تواصلت ردود الأفعال في مصر وخارجها، بعد الإعلان المفاجي من إثيوبيا بأنها انتهت من ملء خزان "سد النهضة" في مرحلته الأولى، بعدما كانت تنفي بإصرار بدء العملية، التي كانت تعارضها مصر والسودان، دون اتفاق.
وعبر مواقع التواصل، عبر سياسيون وناشطون مصريون عن غضبهم من هذه التطورات، بينما اعتبرت كاتبة إماراتية أن ما فعلته إثيوبيا "خطة" لإلهاء مصر عن حربها المرتقبة في ليبيا.
التساؤل الأبرز بين معظم من اشتبكوا مع هذا التطور عبر مواقع التواصل الاجتماعي كان يتعلق بمدى وضوح الأولويات لدى صانع القرار المصري، في ضوء ذلك التحدي، مع الإصرار من دوائر السلطة المقربة، هذه الأيام، على أن التحدي الأكبر لمصر يكمن على بعد أكثر من 1000 كم من الحدود الغرببة للبلاد وليس من تطورات "سد النهضة".
التساؤل البارز الآخر تعلق بمدى الشفافية التي ينتهجها صانع القرار في مصر إزاء قضية السد، في ظل إعلان أجهزة الدولة المصرية أنها "تتفاجأ"، مثلها مثل العامة، بالأنباء الواردة من إثيوبيا، وهو ما ظهر في بيان الخارجية المصرية، قبل أيام، بعد تناقل أخبار بدء أديس أبابا ملء خزان السد.
من ناحيته، اعتبر الأكاديمي والسياسي المصري "حسن نافعة" أن ما حدث هو "انتصار حاسم لإثيوبيا، التي استطاعت استكمال بناء السد والانتهاء من الملء التجريبي للخزان بقرارات منفردة تماما دون أي التزام عليها سوى الاستمرار في التفاوض..".
انتهت المرحلة الأساسية من أزمة سد النهضة بانتصار حاسم لإثيوبيا التي استطاعت إستكمال بناء السد والانتهاء من الملء التجريبي للخزان بقرارات منفردة تماما دون أي التزام عليها سوى الاستمرار في التفاوض!. من الواضح أن التوصل إلى اتفاق ملزم لتشغيل وإدارة السد أصبح مرهونا بإرادتها المنفردة
— Hassan Nafaa (@hassanafaa) July 22, 2020
بدوره، تساءل المخرج المصري "خالد يوسف"، والذي كان أحد أبرز المقربين من السلطة الحالية، منتقدا عدم الشفافية: "ألا يستحق هذا الشعب أن يعلم عن مستقبل وجوده ومصيره؟".
#اثيوبيا #سد_النهضة pic.twitter.com/EtaNSGovjT
— khaled youssef (@KhaledYoussef) July 22, 2020
وانتقد المحامي والحقوقي "نجاد البرعي" استمرار مؤيدي السلطة إلقاء المسؤولية في هذه الأزمة على ثورة يناير/كانون الثاني 2011، قائلا إن حكام مصر اليوم تولوا المسؤولية من عام ٢٠١٤ وهم من أداروا المفاوضات من وقتها وهم من وقعوا اتفاق المبادئ..".
القول أن ثوره يناير ٢٠١١ هي سبب بناء السد لم يعد عذرا. يتولي حكام مصر اليوم المسئوليه من عام ٢٠١٤ وهم من اداروا المفاوضات من وقتها وهم من وقعوا اتفاق المبادئ . وانا اعلم ان الحكومه الحاليه قادره لو احسنت استخدام ادواتها واستعانت بخبراء مصريين من خارجها ان تنهي المشكله .
— Negad El Borai (@negadelborai) July 22, 2020
المثير أن الكاتبة الإماراتية المقربة من أبوظبي "مريم الكعبي"، اعتبرت أن إقدام إثيوبيا على هذا التصعيد المفاجئ والتحدي لمصر "مخطط لإلهاء القاهرة عن الملف الليبي وشغلها عن الخطة التركية للتصعيد هناك".
تعنتت أثيوبيا فجأة للوصول إلى اتفاق نهائي بشأن سد النهضة
— مريم الكعبي (@maryam1001) July 21, 2020
كان المخطط أن يعيق هذا التعنت مصر عن الملف الليبي ويشغلها عن خطة تركيا في التصعيد لاحتلال سرت والجفرة ووضع قواعدها لنهب ثروات ليبيا وتهديد دول الجوار
ولكن من هدم مخطط الأخوان في مصر
هدم أحلام أردوغان في ليبيا #مصر
وتقود وسائل إعلام إماراتية وسعودية حاليا حملة مستمرة لتحريض مصر على التدخل عسكريا في ليبيا، في خطوة لقيت انتقادا من متابعين، معتبرين أن أبوظبي والرياض تريد من القاهرة أن تحارب أنقرة بالوكالة.
وفي وقت سابق، الأربعاء، بث التليفزيون الإثيوبي "etv" رسميا، الأربعاء، أولى لقطات تظهر لحظة ملء خزان سد النهضة، وتعبئة قرابة 5 مليارات متر مكعب من مياه النيل.
وأظهر الفيديو لحظة دخول المياه بشكل كبير للبحيرة، مع رسالة تهنئة للشعب الإثيوبي من رئيس الوزراء "آبي أحمد".
ووفق وزير المياه والري الإثيوبي "سيليشي بيكيلي"، فقد تم "تخزين 4.9 مليارات متر مكعب من المياه في بحيرة سد النهضة خلال المرحلة الأولى للملء".