انضم مفتي لبنان الشيخ "عبداللطيف دريان"، الأربعاء إلى الدعوات المطالبة بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة وتحقيق دولي في الانفجار الذي عصف بمرفأ بيروت والذي قال إنه فاقم “التهديد الوجودي” للبنان.

ولقي ما لا يقل عن 179 شخصا حتفهم وشُرد 300 ألف عندما انفجرت كميات هائلة من مادة شديدة الانفجار، مخزنة بصورة غير آمنة منذ سنوات، هذا الشهر مما أدى لتدمير قطاعات كبيرة من المدينة ودفع الحكومة للاستقالة وسط احتجاجات حاشدة.

واستهجن مفتي السُنة في لبنان “عدم الاستعانة بالتحقيق الدولي، بحجة الحفاظ على السيادة الوطنية، وهم من أسقطوا سيادة لبنان”.

وأضاف: “كيف لمن يتولى القيادة أن يتهرب من المسؤولية، أو يعفي نفسه من المسؤولية بحجة التراتبية الإدارية ويبقى المسؤولون في مراكزهم ولا يبادرون خجلا إلى ترك مواقعهم طوعا لمن يستحق امتثالا لإرادة الشعب؟”.

وشدد على أنه على الرئيس الامتثال لإرادة الشعب وإجراء مشاورات نيابية لتعيين رئيس جديد للوزراء.

وفي رسالة وجهها المفتي دريان إلى اللبنانيين لمناسبة حلول رأس السنة الهجرية قال: “لا أعز على الإنسان من وطنه وأرضه وداره، فهذه الأمور الثلاثة، هي رموز الإنسانية والكرامة والحرية والحياة.

وأضاف أنه "جاء في القرآن الكريم أن علائق المؤمنين بسائر بني البشر على اختلاف الدين والجنسية والثقافة ينبغي أن تقوم على البر والقسط، باستثناء حالتين: الاضطهاد الديني، والإخراج من الديار".

وأشار إلى أنه "قليلة هي الحواضر التي قاست وقاسى أهلها ما قاسته بيروت. ومفهوم أن يكره الأعداء حياتها المزدهرة وحريتها ووداعة أهلها وسلامهم، فيحاولون الاعتداء عليها. أما أن يأتي العدوان من المتنعمين بخيراتها، ومن سلطاتها بالإهمال أحيانا، وبالتواطؤ والتعمد أحيانا أخرى، فهذا هو الأمر المستنكر الذي لا تقبله النفوس الكريمة ولا مبدئيات المواطنة وأعرافها”.

واعتبر أن “هذه الكارثة ليست أولى كوارث هذه السلطة العاجزة والفاسدة إلى حدود الإجرام فقد سبق اغتيال بيروت، انهيار اقتصادي ومالي ونقدي هدد عيش اللبنانيين، وقضى على سمعة لبنان وعلى كل ما أنجزه اللبنانيون خلال المئة عام الأولى من عمر دولة لبنان”.

وكان بطريرك الموارنة "بشارة بطرس الراعي" قد دعا يوم الأحد إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، قائلا إن لبنان يواجه الآن “أعظم الأخطار”.

ودعا سياسيون بارزون لم يكونوا جزءا من الحكومة، التي كانت تحظى بتأييد جماعة حزب الله المدعومة من إيران وحلفائها والتي تتولى الآن تصريف للأعمال، إلى إجراء تحقيق دولي.