لماذا أخفقت السعودية وأمريكا بكشف الشمراني قبل تنفيذه هجوم بينساكولا؟

الاثنين 22 يونيو 2020 06:44 م

سلط تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على الأسباب التي أدت إلى فشل الأجهزة الأمنية في كل من السعودية وأمريكا في كشف الهجوم الإرهابي الذي نفذه المتدرب السعودي "محمد الشمراني" في قاعدة "بينساكولا" بولاية فلوريدا نهاية العام الماضي.

وقالت الصحيفة إن "الشمراني" الذي قتل 3 من زملائه في الهجوم، لم يكن مرتبطا بتنظيم القاعدة ولم يستلهم عمليته من الإنترنت فقط، بل كان يمثل نوعا من الإرهاب الذي من الصعب اكتشافه بشكل يعطي صورة عن إرهابي غير متفرغ، وفقا لموقع "القدس العربي".

وأوضحت الصحيفة أن الحادث الذي جرى تنفيذه رغم إجراءات التدقيق الصارمة المتبعة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، دفع المسؤولين الأمريكيين بالاعتراف بوجود خلل في طريقة النظر والتدقيق وتعهدوا القيام بإصلاحات.

وذكر التحقيق أن المخابرات السعودية فشلت في اكتشاف المظاهر الأولية للتطرف لدى "محمد الشمراني" وحياته على الإنترنت والتي ربما منعت اختياره وحرمته من التقديم لبرنامج التدريب العسكري في أمريكا.

كما فشل نظام التدقيق الأمني الأمريكي والذي تديره وزارة الخارجية والبنتاجون بما لديهما من فرصة للاطلاع على ملفات الاستخبارات في الكشف عن ميول "الشمراني" المتطرفة، بما فيها نشاطاته المثيرة للقلق على منصات التواصل الاجتماعي المرتبطة بالأيديولوجيا المتطرفة.

إضافة أنه لم تتم متابعة "الشمراني" بعد  وصوله إلى أمريكا بناء على برنامج التهديد الداخلي الذي تم تطويره بعد الهجوم في قاعدة "فورت هود" بتكساس عام 2009 وقاعدة "نيفي يارد" بواشنطن عام 2013. والسبب هو أنه لم يتم توسيع البرنامج ليشمل الطلاب الأجانب، وفقا للصحيفة.

وذكرت "نيويورك تايمز" أن "الشمراني" كان على اتصال مع "القاعدة" قبل عامين من وصوله إلى الولايات المتحدة وظل كذلك حتى ليلة تنفيذ العملية.

وفى هذا الصدد، قال "مارتن ريردون"، الضابط المتقاعد من مكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بي آي": "لقد حدث الخطأ".

وأضاف "ريردون" الذي عمل في مجال مكافحة الإرهاب وكلف بالعمل في السفارة السعودية بواشنطن إن هناك حاجة لتخصيص موارد أكبر والتدقيق في المتدربين الأجانب وهو أمر أعتقد أن على وزارة الدفاع وغيرها من فروع وكالات الحكومة عمله.

وأشارت الصحيفة إلى أن السبب الرئيسي وراء عدم اكتشاف ميول "الشمراني" المتطرفة هو أنه يمثل نوعا جديدا من الإرهابيين. فهو لم يطلب منه القيام بمهمة وتنفيذها من البداية حتى النهاية ولا استلهم أو تأثر بأفكار ونشاطات الجهاديين الدعائية على الإنترنت.

وتابعت: "فهو (الشمراني) يشبه المتعهد الشخصي الذي وجه نفسه بنفسه وساعده بقوة فرع تنظيم القاعدة في اليمن".

وعلق "كولين بي كلارك" من مركز صوفان في نيويورك قائلا: "ربما تحول المتعهد الشخصي الذي يعتمد على نفسه النهج الأكثر شعبية لأنه يسمح بمرونة تكتيكية من جانب المهاجم ويعطيه مساحة واسعة للنجاح".

وقال "كلارك" في مقال نشره موقع "ويست بوينت" لمكافحة الإرهاب: "ظهر في حسابه اسمه الأول والأخير بالعربية وارتبط بعدد من المنشورات التي كشفت عن كون الحساب مرتبطا بالشمراني ويديره".

من جهته رأي "بروس ريدل"، المحلل السابق في "سي آي إيه" والزميل في معهد بروكينجز أن "حقيقة عدم اكتشاف السعوديين لهذه الثغرة في عملية الفحص الأمني وتداعياتها أبعد من هجوم واحد نفذه ضابط سعودي في الولايات المتحدة".

وأضاف "كل التدقيق الأمني في العالم لن يكون له أثر لو كانت الوزراة السعودية المسؤولة عن الأمن نائمة".

وقال: "القاعدة اخترقت الجيش السعودي ووزارة الداخلية ولم تكن واعية بهذا".

 

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

هجوم إرهابي الهجوم الإرهابي الشمراني محمد الشمراني

دعوى قضائية ضد السعودية في قضية الهجوم على قاعدة أمريكية