حذر وزير الخارجية الجزائري "صبري بوقادوم" من أن تقسيم ليبيا يشكل خطرا على الجميع، خاصة الدول المجاورة، مشددا على معارضة بلاده لجميع الأفكار المتعلقة بالتقسيم.

جاء ذلك خلال مقابلة أجراها الوزير الجزائري مع وكالة "الأناضول" التركية خلال زيارته للعاصمة الإيطالية روما، الخميس الماضي، حيث التقى نظيره الإيطالي "لويجي دي مايو".

وأضاف "بوقادوم": "نريد أن يتحد جميع الليبيين، لا نريد تفكك هذا البلد بأي شكل من الأشكال"، معربا عن أمله في انتهاء الأزمة الليبية وعودة السلام والاستقرار إلى البلاد، عبر إجراء انتخابات نزيهة.

وحول تهديد الجنرال الليبي المتقاعد "خليفة حفتر" (ينازع حكومة الوفاق المعترف بها دوليا السلطة) في 2018، بإيصال الحرب في ليبيا إلى الجزائر، قال "بوقادوم": "يجري بين الوقت والآخر إطلاق تصريحات من هذا القبيل، ولا نولي اهتمامًا لها".

وتابع: "لدينا حاليًا علاقات جيدة جدًا مع جميع الأطراف في ليبيا، يمكننا أن نجتمع مع جميع الأطراف على قدم المساواة، في إطار الشرعية الدولية"، مشيرا إلى أن "الأطراف الليبية دعت الجزائر للعب دور الوساطة في الأزمة".

وحول دعم بلاده لمؤتمر برلين لإيجاد حل للأزمة الليبية، أشار الوزير الجزائري إلى أن "هذه المبادرة تمتلك محاور عديدة، أبرزها دور الاتحاد الأفريقي، الذي تعمل معه الجزائر، من أجل دعم مسيرة تحقيق السلام"، لافتا إلى أن "المبادرة تحتوي على بعض النواقص، أبرزها غياب الدول المجاورة لليبيا".

وشدد على أن جيران ليبيا؛ خاصة الجزائر وتونس ومصر، "يمتلكون آليات أيضًا للمشاركة في حل الأزمة".

وذكر "بوقادوم" أنه لم يتم تعيين أي شخص في منصب الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا بعد مغادرة "غسان سلامة" منصبه، موضحا أن بلاده ليس لها مرشح لهذا المنصب.

لكن الوزير الجزائري شدد على أن بلاده ترى "ضرورة تعيين ممثل أممي خاص في ليبيا في أقرب وقت ممكن".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" قد رشح وزير الخارجية الجزائري السابق "رمطان لعمامرة"، لتولي منصب مبعوثه الشخصي إلى ليبيا، ورغم تأييد غالبية الدول الأعضاء في مجلس الأمن لهذا الترشيح إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية تحفظت عليه، ما دفع "لعمامرة" لسحب قبوله بهذا المنصب.