معهد واشنطن: التطبيع على المحك.. رسالة إماراتية جديدة للإسرائيليين

الجمعة 24 يوليو 2020 04:26 م

كشفت دراسة حديثة لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن المسؤولين الإماراتيين يعيشون هذه الأيام حالة كبيرة من القلق بسبب خطة (إسرائيل) لضم الضفة الغربية، والتي يرونها قد تنسف مساعي التطبيع التي تبذلها الدولة الخليجية.

والدراسة أعدها كل من الباحث "داني سيترينوفيتش"، الذي خدم 25 عاما في مناصب قيادية متنوعة في وحدات الاستخبارات وجمع المعلومات الإسرائيلية، والباحث "هيثم حسنين" وهو زميل سابق في معهد واشنطن لعام 2016-2017، وتركز كتاباته على العلاقات الاقتصادية بين (إسرائيل) والدول العربية.

وقالت الدراسة إنه في السنوات القليلة الماضية، ازداد مستوى التعاون الاقتصادي والأمني غير المسبوق بين (إسرائيل) والإمارات العربية المتحدة، وذلك في ظل التهديد المشترك المتمثل في إيران، كما أن هناك بعثة دبلوماسية إسرائيلية موجودة داخل مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبوظبي، إضافةً إلى مكتب تجارة غير رسمي في دبي.

وخلال شهر مايو/أيار الفائت، وفق الدراسة، قامت شركة الاتحاد للطيران بتسيير أول رحلة تجارية مباشرة بين أبوظبي وتل أبيب من أجل تقديم المساعدات للفلسطينيين المتضررين من فيروس كورونا.

ولفتت الدراسة إلى أنه "بغض النظر عن الغرض من هذه الرحلة، فقد كشفت عن نوع التطبيع الممكن حدوثه في المرحلة المقبلة. وإذا كانت (إسرائيل) ترغب في خطوات إضافية من الطرف الآخر، فملاقاة الإمارات في منتصف الطريق هو استثمار طويل الأمد يجب على (إسرائيل) أخذه بعين الاعتبار إن لم يكن تبنّيه".

غير أنه ومع كل مساعي التطبيع هذه، يرى الإماراتيون، وفق الدراسة، أن "في أي تحرّك، ولو رمزي، نحو حل الدولتين، تهديدًا جسيمًا على الأمن القومي الإماراتي وتعقيدًا لكافة المساعي التي تبذلها الإمارات منذ عقدَين لتحقيق الأمن الإقليمي، وهم يتوقعون قيام دولة واحدة تعاني من استقرار متزعزع للغاية وتحفل بالنزاعات، إلى جانب انتصار دعائي أولي، وفرصة العمر أمام وكلاء إيران في لبنان وغزة وأي مكان آخر في المنطقة".

ومن هذا المنطلق، بحسب الدراسة، "لم تتوانَ الإمارات عن توجيه تحذيرات علنية غير مسبوقة للإسرائيليين من تبعات ضم الأراضي، ففي 13 يونيو/حزيران، تصدّر السفير الإماراتي النافذ في الولايات المتحدة يوسف العتيبة عناوين الصحف حين نشر مقالا بالعبرية في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية خاطب فيها الشعب الإسرائيلي مباشرةً حول مسألة الضمّ وتداعياتها المضرّة على العلاقات مع العالم العربي".

ثم صدر في أعقاب هذا المقال بيانٌ بالعبرية عن المديرة في وزارة الخارجية "هند العتيبة"، طلبت فيه من الشعب الإسرائيلي إعادة النظر في خطط ضم الأراضي.

وهذا لا يعني تراجع في خطط التطبيع، بل هو قلق على مستقبله، فمؤخرا أصبح وزير الدولة للشؤون الخارجية "أنور قرقاش" المسؤول العربي الأرفع مستوىً الذي يلقي كلمة في المؤتمر السنوي للّجنة اليهودية الأمريكية – الذي انعقد الشهر الفائت – حيث تحدّث صراحةً عن إمكانية السلام مع إسرائيل.

ووفق الدراسة، "تعكس هذه التصريحات العلنية توجهًا سائدًا مفاده أن موظفي الدولة الإماراتية لم يخجلوا من التواصل علنًا مع إسرائيل ومع العالم اليهودي ككل على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى قبل أن تصبح مسألة الضم قضيةً ملحّة".

فخلال سبتمبر/أيلول الماضي، غرّد وزير الخارجية والتعاون الدولي "عبدالله بن زايد" عبارة "شانا توفا" بمناسبة رأس السنة اليهودية، ونشر أيضًا في يناير/كانون الثاني تغريدة عن الهولوكوست بالعربية.

وأشارت الدراسة أيضا إلى أن الإماراتيين يخشون من أن خطط الضم ستمنح تركيا أدوات القوة الناعمة، سيما وأن الرئيس "رجب طيب أردوغان" يصوّر نفسه على أنه المدافع عن القدس، حيث تشير الرسائل المتداولة في الآونة الأخيرة باللغة العربية حول مسألة تحويل "آيا صوفيا" إلى مسجد خلال هذا الأسبوع إلى أن هذه الخطوة جاءت في إطار "استعادة حرية" المسجد الأقصى في القدس.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مبادرات التطبيع ضد التطبيع التطبيع الإماراتي الإسرائيلي ضم الضفة الغربية

وزير إسرائيلي: نتعاون مع السعودية والإمارات وعلاقتنا لا ترتبط بالسلام

الإمارات وإسرائيل.. أكثر بكثير من زواج مصالح

اتفاق تاريخي بين الإمارات وإسرائيل للتطبيع الكامل

خنوع وطعن بالظهر.. رفض فلسطيني لتطبيع الإمارات وإسرائيل