رفع الناشط المصري الأمريكي "محمد سلطان" دعوى قضائية اتحادية أمام محكمة أمريكية، الإثنين، اتهم فيها كلا من الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" ورئيس الوزراء الأسبق "حازم الببلاوي"، ومدير المخابرات العامة حاليا "عباس كامل"، وقيادات أخرى سابقة بوزارة الداخلية بتعريضه للاعتقال التعسفي لمدة 643 يوما وتعذيبه ومحاولة اغتياله داخل محبسه.
والناشط هو نجل الداعية المعتقل في مصر "صلاح سلطان"، وأفرج عنه من محبسه في مصر، في مايو/أيار 2015، بعد إجباره على التخلي عن جنسيته المصرية مقابل حريته، حيث يحمل الجنسية الأمريكية، لاسيما بعد أن بدأ إضرابا قاسيا عن الطعام كاد أن يتسبب في وفاته، ليتم ترحيله إلى الولايات المتحدة.
الدعوى، التي رفعها "سلطان" (32 عاما) أمام محكمة مقاطعة كولومبيا الأمريكية، قال فيها إنه تعرض للتعذيب الشديد ومحاولات ممنهجة لاغتياله داخل محبسه على مدى أكثر من 21 شهرًا لأنه "تجرأ على فضح قمع الحكومة العسكرية المصرية للمعارضين الإسلاميين والليبراليين الذي أدى إلى مذابح في القاهرة في أغسطس/آب 2013"، وفق ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد".
وجاءت شكوى "سلطان" في 46 صفحة، بموجب قانون أمريكي تم سنه عام 1991 يسمح للناجين من التعذيب بطلب التعويض من معذبيهم في ظروف معينة.
وتسمح تلك الدعوى بملاحقة المشكو بحقهم في حال دخولهم إلى أراضي الولايات المتحدة، لكن عادة ما تكون الحكومات والقادة الأجانب محصنين من الدعاوى المدنية في المحاكم الأمريكية، غير أن بعض المشكو في حقهم تركوا وظائفهم في مصر، وبالتالي سقطت الحصانة الممنوحة لهم بحكم مناصبهم.
ومن المعروف أن "حازم الببلاوي" (83 عاما) يعيش حاليا في الولايات المتحدة، حيث يعمل في المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، ويقطن في حي ماك لين في فيرجينيا، القريبة من واشنطن، بينما يعيش "سلطان" حاليا في فيرفاكس المجاورة، وهو ما يعني أن "الببلاوي" بات في دائرة العدالة الأمريكية، في حال تم قبول الدعوى.
ويرى مراقبون وقانونيون أن قانون حماية ضحايا التعذيب، وهو القانون الذي استند إليه "محمد سلطان" في دعواه، يمكن أن يصبح رادعا للقادة الاستبداديين الذين يتمتعون بالإفلات من العقاب في بلادهم.
وقالت "واشنطن بوست" إن "سلطان" لا يزال يحمل حاليا علامات حروق على رقبته وندبات رصاصة أصيب بها من قوات الأمن المصرية، ويعاني من إعاقة محدودة في ذراعه الأيسر، لكنه أسوأ من ذلك لا يزال يتذكر الصدمات التي تعرض لها في السجن، عندما مات سجناء أمامه، وسماعه لصراخ آخرين عند تعذيبهم، بالإضافة إلى تعذيب والده في غرفة مجاورة لزنزانته.
والأحد، كتب "سلطان"، عبر حسابه في "تويتر": "640 يوم سجن و486 يوم إضراب عن الطعام.. في هذه العزلة، كنت أحاول طمأنة نفسي بأنني على قيد الحياة.."، وأتبعها بتغريدة أخرى، الإثنين، قال فيها: "لا توجد رحلة أعظم من السعي لتحقيق العدالة.. ها أنا أبدأ من جديد"، مردفا: "هذا الحراك القانوني ليس هدفه الانتصارات السياسية أو الفكرية، إنه يسعى لتحقيق المحاسبة والعدالة ولمحاولة ردع ومنع التعذيب".
“640 days of imprisonment & 486 days of hunger strike. In this solitude, I find myself blurting out meaningless words just to make a sound to reassure myself that I am alive and able to speak. Men weren't created to be alone”
— Mohamed Soltan | محمد سلطان (@soltanlife) May 31, 2020
3 days later (5.30.15) I was freed!#5YearsStrong pic.twitter.com/IeyVnAWzNj
My pursuit of justice is to ensure that accountability is part of every torturer’s calculus.
— Mohamed Soltan | محمد سلطان (@soltanlife) June 1, 2020
My statement on the filing of complaint against my torturers: #ممكن_تتحاسب pic.twitter.com/3yBDCW0uCV
هذا الحراك القانوني ليس هدفه الانتصارات السياسية أو الفكرية، إنه يسعى لتحقيق المحاسبة والعدالة ولمحاولة ردع ومنع التعذيب.
— Mohamed Soltan | محمد سلطان (@soltanlife) June 1, 2020
البيان الكامل عن رفع دعوى ضد المسؤولين عن تعذيبي:#ممكن_تتحاسب pic.twitter.com/YhZ5BXPvVq
ودشن "سلطان" وسم "#ممكن_تتحاسب" لينشر به مستجدات شكواه.