استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

قانون "قيصر" عقاب للشعب لا للنظام

الجمعة 12 يونيو 2020 06:50 ص

قانون "قيصر" عقاب للشعب لا للنظام  

علام تعوّل أمريكا من وراء «قانون قيصر» وهي التي تدرك أنه لن يؤدي لإزاحة النظام بالمدى المنظور؟

المطلوب أمريكيا إرجاء الحل السياسي وإن كان يزعج النظام إلا أن المتضرر الأكبر منه هم المواطنون السوريون المطحونون بالحرب والفقر.

*     *     *

إذا كان التعويل الأمريكي من وراء فرض «قانون قيصر» الذي يشمل حزمة عقوبات ضد سوريا، هو إضعاف النظام فيها، وربما إزالته، فإن هذا محض وهم، فخلف هذا النظام حليف استراتيجي قوي هو روسيا، لن يسمح بذلك مهما كلف الأمر.

سبق للمعارضة أن بسطت سيطرتها على ما يعادل ثلثي الأراضي السورية، لكن النظام ظلّ متشبثاً بالسلطة ولم يسقط. وبالتالي فإن التعويل على العقوبات الاقتصادية وسيلة لتحقيق هذه الغاية لن يؤدي إلى النتيجة المتوخاة.

وفي بلد يعيش الجزء الأكبر من أبنائه تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة، ويتوالى ارتفاع أسعار المواد الغذائية فيه باطراد، فإن «قانون قيصر» وعوامل أخرى كثيرة، بينها تفشي وباء «كورونا» وانهيار الوضع في لبنان، والخلافات في قمة هرم السلطة العائلي زادت من تدهور الوضع الاقتصادي.

وتراجع سعر الليرة أمام الدولار، وشهدنا مظاهرات في مناطق معروفة تقليدياً بعدم انخراط سكانها في الحرب ضد النظام، كما هي الحال في السويداء ذات الأغلبية الدرزية، احتجاجاً على ذلك.

بالمقابل، وجدنا مظاهرات أخرى في إدلب التي يسكنها نحو ثلاثة ملايين نسمة، تحتج على الأمر نفسه، لكن ليس ضد النظام وإنما ضد «هيئة تحرير الشام»، المهيمنة على المدينة فهي من يدير المدينة ويحدد أسعار السلع فيها. واضطرت بعض المؤسسات هناك إلى إقفال أبوابها، بسبب ارتفاع سعر الصرف.

وهو أمر لا يضير النظام، وربما يخدمه. ولا يختلف الأمر في القامشلي الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، فهناك أيضاً أقفلت محال، وتراجعت حركة الشراء بشكل ملحوظ في أسواق تكتظ شوارعها ومحالها ومقاهيها بالزوّار.

علام تعوّل الولايات المتحدة إذن من وراء تطبيق«قانون قيصر»، وهي التي تدرك، من التجربة الممتدة منذ اندلاع الحرب في سوريا، منذ نحو تسع سنوات، أن ذلك لن يؤدي إلى إزاحة النظام، على الأقل ليس في المدى المنظور؟

محللون يرون أن الغاية هي إبقاء الوضع في سوريا غير مستقر، وإيقاف عملية إعادة الإعمار، ما يمكّن المهجرين والنازحين من العودة إلى مناطقهم، والعودة التدريجية للأوضاع إلى طبيعتها، حيث سيبدو ذلك نصراً لا للنظام وحده وإنما لداعميه.

وبالتالي فالمطلوب، أمريكياً، إرجاء الحل السياسي إلى ما لا نهاية، وهو أمر، وإن كان يزعج النظام، إلا أن المتضرر الأكبر منه هم المواطنون السوريون المطحونون بالحرب والفقر والمعاناة، والذين يتحرقون لأن يروا بلدهم وقد خرج من محنته التي أنهكتهم وأنهكته.

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

قانون قيصر.. ماذا يعني لمستقبل سوريا ونظام الأسد؟

شبح الشلل يخيم على الاقتصاد السوري مع بدء تطبيق قانون قيصر