الصين: كورونا بكين بات تحت السيطرة.. والجائحة تتوسع بدول أخرى

الخميس 18 يونيو 2020 08:29 م

أكدت الصين، الخميس، أن انتشار عدوى "كوفيد-19"، خاصة في بكين، صار "تحت السيطرة"، مستبعدة خطر موجة ثانية في البلد الذي ظهر فيه الفيروس أول مرة، في وقت يتسارع انتشاره في جنوب آسيا وأمريكا الجنوبية.

وتضرّر الاقتصاد أيضا جراء الجائحة التي أودت بـ499 ألف شخص على الأقل حول العالم.

وفي الولايات المتحدة، ارتفع عدد الطلبات الجديدة للاستفادة من مخصصات البطالة إلى مليون ونصف، الأسبوع الماضي، وفق أرقام نشرت، الخميس، وهو رقم تجاوز توقعات المحللين.

وفي أوروبا، التي تشهد عودة تدريجية للوضع العادي من الناحية الصحيّة، تتطلب معالجة التداعيات الاقتصادية خطط مساعدة مكثّفة.

وأعلن بنك إنجلترا، الخميس، تخصيص مبلغ 100 مليار جنية إسترليني إضافي لتعزيز برنامجه لشراء أسهم لمواجهة سياق اقتصادي "غامض بشكل استثنائي".

أما الاتحاد الأوروبي، فيتحتّم عليه "التعامل بسرعة وبشكل حاسم" عبر الموافقة قبل نهاية تموز/يوليو على خطة التعافي التي تبلغ قيمتها 750 مليار يورو، وفق ما قالت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل".

لكن في بكين، اصطفّ الآلاف، الخميس، لإجراء فحوص، في حين أعلنت وزارة الصحة الصينية تسجيل 21 إصابة إضافية خلال آخر 24 ساعة في المدينة التي يقطنها 21 مليون ساكن، ما يرفع عدد الإصابات الجديدة المسجلة منذ الأسبوع الماضي إلى 158.

وعادت الحياة إلى نسقها شبه الطبيعي عقب نحو شهرين دون إصابات جديدة، لكن ظهور بؤرة وبائية جديدة في المدينة قبل بضعة أيام، أثار خشية من موجة عدوى ثانية.

لتجنب ذلك، أطلقت السلطات المحلية حملة واسعة لفحص السكان وتعقيم المطاعم.

لكن، أكد كبير خبراء الأوبئة في مركز السيطرة على الأمراض ومكافحتها "وو زونيو" أن الوباء "تحت السيطرة" في العاصمة.

ويشتبه أن سوق شينفادي، موقع التزود الأساسي بالغلال والخضروات في بكين، هو مصدر الإصابات الجديدة.

وفرض حجر على 30 من بين آلاف أحياء بكين، وأغلقت جميع المؤسسات التعليمية حتى إشعار آخر.

اصطفّ الآلاف لإجراء فحوص، الخميس، أمام ملعب العمال، شرقي المدينة، الذي يحتضن عادة مباريات فريق كرة القدم المحلي، وفق ما عاينت وكالة "فرانس برس".

أثناء وقوفه في الطابور، قال "وانج"، وهو مسؤول الطبخ في أحد مطاعم المنطقة: "لم نستقبل الكثير من الزبائن في الأيام الأخيرة، يخشى الناس مغادرة منازلهم".

ودعت البلدية السكان إلى تجنب التنقلات "غير الضرورية"، وقلّصت عدد الرحلات الجوية بشكل كبير.

وتم منع المقيمين في مناطق مصنّفة "في خطر متوسط إلى عال" من مغادرة المدينة.

لكن، يختلف الوضع تماما في جنوب آسيا، حيث يوجد تهديد بارتفاع عدد الوفيات رغم تأخر وصول الوباء.

وقدّر حاكم العاصمة الأفغانية كابول وجود مليون مصاب بالمدينة فقط، ما جعله يحذّر من حصول "كارثة"، مشيرا إلى "تقارير حول ارتفاع في عدد الوفيات المشتبه فيها وقيام أشخاص بدفن جثث ليلا".

ويبدو أن الأسوأ قادم في أفغانستان، البلد الذي تمزقه الحرب، رغم أن الاحصائيات الرسمية تشير فقط إلى 27 ألف إصابة بينها 500 وفاة.

وسجلت باكستان المجاورة أرقاما مطمئنة أيضا، لكنها ارتفعت في الأسابيع الأخيرة على غرار دول أخرى في المنطقة.

ووفق الجرّاحة "سمرا فقار"، صار مستشفى بيشاور، شمال غرب باكستان، يرسل المرضى إلى منازلهم "بشكل شبه يومي" بسبب نقص الأسرة والأوكسجين.

وأحصى البلد، الذي يعاني نظامه الصحي من عجز، 160 ألف إصابة رسمية، لكن تخشى الحكومة أن يبلغ الرقم 1.2 مليون بحلول نهاية تموز/يوليو.

أما في الهند التي يقطنها 1.3 مليار نسمة، فقد بلغ عدد الإصابات نحو 370 ألفا بينها 12 ألف وفاة أعلن عن ألفين منها الأربعاء.

ووفق اختصاصية الأوبئة في جامعة كورتين الأسترالية "أرشي كليمنس"، فإن "جنوب آسيا في مستوى سابق على منحنى الوباء مقارنة بأمريكا اللاتينية"، وتوجد خشية من ارتفاع "مطرد" في عدد الإصابات والوفيات.

وفي أمريكا اللاتينية، تمثل البرازيل النموذج الأكثر ترويعا، ثاني أكثر دول العالم تضررا بعد الولايات المتحدة بتسجيلها 46510 وفيات، وفق أحدث المعطيات التي يرجح أن تكون أقل من الواقع بكثير.

وردت في آخر حصيلة يومية رسمية نشرت مساء الأربعاء أرقام قريبة من الأعداد القياسية، بتسجيل 1269 وفاة و32188 إصابة جديدة خلال آخر 24 ساعة.

لكن، تؤكد الحكومة أن الوضع تحت السيطرة، ويتواصل رفع الحجر تدريجيا في أغلب الولايات.

يسود في روسيا أيضا وضع ضبابي، إذ سجلت في الإجمال أكثر من 560 ألف إصابة بينها أقل من 7700 وفاة، وأعلن ما لا يقل عن 16 مدينة عدم تنظيم العروض العسكرية التي يرغب الرئيس "فلاديمير بوتين" في إقامتها في 24 يونيو/حزيران، كما أعلن جهاز الرقابة الصحية وفاة نحو 500 عامل صحيّ جراء فيروس "كورونا" المستجد.

من جهتها، تبقى الولايات المتحدة أكثر دول العالم تضررا من الجائحة، بتسجيلها أكثر من 117 ألف وفاة و2.1 مليون إصابة، لكنها سجلت، الأربعاء، أقل من ألف وفاة جديدة لليوم السابع على التوالي، ما يمثل إشارة مشجّعة رغم استمرار تسجيل نحو 20 ألف إصابة جديدة يوميا.

المصدر | أ.ف.ب

  كلمات مفتاحية

فيروس كورونا وفيات كورونا إصابات كورونا تداعيات كورونا جائحة كورونا

الصين: الوضع الوبائي في بكين خطير ومعقد