بعلم بوتين.. روسيا تدرب متطرفين ألمان عسكريا

السبت 6 يونيو 2020 09:11 ص

تتهم تقارير استخباراتية ألمانية، روسيا، بتدريب اليمين المتطرف والنازيين الجدد، عسكريا، بعلم من الرئيس الروسي "فيلادمير بوتين".

وربطت تقارير استخباراتية غربية عدة، تزايد التعاون في الآونة الأخيرة بين اليمين المتطرف في ألمانيا وروسيا، أبرزها تلقي مجموعات من النازيين الجدد تدريبات عسكرية في مخيم خاص بالقرب من مدينة سان بطرسبورج الروسية.

وقالت صحيفة "فوكس" الألمانية إن "بوتين" يعلم "على الأرجح" بهذه التدريبات.

وكشفت الصحيفة أن المخابرات الألمانية تعلم بسفر عناصر يمينية متطرفة من ألمانيا إلى روسيا، من أجل هذه التدريبات العسكرية الخارجة عن القانون، إلا أنها لا يمكنها منع سفرهم لأسباب قانونية.

ومن بين العناصر اليمينية المتطرفة التي تشارك بهذه التدريبات، أعضاء من جناح الشباب في "الحزب الديمقراطي الوطني"، وهو حزب أكثر تطرفا من "حزب البديل لألمانيا"، ويعد المنتمون إليه من النازيين الجدد.

كما خضع لهذه التدريبات، حسبما نقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية، أعضاء من "الطريق الثالث"، وهو حزب صغير متطرف، ويعد أعضاؤه كذلك من النازيين الجدد.

ويتلقى النازيون الجدد تدريبات على استخدام الأسلحة والمتفجرات والقتال عن قرب، قبل أن ينضم بعضهم إلى المليشيات الروسية في شرق أوكرانيا، وفق المصادر.

وتدير معسكر التدريب هذا في سان بطرسبورج مجموعة روسية يمينية متطرفة تدعى "الحركة الإمبراطورية الروسية" التي تسعى لإعادة الإمبراطورية الروسية.

وسبق أن أضافت الولايات المتحدة هذه الحركة مؤخرا إلى لائحة المنظمات الإرهابية، واتهمتها بأنها "أمّنت تدريبات شبه عسكرية لنازيين جدد في أوروبا".

وردت روسيا على التصنيف في ذلك الوقت بالقول إن إضافة هذه المجموعة اللائحة "لا يساعد في مواجهة الإرهاب".

ورغم أن موسكو تصنف هذه الحركة بأنها "متطرفة"، فإنها لا تحظرها على أراضيها.

وفي العامين الماضيين، زادت جرائم نفذها أشخاص ينتمون لدوائر اليمين المتطرف، منها اغتيال سياسي في الحزب الحاكم في حديقة منزله برصاصة في رأسه؛ بسبب دفاعه عن اللاجئين.

إضافة إلى محاولة تنفيذ مجزرة داخل كنيس لليهود شبيهة بتلك المجزرة التي نفذت ضد مسجدين في في نيوزيلاندا.

يذكر أن عدد المحسوبين على التيار اليميني المتطرف في ألمانيا بلغ 24 ألف شخص عام 2018، وبينهم نحو 13 ألفا يميلون للقيام بأعمال عنف.

ومؤخرا، صرح وزير الداخلية الألماني "هورست زيهوفر" بأن "اليمين المتطرف يعد حاليا التهديد الأكبر بالنسبة لدولة سيادة القانون الديمقراطية الخاصة بنا".

وتتوقع الحكومة الاتحادية استمرار زيادة عدد اليمينيين المتطرفين الذين يتم تصنيفهم من قبل الشرطة على أنهم "مصدر خطر على الأمن".

التدخل الروسي في ألمانيا لم يتوقف على تدريب النازيين الجدد.

إذ كشفت تقارير، العام الماضي، تلقي نائب في البوندتساج (البرلمان) من حزب "البديل لألمانيا" دعما روسيا للفوز بالانتخابات.

وقالت التقارير إن موسكو أرادت بدعمها لـ"ماركوس فرونماير"، الذي دخل البرلمان فعلا، أن يكون لها "نائبها في البوندستاج الذي تتحكم به بشكل كامل".

وذكرت التقارير عن أوراق روسية مسربة أن موسكو أرادت من النائب الدفع باتجاه علاقات روسية ألمانية أفضل، وكذلك رفع العقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو بسبب ضمها القرم.

لكن النائب ينفي ارتباطه بروسيا، فيما تظهر البيانات أنه سافر إلى سان بطرسبورج عام 2015، أي قبل عامين من الانتخابات العامة التي أدخلته البرلمان، والتقى محللا سياسيا روسيا معروفا بميوله الفاشية وقربه من "بوتين".

كذلك زار النائب الألماني القرم في العام الذي تلاه، أي عام 2016، برحلة تكفلت بها الحكومة الروسية.

ولم يكن هذا النائب وحده الذي ارتبط بروسيا؛ فأكثر من سياسي في "البديل لألمانيا" سافر إلى القرم على حساب الحكومة الروسية، وعاد ليدافع عن سياسة موسكو في أوكرانيا، ويطالب برفع العقوبات الأوروبية عن روسيا.

والأسبوع الماضي، اتهمت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، روسيا بالضلوع في عملية قرصنة استهدفت البرلمان الألماني عام 2015، وهو ما نفته موسكو.

ورغم ذلك تهدد برلين بعقوبات أوروبية ضد موسكو بسبب عملية القرصنة هذه.

ويرى خبراء غربيون أن الاستخبارات الروسية تتبع "استراتيجية إرباك" واسعة ضد الديموقراطيات الغربية، تشمل التدخل في الانتخابات، ودعم الاتجاهات الشعبوية في الغرب.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات الألمانية الروسية النازيون الجدد اليمين الألماني المتطرف يمينيين متطرفين

رئيس الأركان الألماني: روسيا تشكل تهديدا للسلام