تنذر السدود التي تقيمها دولتي المنبع تركيا وإيران، بجفاف نهري دجلة والفرات في العراق، ما لم تقم الحكومة في بغداد بتشييد البُنى التحتية اللازمة وإجراء مفاوضات مكثفة مع أنقرة وطهران.
وينبع النهران جنوب شرقي تركيا مرورا بالأراضي السورية وصولا إلى العراق؛ حيث يلتقيان بمنطقة القرنة (جنوب) ويصبان في شط العرب.
ويشكل دجلة والفرات مصدرا رئيسيا لموارد المياه في العراق، إلا أن منسوب المياه فيهما انخفض خلال السنوات الماضية متأثرا بالسدود التي تقوم دولتي المنبع تركيا وإيران بإقامتها.
انخفاض التدفق
وقال وزير الموارد المالية العراقي "مهدي الحمداني"، إن كميات المياه المتدفقة من تركيا وإيران انخفضت بنسبة 50% نتيجة بناء العديد من السدود والمشاريع على منابع نهري دجلة والفرات.
وأضاف أن الوزارة عملت "على وضع استراتيجية لتقييم وضع العراق في ملف المياه لغاية العام 2035، تتضمن سيناريوهات عدة لأسوأ الاحتمالات".
وشدد على ضرورة أن تكون مياه الشرب مؤمنة بالكامل على الأقل.
وقال "الحمداني" إن الوزارة أجرت جولة مفاوضات جديدة مع تركيا بخصوص سد إيليسو على نهر دجلة، بعد توقف استمر سنتين.
وأضاف: "اتفقنا على الكثير من الإجراءات من ضمنها توقيع بروتوكول لتشغيل سد إيليسو، لضمان وصول الكمية المطلوبة على العراق بعدما اكتمل السد"
واستبعد الوزير العراقي أن تتأثر المفاوضات بالعمليات العسكرية التركية الأخيرة المستمرة في شمال العراق.
أما فيما يتعلق بالجارة إيران فالأمر مختلف عن ذلك، والحديث لـ"الحمداني"، إذ إن لدى العراق وإيران اتفاق أبرم في الجزائر العام 1975 يتضمن بروتوكولاً خاصاً بالمياه.
وتابع: "نعمل على تفعيل هذا الأمر والمفاوضات مستمرة مع الجانب الإيراني".
غير أنه في الوقت ذاته، نشرت وزارة الموارد المائية بياناً يتحدث عن انخفاض كبير في كميات المياه الواردة من الأراضي الإيرانية إلى سدي دربندخان ودوكان في كردستان العراقية "إلى 7 أمتار مكعبة في الثانية بعدما كانت 45 مترا مكعبا في الثانية".
وأضافت الوزارة أنه "أصبح مترين مكعبين في الثانية" في بعض المناطق.
ورغم هذه الأرقام، يبدو "الحمداني" متفائلا، إذ قال إن العراق "واثق أيضا من أن الجانبين التركي والإيراني سيتوصلان إلى اتفاق شامل يضمن حقوق العراق المائية".