استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الإمارات ضلت الطريق فالتقفتها إسرائيل

الثلاثاء 25 أغسطس 2020 07:29 م

الإمارات ضلت الطريق فالتقفتها إسرائيل

التراجع صعب لكن التباطؤ في التنفيذ أمر مطلوب إلى أن يتقادم ويموت تلقائيا.

الطريق معبد بالورود بين دول الجوار لكنك أخطأت الطريق فالتقفتك إسرائيل يا شيخ محمد بن زايد.

نتمنى عليك أن لا تمس أيا من إخواننا الفلسطينيين في الإمارات بأي مكروه انتقاما من السلطة الفلسطينية التي عارضت مشروعك مع إسرائيل.

معاهدات السلام توقع بين متحاربين والإمارات ليست دولة مواجهة مع إسرائيل وليست بحالة حرب معها ولم تشتبك معها في صراع مسلح!

(1)

لم يكن مستغربا الإعلان عن أن دولة الإمارات وقعت " معاهدة سلام بينها وبين إسرائيل " المستغرب عندي أن يتم إعلان ذلك النبأ السيئ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومن مكتبه في البيت الأبيض في واشنطن في غياب أطراف " المعاهدة "، أتفق مع الرأي القائل إن ذلك في مجال دعاية انتخابية أمريكية لصالح الرئيس ترامب.

المستغرب عندي جدا ان يعلن الأمير تركي الفيصل ال سعود وهو الرجل المتابع جيدا للسياسة العربية، نتفق معه او نختلف في شأن نتائج متابعته، يقول: " لقد فاجأتنا الإمارات بالتطبيع مع إسرائيل " كيف يكون ذلك وهي دولة حليفة لبلاده؟.

ألا يعلم الأمير تركي ال فيصل ان اعدادا من الوزراء الإسرائيليين ورجال الموساد قاموا بزيارة ابو ظبي في السنتين الماضيتين، وان نتنياهو نفسه زار الإمارات سرا مرتين وفيما بعد اعلنت بعض المواقع الإسرائيلية المطلعة عن تلك الزيارات السرية لرئيس وزراء إسرائيل لابوظبي، ألا يعلم عن شراء آلات ومعدات تجسس إسرائيلية وهل اصيب بقذى في عيونه الامر الذي جعله لم يرَ الطائرات الإماراتية في مطار بن غوريون في تل أبيب ؟

(2)

الأمير تركي الفيصل يدافع عن قرار الإمارات بتوقيع "معاهدة سلام مع إسرائيل " وهذا حق من حقوقه في حرية التعبير، إلا انه من ناحية اخرى ينحي باللائمة على القيادة الفلسطينية بأنها السباقة لتوقيع اتفاق امني مع إسرائيل وكذلك الأردن ومصر وشتان يا سمو الأمير بين الحالتين.

في عهدك وأنت رئيس لجهاز المخابرات السعودية تعلم بالحال الذي وصلت إليه القضية الفلسطينية في عام 1991 وما بعد مؤتمر مدريد والذي كانت السعودية مشاركة فيه مباشرة او غير مباشر.

لا جدال بأن السلطة الفلسطينية ارتكبت خطأ كبيرا يرقى إلى مرتبة جريمة عندما تنازلت عن ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية وتنازلات أخرى، ونتيجة لذلك هي الآن تتجرع سم تلك التنازلات.

الكاتب ينضم الى كل الذين أدانوا اتفاق أوسلو، وكامب ديفد ووادي عربة، ولكن ذلك لا يبرر لأي دولة عربية ليست من دول الطوق على فلسطين أن تقيم أي تصالحات مع العدو الصهيوني تحت ذريعة السوابق المصرية الاردنية الفلسطينية.

الاردن ومصر وفلسطين وسورية ولبنان في حروب مستمرة مع الكيان الإسرائيلي منذ تأسيسه بموجب قرار اممي منذ اربعينات القرن الماضي، قد نتفهم ولكن لا نقر اي اتفاق بين اي من هذه الدول وإسرائيل بتوقيع معاهدة سلام كالتي تمت مؤخرا مع أبو ظبي، قد نقر اتفاقات هدنة بين متحاربين وليس غير ذلك.

ان الشماتة بالقيادات الفلسطينية وما فعلوا من قبل قامات مثل الأمير تركي الفيصل آل سعود غير مقبولة ولا تليق بهم.

الأمير تركي يعلم علم اليقين بأن كل خطوة خطتها القيادات الفلسطينية سابقا ولاحقا بما في ذلك حصار غزة الفلسطينية كان بموافقة سعودية اولا وأخيرا وأصابع الأمير تركي والأمير بندر ليست بعيدة عن ذلك.

(3)

هلل وكبر ورحب جمهور من العامة الذين اضلهم اعلام الازمات بمنافع توقيع "معاهدة سلام مع إسرائيل" وللعلم معاهدات السلام توقع بين اطراف متحاربة، وفي شأن الإمارات فهي ليست دولة مواجهة مع إسرائيل وليست في حالة حرب معها ولم تشتبك معها في صراع مسلح!

ويحول بينها وبين الكيان الإسرائيلي مسافة تزيد عن 1500 كيلومتر وخمس دول عربية ( الأردن، السعودية، الكويت، البحرين، وقطر ) إلى جانب العامة الذين رحبوا بهذه الخطوة الإماراتية نحو إسرائيل رحب جمهور اخر من الكذابين والمنافقين والانتهازيين وأصحاب المصالح ورهط استرضاء صاحب القرار الشيخ محمد بن زايد او الأمير محمد بن سلمان.

ومن عجب العجائب ان إعلام الإمارات أمعن في تضليل الناس والرأي العام العربي والدولي عندما أخذ يلبس أطفالا دون السادسة من اعمارهم بقمصان رسم عليها علم الإمارات وعلم إسرائيل وتحتها عبارات مخلة بالشرف العربي.

ليس هذا فحسب بل أمعنوا في استضافة رجال كبار السن وإظهارهم على شاشة التلفزة وهم يرددون الترحيب بإسرائيل وهؤلاء بالكاد لا يعرفون أبعاد ما يقولون، لكنهم لقنوا بما يجب ان يقولوا، ورهط من الشباب وضعوا امام شاشات التلفزة وهم يلحسون "آيس كريم" يقولون انه اتاهم من تل ابيب وهو اجمل ما لحسوا!

زد على ذلك ان اعلام الازمات ابرز نساء ورجالا وكتابا من السعودية ودول الحصار على قطر يمجدون إسرائيل ويردد البعض منهم ان "فلسطين لا تعنيهم" وآخرون يهاتفون السفاح المجرم نتنياهو ويتمنون زيارة إسرائيل وهو يستعرض امام شاشات التلفزيون الإسرائيلي بالمتصلين به من الإمارات والسعودية، يا للهول من هذا الانهيار الأخلاقي الشنيع !!.

وأخريات يهنئن الناطق باسم الجيش الصهيوني بعيد ميلاده بلا حياء، إنهم " يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون " (البقرة، آية 9).

(4)

كان حريا بالشيخ محمد بن زايد ال نهيان ان يرفع يده عن اليمن ويتركه لأهله حقنا للدماء، ويجري مصالحة مع الشعب اليمني الشقيق.

كان حريا به ان يوقع معاهدة سلام وعدم اعتداء مع جواره الخليجي ابتداء وأن يطبّع العلاقات مع قطر بعد قطيعة وحرب إعلامية شرسة على وجه التحديد دامت ثلاث سنوات، ومعاهدات مماثلة مع إيران وتركيا فذلك محيطه الذي يجمعه معه تاريخ مشترك وديانة واحدة.

إسرائيل دولة لم تكتمل التكوين بعد، أنشئت بقرار أممي و شعبها مركب من خليط من البشر ليس بينهم رابط إلا المصالح كمشروع استيطاني وعند تعرض تلك المصالح الفردية لخطر سرعان ما يعود كل منهم الى الجهة التي أتى منها.

أما جواركم الخليجي فأنتم جزء منه لا خلاص لكم منه بأي كيفية كانت، وفيما يتعلق بإيران فهي دولة مكتملة التكوين تغوص جذورها التاريخية في المنطقة آلاف السنين وكذلك تركيا ولا يمكن إزالة أي منهما من جغرافية الشرق الأوسط.

آخر القول: الطريق معبد بالورود بين دول الجوار لكن قد أخطأت الطريق فالتقفتك إسرائيل يا شيخ محمد بن زايد، وأعرف أن التراجع صعب لكن التباطؤ في التنفيذ أمر مطلوب إلى أن يتقادم ويموت تلقائيا.

كما نتمنى عليك بأن لا تمس أيا من إخواننا الفلسطينيين العاملين في دولة الإمارات بأي مكروه انتقاما من السلطة الفلسطينية التي عارضت مشروعك مع إسرائيل.

* د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر.

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

خوفا من الاحتجاجات.. بن سلمان يتراجع عن لقاء مخطط مع نتنياهو بواشنطن