أكد الجيش الأمريكي عزمه الاحتفاظ بوجود "طويل الأمد" في العراق؛ رغم اعتراضات قادة بغداد والمطالبات الداخلية بإنهاء الوجود الأجنبي في البلاد.

كشف القائد العام للقيادة المركزية الأمريكية الجنرال "كينيث ماكينزي"، خلال مؤتمر بالفيديو كونفرانس جمعه مع عدة مسؤولين، الأربعاء، حسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وقال "ماكينزي" أن واشنطن ستخفض قواتها في العراق وسوريا على الأرجح في الأشهر المقبلة، لكنه لم يتلق أوامر بعد ببدء سحب القوات،

إلا أن الجنرال الأمريكي توقع أن تحافظ القوات الأمريكية وقوات الناتو الأخرى على وجود طويل الأمد في العراق؛ للمساعدة في محاربة الإرهاب ولوقف النفوذ الإيراني في البلاد.

ورفض الإفصاح عن حجم هذا الوجود، لكن مسؤولين أمريكيين آخرين قالوا إن المناقشات مع المسؤولين العراقيين التي تستأنف هذا الشهر قد تؤدي إلى خفض عدد القوات  إلى حوالي 3500، مقابل نحو 5 آلاف حاليا.

وأوضح الجنرال الأمريكي أن "التهديد الذي تتعرض له قواتهم من الجماعات المسلحة بالعراق أدى إلى تخصيص الموارد التي كانوا سيستخدمونها ضد تنظيم الدولة لتوفير الدفاعات، مما قلل من القدرة على العمل ضده بفعالية".

وصوت البرلمان العراقي في 5 يناير/كانون الثاني الماضي، بالأغلبية على إنهاء التواجد العسكري الأجنبي على أراضي البلاد، إثر مقتل قائد فيلق القدس الإيراني "قاسم سليماني" برفقة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي "أبو مهدي المهندس" في قصف جوي أمريكي قرب مطار بغداد الدولي.

ورغم مطالبة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الخريف الماضي، بالانسحاب الكامل لجميع القوات الأمريكية من سوريا، البالغ عددها 1000 جندي، لا يزال هناك حوالي 500 جندي، معظمهم في شمال شرق البلاد، لمساعدة الحلفاء الأكراد السوريين في محاربة جيوب مقاتلي تنيظم "الدولة".

وأضاف "ماكينزي": "لا أعتقد أننا سنبقى في سوريا إلى الأبد. في مرحلة ما، نريد أن نصبح أصغر حجمًا هناك. أنا فقط لا أعرف متى سيكون ذلك. طالما بقينا، سنعمل بجد للقضاء على تنظيم الدولة".

كانت واشنطن أعلنت أنها ستقلص قواتها في أفغانستان إلى حوالي 5 آلاف، بدلا من 8.600، كما أصدر ترامب أوامره بسحب حوالي 12 ألف جندي من ألمانيا، سيعود حوالي 6.400 منهم إلى الولايات المتحدة، ونحو 5.600 منهم سيذهبون إلى دول أوروبية أخرى.

وفي حين أن دوافع "ترامب" لسحب القوات تختلف، إلى حد ما، من دولة إلى أخرى، فإنها تؤكد ما تعهد به في حملته الانتخابية، في عام 2016، بإخراج الولايات المتحدة من الالتزامات العسكرية في الخارج.

وسبق أن صرح "ترامب"، مرارا، بأن الولايات المتحدة تعتزم إنهاء سياسة "الحروب التي لا نهاية لها"، وتسعى إلى إقامة شراكات مع دول العالم بدلا من التنافس والتناحر معها.

كما وصف إرسال القوات الأمريكية إلى الشرق الأوسط، والتدخل في النزاعات المندلعة في تلك المنطقة، بأنه "أكبر خطأ في تاريخ البلاد".