ميدل إيست آي: الجبري بات أكبر تهديد لبن سلمان

الثلاثاء 11 أغسطس 2020 05:24 ص

"الجبري.. السعودي الذي ربما يستطيع الإطاحة ببن سلمان"، بهذا العنوان تحدث الكاتب "ديفيد هيرست"، في مقاله بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، عن ضابط الاستخبارات السعودي السابق، وتهديده لولي العهد والحاكم الفعلي للمملكة.

ويصف "هيرست"، "الجبري"، الذي يعد حليفا لولي العهد السعودي السابق "محمد بن نايف"، بأنه "الأكثر خطرا على بن سلمان"، حتى بات "المطلوب رقم واحد" بالنسبة لولي العهد الحالي.

ويتحدث الكاتب البريطاني، أنه بعد اختفاء الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، كان الغرب مترددًا في البداية في تصديق التسريبات الصادرة عن الرئاسة التركية عن مقتله، وتقطيع جسده.

ومر أسبوعان كاملان، قبل أن تتهم مراسلة صحيفة "نيويورك تايمز"، "كارلوتا غال"، الرئيس التركي باستخدام تسريبات انتقائية للضغط على السعوديين.

وقبل أربعة أيام من إلقاء صحيفة "التايمز"، بظلال الشك على تفاصيل اختفاء "خاشقجي"، نعلم الآن أن طاقم القتل الثاني من "فرقة النمر"، والمؤلف من 50 شخصا، كان قد هبط في مدينة تورنتو بكندا، بمن فيهم خبير الطب الشرعي لمسح الآثار (وفق مزاعم قضية منظورة حاليا أمام القضاء الأمريكي).

ويرى "هيرست"، أن مطلوبهم (في إشارة إلى الجبري) أكثر خطورة بكثير على ولي العهد السعودي من "خاشقجي"، فضابط المخابرات السابق، كان الذراع اليمنى للأمير "بن نايف" في وزارة الداخلية، ويحمل رتبة وزير، ويعرف كل الأسرار "المحرجة" بوزارته، بما في ذلك أن الملك "سلمان" وابنه، غمسوا أيديهم في صندوق مكافحة الإرهاب التابع للوزارة، وحصلوا على ما يصل إلى عشرات الملايين من الريالات السعودية شهريًا.

ويقول الكاتب، إن هذا بالطبع ليس سوى جزء بسيط من أرباح الملك "سلمان" الشهرية.

ويضيف أن "خاشقجي" أخبره، بناءً على مصدر جيد، أن الراتب الشهري للملك يبلغ 3 مليارات ريال (800 مليون دولار)، فلا عجب إذن، برأي الكاتب، في أن ميزان المدفوعات السعودي يتأرجح على حافة الهاوية.

و"الجبري"، كان ولا يزال بالفعل، رجلا من داخل النظام السعودي، وسقط المطلعون الآخرون على النظام، لكنه على استعداد لمواجهة النظام بشكل كامل، حسبما يرى "هيرست".

  • المخابرات لاعبا

يقول "هيرست"، إن "الجبري" ليس لديه ما يخسره، وبحسب دعواه القضائية، فإن السعوديين حاولوا استدراجه لكنه رفض، وكان لديهم عملاء يبحثون عنه في الولايات المتحدة، وأرسلوا له فرقة قتل، لكن فشل ذلك أيضا.

ثم توجهوا إلى أسرته، ورفضوا السماح لابنه وابنته بالسفر ثم قبضوا عليهما.

ولم يتراجع وما زال، ثم قاموا بزرع قصة في صحيفة "وول ستريت جورنال"، تفيد بأن مليارات الدولارات من أموال مكافحة الإرهاب، قد اختفت في عهد "الجبري"، وأنه مطلوب إعادته للمملكة.

وعندما خرجت وكالة المخابرات المركزية لتقول بشكل لا لبس فيه إنها تعتقد أن "بن سلمان"، هو من وجه بجريمة قتل "خاشقجي"، كبحت واشنطن الجماح.

ويتضح الآن أن أحد عناصر تصميم وكالة المخابرات المركزية، كان "الجبري" نفسه.

  • ازدواجية سعودية

يقول "هيرست"، إنه على علم بأن "بن سلمان" شجع سراً الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، على التدخل في سوريا، على الرغم من دعم السعودية العلني لقوى المعارضة السورية.

وهذا يفسر أيضًا سبب دفع معلم "بن سلمان"، ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"، لاحقًا للرئيس السوري "بشار الأسد"، لخرق وقف إطلاق النار في إدلب، لإثارة المتاعب للأتراك.

ويضيف الكاتب البريطاني أن "التعامل المزدوج في سوريا، وفي ليبيا أيضا، يتعلق بالمواجهة بين السعودية والإمارات من ناحية، وتركيا من ناحية أخرى"، حيث علق قائلا: "إنهم لا يهتمون بسوريا ولا بليبيا في حقيقة الأمر".

غير أن الصورة الكبيرة التي يكشف عنها "الجبري" الآن، هي معركة القوة التي بدأت عندما تم الإطاحة بـ"بن نايف"، من منصبه كولي للعهد، ثم وصمه بتهمة إدمان للمخدرات قبل 3 سنوات، ولم تنته المعركة بعد "هيرست".

فـ"بن سلمان"، الذي تولى منصب "بن نايف"، لم ينجح برأي الكاتب، منذ ذلك الحين، في تحقيق الانتصار بالمعركة، وهذا هو سبب اهتمامه بإقصاء كل المقربين من بن "نايف"، وهم "خاشقجي" أولاً، والآن "الجبري".

ووفقًا للدعوى القضائية، وقبل أن يتخذ "بن سلمان"، خطوته تجاه "بن نايف"، استشار مستشار الرئيس الأمريكي "جاريد كوشنر".

وتم عزل "الجبري" نفسه من منصب وزير، بعد أن علم "بن سلمان"، بحقيقة أن "الجبري"، التقى بمدير وكالة المخابرات المركزية السابق "جون برينان" مرتين، وأخبره عن مكالمة "بن سلمان"، مع "بوتين" بشأن سوريا.

وغادر "الجبري" السعودية، عندما بدأ "بن نايف" حملة ضغط في واشنطن، وأخبرت وكالة المخابرات المركزية "الجبري"، بأنه أصبح هدفًا.

  • تأمين على الحياة

"هاسبل" ووكالة المخابرات المركزية، لن يبقيا على هامش الحرب المفتوحة بين "الجبري" وولي العهد، فالأول يبذل قصارى جهده ليقول في دعواه القضائية إنه ووكالة المخابرات المركزية قريبان من بعضهما البعض.

حيث جاء في الدعوى: "قلة من الأحياء لديهم شراكة أوثق مع أجهزة المخابرات والأمن الأمريكية (...) من الدكتور سعد".

فمن خلال عقود من التعاون الوثيق مع مسؤولين أمريكيين كبار في مشاريع مكافحة الإرهاب أثناء خدمته للحكومة السعودية، أصبح "الجبري"، شريكًا موثوقًا يتم التماس معلوماته واستشاراته قبل اتخاذ قرارات مصيرية بشأن الأمن القومي للولايات المتحدة.

وزعم أيضا أن قلة من الأحياء لديهم أسرارا أكثر عن "بن سلمان".

والواقع أن "الجبري"، ترك تعليمات بأن الأشرطة التي سجلها، ستُنشر في حال موته، إنها بوليصة التأمين على حياته.

وعلى غير العادة، يتم دعم "الجبري" علنًا بالولايات المتحدة، حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية: "سعد الجبري كان شريكًا مهمًا للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وساعد تعاونه مع الولايات المتحدة في إنقاذ حياة الأمريكيين والسعوديين".

وأضاف: "العديد من المسؤولين الحكوميين الأمريكيين، الحاليين والسابقين، يعرفون سعد ويحترمونه".

هذه التصريحات الرسمية لدعم الولايات المتحدة لقضية منشقة سعودية، بل إن المرشح الرئاسي "جو بايدن"، قال إنه سيعاقب القادة السعوديين على مقتل "خاشقجي"، وسيعمل على إنهاء مبيعات الأسلحة، وسيجعلهم "منبوذين".

وهذا يعني أنه في حالة رحيل الرئيس "دونالد ترامب"، ستستعيد وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية دفة قرارات السياسة الخارجية للبيت الأبيض.

ثم تهب رياح باردة عبر قصر "بن سلمان"، في الرياض، حتى لو كان قد نصب نفسه ملكًا، بحلول ذلك الوقت.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سعد الجبري جمال خاشقجي محمد بن سلمان

و. بوست: رفض الإنتربول تسليم الجبري فضح ممارسات بن سلمان

نجل الجبري يطالب سفيرة السعودية بأمريكا بمعرفة مصير أشقائه

صندوق الجبري والانتخابات الأمريكية.. خياران أحلاهما مر لبن سلمان

خالد الجبري: الإفراج عن أخوي يغني السعودية عن دفع ملايين الدولارات

هكذا تؤثر قضية الجبري على مستقبل العلاقات السعودية الأمريكية

مسؤول سعودي: المملكة تحضر ردها على دعوى سعد الجبري