«فتح» و«حماس»: هل يصمد التقارب؟

الجمعة 3 يوليو 2020 09:20 ص

«فتح» و«حماس»: هل يصمد التقارب؟

إذا كان الضم وخطة ترامب وتهويد القدس ونقل السفارة إليها لن تدفع الفلسطينيين للتقارب فما الذي سيدفعهم لذلك؟

لا يتوقع الفلسطينيون أن تتوحّد الحركتان أو أن تختفي المعوقات الجغرافية والسياسية أو أن ينحي الطرفان خصومتهما الأيديولوجية.

بين الحركتين «ما صنع الحدّاد» منذ قطيعة 2007، إثر سيطرة حركة «حماس» على قطاع غزة بعد معارك دموية بين قوات الحركتين.

لا يواجه الإسرائيليون مخاطر وجودية كالفلسطينيين لكنهم أقاموا حكومة ضمّت الخصمين نتنياهو وغانتس وتُرك النواب العرب بالكنيست خارج المعادلة.

يتوقع الفلسطينيون من «فتح» و«حماس» الانتساب أولا إلى أيديولوجيا أرض فلسطين المهددة والدفاع عن حاجات الشعب التي لا يختلف فيها اثنان.

*     *     *

أعلنت حركتا «فتح» و«حماس» الفلسطينيتان أمس الخميس توحيد جهودهما ضد الخطة الإسرائيلية لضمّ أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة التي، رغم تأجيل الحكومة الإسرائيلية لإعلانها في الأول من تموز/يوليو، فإن مشاورات رئيسها، بنيامين نتنياهو، مع المسؤولين الأمريكيين والقادة الأمنيين، مستمرّة لبدئها. وهذا يرتّب على «فتح» و«حماس»، مسؤوليات كبيرة:

الأولى باعتبارها أكبر حركات منظمة التحرير الفلسطينية، وقائدة النضال الوطني والمشرفة عمليّا، من موقعها المركزي في المنظمة، على إدارة أراضي السلطة الفلسطينية، وعلى تقديم أجوبة سياسية على التحدّي الأكبر الذي يمثله الضم.

والثانية باعتبارها التنظيم الفلسطيني الموازي لـ«فتح»، والمشرف عمليا على إدارة قطاع غزة، والمسؤولة أيضا، باعتبارها في موقع ينوس بين السلطة الفعلية والمعارضة الرسميّة، على وقف استنزاف طاقات الشعب الفلسطيني في صراع بين مكوّناته بدلا من التوحد لمواجهة خصومه وأعدائه.

اتجاه الحركتين للتقارب وتوحيد الجهود ضد مخططات الحكومة الإسرائيلية ليس الأول، فهناك تجارب كثيرة سابقة منيت بالفشل، وبعد خطوات جدية من الطرفين نحو تحقيق المصالحة الوطنية يفاجأ الفلسطينيون بارتداد الطرفين نحو هجمات قاسية واتهامات مسيئة.

وهو أمر لا يعكس ضعف ثقة بين الحركتين فحسب، بل يؤشر إلى المعوقات الواقعية التي يشكّلها التباعد الجغرافي، والتنافس السياسي، والمخاوف الواقعية والمتوهمة، والمصالح والامتيازات والوظائف والرواتب، والاختلافات الأيديولوجية.

ومن دون إنكار العمل الإسرائيلي الحثيث، على الجبهات السياسية والأمنية والاقتصادية، لجعل أي تقارب من هذا النوع متعذرا، وكذلك دور بعض الأذرع السياسية العربيّة التي تشتغل على الخلافات أيضا كما هو حال القائد الفتحاوي السابق محمد دحلان، ودور الأجهزة الأمنية المصريّة، التي تتولى عادة رعاية مسائل «التقريب» والتباعد بين الحركتين.

بين الحركتين «ما صنع الحدّاد»، منذ القطيعة التي جرت عام 2007، إثر سيطرة حركة «حماس» على قطاع غزة بعد معارك دموية بين قوات الحركتين أدت إلى خروج حركة «فتح»، وأجهزة السلطة الفلسطينية من القطاع.

ورغم هذه الحادثة السياسية ـ العسكرية المفصلية، التي عزّزت الانفصال الجغرافي الذي تشكّله إسرائيل، بانفصال سياسي وعسكري أرهق الشعب الفلسطيني، وأدخله في حلقة مفرغة للملامة ولنيل كل طرف من الآخر.

لا يواجه الإسرائيليون مخاطر وجودية مثل الفلسطينيين، ولكنهم قاموا بتشكيل حكومة ضمّت الخصمين السياسيين الكبيرين، نتنياهو وبيني غانتس، وتُرك النواب العرب في الكنيست خارج المعادلة.

وإذا كانت خطط الضم، والقرارات الخطيرة التي قامت بها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها، لن تدفع الفلسطينيين إلى التقارب فما الذي سيدفعهم لذلك؟

لا يتوقع الفلسطينيون أن تتوحّد الحركتان في حركة واحدة، ولا يتوقعون أن تختفي المعوقات الجغرافية والسياسية، وأن يهضم الطرفان خصومتهما الأيديولوجية، لكنهم يتوقعون من «فتح»، التي قادت النضال الفلسطيني لعقود، و«حماس» التي قدّمت تضحيات جسام من كبار قادتها ومنتسبيها، الانتساب أولا إلى أيديولوجيا الأرض الفلسطينية المهددة، والدفاع عن حاجات الشعب الفلسطيني الأساسية التي لا يمكن أن يختلف فيها اثنان.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الأزهر يرحب باتفاق فتح وحماس: انطلاقة لمواجهة أطماع إسرائيل