استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

رحَيِّل غرايبة: بان كي مون والعيون الصغيرة

الاثنين 4 أغسطس 2014 02:08 ص

د.رحيل محمد غرايبة، الدستور،  4/8/2014

يعمد «بان كي مون» الأمين العام للأمم المتحدة إلى الإمعان بتصغير عينيه الصغيرتين حتى لا يرى الأحداث الجارية في غزة على حقيقتها، بل يحاول إغماضهما  بالمطلق عندما يتم عرض مشاهد الدمار وتهديم البيوت على ساكنيها، واستهداف المساجد والمستشفيات والمدارس، والمذابح الجماعية والإعدامات الميدانية في خزاعة ورفح والشجاعية، وقتل الأطفال على الشواطئ والنساء الهاربات من هول التدمير وجحيم القذائف التي لا ترحم.

بين النوم والإفاقة صحا الأمين العام فجأة مذعوراً على صوت الناطق باسم الجيش الاحتلال يعلن خبر فقدان أحد جنوده، فهب صاحب الضمير الإنساني ليعلن استنكار وشجب الأمم المتحدة لخطف الجندي الإسرائيلي، وطالب بإعادته فوراً، وانحاز إلى الرواية «الاسرائيلية» دون دراسة أو تحقيق، التي كانت سبباً بخرق الهدنة وقتل (75) شهيداً من المدنيين الفلسطينيين وجرح وإصابة المئات وتسوية الأحياء المدنية في الأرض، ثم تبين بعد ذلك عدم صحة الرواية.

نحن أمام مشهد عالمي ظالم، عندما تكون الأمم المتحدة ومؤسساتها وأمينها العام لا يلتزمون بالمعايير الإنسانية بحدها الأدنى، ولا تتبنى مبدأ المساواة بين البشر، ولا المكافأة في الدم، وتقوم  مواقفها على التمييز العنصري  والتفريق بين الأجناس والأعراق بشكل صارخ، وتخرق العدالة بشكل فاضح، وتنظر بعين عوراء الى الأحداث الجارية بين أطراف الصراع، وتنحاز بشكل صارخ إلى رواية أحد الأطراف دون الاستماع الى رواية الطرف الآخر، بلا حياء أو وخزة من ضمير، ولا يقرأون الحقائق ولا تروِّعهم أنهار الدماء وأشلاء المستضعفين.

كيف عجزت عيون (بان كي مون) عن رؤية (1800) شهيد و (8000) جريح، ولماذا لا يشاهد (الجيش الإسرائيلي) وهو يتحرك بقوام (70,000) عسكري بالدبابات والطائرات والطائرات العمودية والطائرات بلا طيار، بأحدث ما عرفت الأرض من أسلحة متطورة ليعيد احتلال غزة، وهو يعلم علم اليقين الفارق الهائل في القوة والتسليح، ولماذا يغمض عينيه عن اجتياح المخيمات المكتظة، ولماذا يصم أذنيه عن سماع التقارير والشهادات الحية حول ضرب مدارس (الاونروا)، وضرب قوافل المشردين والمهجرين، الذين وصل عددهم الى مائة ألف مدني بلا مأوى وبلا ماء أو كهرباء وبلا غذاء أو دواء؟!

لماذا يحول «بان كي مون» الأمم المتحدة ومؤسساتها إلى رمز للعنصرية والإنحياز الظالم، ويجعل الأمم المتحدة مصدراً للشرعية الاستعمارية، وغطاء للقتل والإبادة الجماعية وستاراً للعدوان الآثم، ويسهم بجعلها أداة بيد الدول الاستعمارية الكبرى وحلفائها من أجل قهر الشعوب ووأد الحريات الانسانية، وتحطيم مبادئ العدالة، وشرعنة الظلم المتسلح بالقوة.

أفادت بعض التقارير الإخبارية أن «اسرائيل» تستعمل أسلحة محرمة دولياً، وأسلحة جديدة غير معروفة، لها أثر فتاك في القتل وبتر الأعضاء بشكل غريب وغير مسبوق، كما أفادت التقارير أن نسبة قتل الأطفال بين الضحايا تزيد على 20% ونسبة النساء الضحايا تزيد على 35% وأن من (95) من المقتولين هم من المدنيين، وأفاد مندوب الأمم المتحدة نفسها أن القوات المحتلة استهدفت مدارس الوكالة التي كانت مكتظة بالهاربين من منازلهم المهدمة، ويؤكد أنها خالية من الأسلحة والصواريخ المزعومة، وأن الرواية «الإسرائيلية» كاذبة ولا حظ لها من المصداقية، ومع ذلك لم يشاهد ذو العيون الصغيرة هذا المندوب الذي لم يتمالك نفسه من البكاء.

لقد مرّ ما يقارب القرن من الزمان، وما زالت البشرية ترزح تحت نير نظام دولي عنصري ظالم مختل، يقوم على عدالة مزدوجة، ومواثيق لفظية فارغة، مما يؤكد الحاجة إلى ضرورة الشروع بنظام عالمي جديد ومؤسسة دولية محايدة ينتفي فيها حق الفيتو، من أجل حفظ أمن الشعوب كلها والإسهام في رفع الظلم والقهر عن الشعوب المستضعفة ووضع حد للاستهتار بأرواح البشر.

 

  كلمات مفتاحية