اقتحم عشرات اللبنانيين من حملة «طلعت ريحتكم» مبنى وزارة البيئة في العاصمة اللبنانية بيروت على خلفية أزمة النفايات.

وقال مصدر صحفي إن القوى الأمنية وصلت إلى الطابق الذي يوجد فيه وزير البيئة «محمد المشنوق»، وتعمل حاليا على إخراج المتظاهرين المصرين على البقاء والاحتجاج هناك.

ومن المقرر أن تنتهي مساء اليوم الثلاثاء المهلة التي حددها منظمو التحركات الاحتجاجية بلبنان على خلفية أزمة النفايات لحكومة «تمام سلام» من أجل إيجاد حل للأزمة، وإلا فسيصعدون من تحركاتهم.

ولم يصدر أي رد فعل من الحكومة اللبنانية التي تبقى عاجزة عن حل المشكلة بسبب الانقسام السياسي بين مكوناتها.

وبدأ حراك المجتمع المدني في نهاية يوليو/تموز الماضي بعد أن غزت النفايات شوارع بيروت ومناطق أخرى، في أزمة نتجت عن إقفال مطمر رئيسي للنفايات جنوب العاصمة وعن انتهاء عقد شركة «سوكلين» المكلفة جمع النفايات من دون التوصل إلى إبرام عقد جديد.

وتعتبر الحملة أكبر حركة احتجاج سياسي-اجتماعي في تاريخ لبنان تنظم بمعزل عن الأحزاب التي يغلب عليها الطابع الطائفي وتهيمن على الساحة السياسية.

وتنوعت المطالب من الداعية لحل أزمة النفايات إلى المطالبة بتأمين الكهرباء والماء إلى إسقاط النظام الطائفي وانتخاب رئيس للجمهورية واستقالة المجلس النيابي، وصولا إلى حل لقانون الإيجارات.

ويعاني لبنان من انقطاع مستمر في التيار الكهربائي منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل 25 عاما، ومن بطالة وبطء في المعاملات الإدارية وديون عامة تبلغ حوالي سبعين مليار دولار.

وفي سياق متصل، حاصر عشرات الشبان اللبنانيين اليوم مقر وزارة البيئة اللبنانية واحتجزوا وزيرها بداخل مبنى الوزارة .

وكان الآلاف منهم قد احتشدوا في وسط العاصمة بيروت وأمهلوا الحكومة 72 ساعة لتنفيذ مطالبهم، مهددين بمزيد من التصعيد.

وذكرت تقارير إعلامية اليوم الثلاثاء أن وزارة الداخلية اللبنانية شكلت غرفة عمليات مشتركة بين الجيش وقوى الأمن الداخلي للسيطرة على الموقف وما زال هناك حشد أمني يحاول تفريق المتظاهرين.

وزير البيئة ينسحب من لجنة معالجة أزمة النفايات

من جانبه، أعلن وزير البيئة اللبناني، «محمد المشنوق»، أمس الإثنين في تصريح، انسحابه من اللجنة الوزارية المكلفة بمعالجة أزمة النفايات، داعيا رئيس الحكومة «تمام سلام» تكليف وزير آخر بهذا الملف.

وأكد «المشنوق» أنه «في ضوء التطورات الأخيرة ولا سيما النقاش الدائر حول موضوع معالجة أزمة النفايات، وإيمانا مني بضرورة التقدم بحلول تحدث خرقا في الواقع المتردي نتيجة إغلاق مطمر الناعمة، وعدم إتمام ملف المناقصات، وعجز القوى السياسية عن إيجاد المطامر الصحية، فقد أبلغت رئيس مجلس الوزراء قراري بالانسحاب من اللجنة الوزارية الخاصة بملف النفايات الصلبة ومن أمانة سر هذه اللجنة».

وأضاف: «كذلك تمنيت على الرئيس تكليف من يراه مناسبا بدلا مني لمتابعة ملف النفايات، مع وضع جميع إمكانات وزارة البيئة لمساعدته، واستعدادي الدائم للقيام بواجبي حيث تدعو الحاجة».

يأتي ذلك فيما كلف رئيس الحكومة اللبنانية، «تمام سلام»، وزير الزراعة برئاسة اللجنة الوزارية المكلفة بمعالجة أزمة النفايات واقتراح مخارج وحلول فورية للأزمة على ضوء انسحاب وزير البيئة اللبناني «محمد المشنوق» من اللجنة ذاتها.

وزير داخلية لبنان: جهات خارجية ودولة عربية وراء الفوضى

من جهة أخرى، اتهم «نهاد المشنوق»، وزير الداخلية اللبناني والنائب عن «تيار المستقبل»، جهات خارجية ودولة قال إنها «عربية» اتهمها بالتحريض على دعم إثارة الفوضى في لبنان.

وقال إن وزارة الداخلية لن تتخلى عن الحق في مطالبة المتظاهرين بالتزام السلمية، كما أن الوزارة لن تسمح بأي اعتداء على الممتلكات العامة أو الخاصة، مشيرا إلى أن بعض المندسين بين المتظاهرين السلميين يسعون إلى إشعال الوضع الأمني واختلاق المواجهات مع رجال الأمن.

وقال «المشنوق» إن مبادرة الرئيس «نبيه بري» هي إشارة على رغبات دولية في إجراء انتخابات رئاسية في لبنان، مشيرا إلى أنها مبادرة لترميم الأوضاع في لبنان وليس لتقديم حلول.

يتزامن ذلك مع تحذيرات من مخاطر صحية وبيئية، إضافة إلى أوضاع سياسية وأمنية صعبة جعلت الحكومة عاجزة عن إيجاد الحلول اللازمة لأزمة النفايات.