية.

ويعد نجاحها في تحسين العلاقات السودانية الأوغندية، سببا في وضعها بمكانة كبيرة وسط النظام السابق الذي وثق بها، ولو ظاهرياً، وكلفها مهمات عديدة، منها إيصال رسائل إلى عدد من الجهات، ومنها كذلك تنسيق الدور السوداني والأوغندي في تحقيق السلام في جنوب السودان.

بعد سقوط نظام البشير في أبريل/نيسان الماضي، بات مصير "نجوى قدح الدم" غامضاً، خصوصاً مع النظرة السلبية تجاه كل من عملوا مع النظام. وفي ظل أحاديث عن ضرورة إطاحة كل السفراء الذين عيّنهم "البشير"، يبدو أن "البرهان" أراد الإبقاء عليها سفيرة في القصر الرئاسي، حتى جاء لقاءه بـ"نتنياهو" لتعود إلى الواجهة من جديد.

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

لقاء البرهان ونتنياهو العلاقات السودانية الإسرائيلية

هنية يكشف جديد صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل ويخاطب السعودية والسودان

مجلس السيادة السوداني ينفي إصابة البرهان بكورونا