جدد مجلس الأمن الدولي، تحذيره من تزايد خطر تحلل أو انفجار ناقلة النفط "صافر"، التي تحتجزها جماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، قبالة ميناء "رأس عيسي" بمحافظة الحديدة (غربي اليمن).

وأعرب المجلس، خلال جلسة الأربعاء، من حدوث كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية لليمن وجيرانه، وطالب الحوثيين بـ"تنفيذ إجراءات ملموسة دون تأخير بشأن صافر".

وترسو هذه الناقلة قبالة ميناء "رأس عيسى"، منذ اندلاع الأزمة اليمنية، وتواجه خطر الانفجار أو تسريب حمولتها، المقدرة بنحو 1.5 مليون برميل من النفط الخام، جراء تعرض هيكلها الحديدي للتآكل والتحلل بسبب غياب الصيانة.

وقال مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة "عبدالله المعلمي"، أمام المجلس، إن ناقلة النفط العائمة والمخاطر الجسيمة المرتبطة بها تهدد بإلحاق ضرر بالغ بجنوب البحر الأحمر والعالم بأسره، فهي تقع بالقرب من باب المندب الذي يعد ممراً حيوياً للملاحة البحرية الدولية بين آسيا وأوروبا.

وطالب "المعلمي"، مجلس الأمن، بأن يبقى يقظاً، ويكون مستعداً لإعلان تدابير قوية وحاسمة للتعامل مع الناقلة والقضاء على الخطر الذي تشكله.

وأقر أعضاء المجلس بإعلان الحوثيين السماح لفريق أممي بالوصول للناقلة، ودعا ممثلو الدول الأعضاء الحوثيين، لتحويل هذا الالتزام إلى إجراء ملموس في أقرب وقت ممكن، بما في ذلك الموافقة على تصاريح الدخول، وطريق سفر آمن إلى الناقلة، وجميع الترتيبات اللوجستية الأخرى.

وشدد أعضاء المجلس، على أهمية "تسهيل الوصول غير المشروط لخبراء الأمم المتحدة التقنيين لتقييم حالة الناقلة وإجراء أية إصلاحات عاجلة محتملة، وضمان التعاون الوثيق مع الأمم المتحدة".

وكشف المجلس، أن فريقا من الخبراء التقنيين الأمميين سيصل خلال أسابيع، للناقلة؛ للحيلولة دون وقوع كارثة بيئية في المنطقة.

وتواجه ناقلة النفط، خطر الانفجار في أي وقت، مهدّدة بتفاقم الأزمة الإنسانية وبكارثة بالنسبة للحياة البحرية في البحر الأحمر، كما ذكر خبراء دوليون.

وترسو "صافر" التي بنيت قبل 45 عاما قبالة ميناء الحديدة غرب البلد الغارق في الحرب، في منطقة تقع ضمن سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران.

وسبق أن حذّرت منسّقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن "ليز جراندي"، من أنّ انفجار السفينة سيتسبّب بكارثة إنسانية "لأن النفط سيجعل ميناء الحديدة غير صالح للاستخدام".

وكانت جماعة الحوثي، المسيطرة على الحُديدة، تشترط بيع نفط خزان الناقلة لصالحها، وهو ما ترفضه الحكومة، ما جعل الأزمة تستمر سنوات.

ويعاني اليمن من حرب مستمرة بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين المسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء، منذ العام 2014.