أعرب مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، عن تأييده لاتفاق أبوظبي و(تل أبيب)، على تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشاد المجلس بما أسماه "المسعى الإيجابي والخطوة السديدة الموفقة التي اتخذتها قيادتنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأدت إلى وقف تمدد السيادة الإسرائيلية على مناطق من الأراضي الفلسطينية".
وثمّن المجلس في بيان له، الجمعة، بما أسماه "حكمة" ولي عهد أبوظبي الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان"، وسعيه "من أجل السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط".
واعتبر هذه المبادرة "سبيلا للسلام في المنطقة"، مؤكدا تأييد المجلس لكل ما تقوم به الإمارات "لمصلحة البلاد والعباد، باعتبار أن المصلحة هي المعيار الشرعي لتصرفات ولي الأمر، والذي هو وحده المقدر للمصلحة والمحقق للمناط فيما يتعلق بالحرب والسلام والعلاقات بين الأمم".
وأضاف: "لذا فإن المجلس يبارك ما تقوم به القيادة الرشيدة لخير الوطن و الأمة".
ولفت رئيس المجلس "عبدالله بن بيه"، إلى أن "هذه المبادرة هي من الصلاحيات الحصرية والسيادية لولي الأمر شرعا ونظاما".
وأوضح أن "في الشريعة نماذج كثيرة وأصولا شرعية ناظمة لمثل هذه القضايا صلحا وسلاما وفقا لما تقتضيه الظروف والمصلحة العامة".
وفي وقت سابق، أعاد الداعية الإماراتي المثير للجدل "وسيم يوسف"، نشر فتوى للمفتي السعودي الراحل "عبدالعزيز بن باز"، للدفاع عن اتفاق التطبيع بين الإمارات و(إسرائيل)، مهنئا أبوظبي و(تل أبيب) على ما قال إنه "الإنجاز العظيم".
وقال "بن باز" في الفتوى التي نشرها "يوسف" على صفحته الرسمية بـ"تويتر"، ورد عليه متابعون بأن فهمها يحتوي على تضليل: "كل دولة تنظر في مصلحتها، فإذا رأت أن من المصلحة للمسلمين في بلادها الصلح مع اليهود في تبادل السفراء والبيع والشراء، وغير ذلك من المعاملات التي يجيزها شرع الله المطهر، فلا بأس في ذلك".
وفي تعليقه على تصاعد نشر الفتاوى المؤيدة للتطبيع، قال الأكاديمي الموريتاني "محمد المختار الشنقيطي"، إنها بداية "انطلاق قطار التطبيع الفقهي بقيادة مفتي أبوظبي".
انطلاق قطار التطبيع الفقهي بقيادة مفتي أبوظبي #عبدالله_بن_بيَّه 👇 pic.twitter.com/Nbx3QIPO5q
— محمد المختار الشنقيطي (@mshinqiti) August 14, 2020
والخميس، أعلنت الولايات المتحدة و(إسرائيل) والإمارات، الاتفاق على تطبيع كامل للعلاقات بين أبوظبي و(تل أبيب)، في اتفاق يعد الأول بين دولة خليجية والاحتلال الإسرائيلي.
وبهذا الاتفاق، تكون الإمارات، الدولة العربية الثالثة التي توقع اتفاق سلام مع (إسرائيل)، بعد مصر (عام 1979) والأردن (عام 1994).
وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة مثل "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي".
وتسعى (إسرائيل) بشكل حثيث ومتصاعد إلى التطبيع مع الدول العربية، وخاصة الخليجية منها، دون النظر إلى حل أو مستقبل القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي يأتي في وقت تراجع فيه الاهتمام العربي الرسمي بقضية العرب الأولى.