بعد «قطب» و«القرني».. مفتي مصر ينسب لنفسه فقرات من مقال «عمارة»

الاثنين 7 سبتمبر 2015 07:09 ص

واصل «شوقي علام»، مفتي مصر، النقل عن كتابات لغيره ونسبها لنفسه دون الإشارة لمصادرها، وذلك في سلسلة مقالاته المنشورة بصحف ومواقع مصرية.

ونشر «علام» مقالا على موقع «مصراوي» تحت عنوان: «الأزهر بين وسطية الإسلام وتشدد خصومه»، وهو عبارة عن مزيج من النقل شبه الحرفي من كتاب: «نظرة في مفهوم الإرهاب والموقف منه في الإسلام» للكاتب السعودي «عبد الرحمن المطرودي»، ومقال للدكتور «محمد عمارة» بعنوان: «الوسطية الإسلامية‏..‏ وفقه الواقع».

النقل من عمارة

استهل المفتي مقاله قائلاً: «وسطية هذه الأمة جَعْلٌ إلهي.. وليست مجرد نزعة إنسانية أو اختيار بشري يرغبه البعض ويزور عنه آخرون؛ فالمعنى الإسلامي للوسطية هو التوازن الذي يجمع عناصر الحق والعدل من الأقطاب المتقابلة، مكونًا الموقف الثالث (الوسط) البريء من غلو الإفراط والتفريط.. ولقد عبر الحديث النبوي الشريف أدق التعبير عن هذا المعنى للوسطية الإسلامية.. عندما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم: "الوسط العدل.. جعلناكم أمة وسطًا».

وهذه الفقرة منقولة بشكل شبه حرفي من مقال للدكتور «محمد عمارة»،  «الوسطية الإسلامية‏..‏ وفقه الواقع»، والذي نشرته جريدة «الأهرام»، المصرية شبه الحكومية، بتاريخ 20 يونيو/حزيران 2013.

إذ يقول «عمارة» في مقدمة مقاله «وسطية هذه الأمة جعل إلهي‏..‏ وليست مجرد نزعة إنسانية أو اختيار بشري يرغبه البعض ويزور عنه آخرون‏.‏ (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا) (البقرة:341)، والمعني الإسلامي للوسطية هو التوازن الذي يجمع عناصر الحق والعدل من الأقطاب المتقابلة.. مكونا الموقف الثالث ـ الوسط ـ البريء من غلوي الإفراط والتفريط.. ولقد عبر الحديث النبوي الشريف أدق التعبير عن هذا المعني للوسطية الإسلامية.. عندما قال المعصوم ـ صلي الله عليه وسلم: الوسط: العدل.. جعلناكم أمة وسطا - رواه الإمام أحمد».

الكاتب السعودي

بالإضافة إلى ذلك، ينقل المفتي في مقاله «الأزهر بين وسطية الإسلام وتشدد خصومه» فقرات كاملة من كتاب: «نظرة في مفهوم الإرهاب والموقف منه في الإسلام» للكاتب السعودي «عبد الرحمن المطرودي»، وهو كتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية، وأضيف إلى المكتبة الشاملة بتاريخ 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2010.  

إذ يقول المفتي في مقاله إن «وسطية الإسلام تعظم الأصول التي يقوم عليها بناؤه، وتصونها عن أن تمتد لها يد التلاعب بتبديل وتحريف، أو محاولة إفراغها من معانيها ودلالات مضمونها، أو الانجرار إلى الغلو في الدين؛ لأن الغلو في الدين هو الطريق إلى التطرف الفكري والاعتقادي، والفهم الخاطئ للدين قد يدفع الإنسان إلى محاولة فرض ما يعتقده ويؤمن به بالقوة، وهذا ما أثبته الواقع المشاهد.

وعلينا أن نعلم أن الشريعةُ الإسلاميةُ قد نهت عن الغلو في الدين، وحذرت المسلمين منه حتى لا ينجرفوا وينحرفوا، فجعل الله هذه الأمة وسطًا؛ لأن دينهم كذلك، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).. (البقرة: 143).

فمثل هذا التوجيه جاء صريحًا لأهل الكتاب؛ لقول الله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ).. (المائدة: 77).

فالغلو خلاف الوسطية، فإذا كانت الوسطية تعني الاعتدال والتوازن في الأمور كلها، فإن الغلو يعني الشقة والتضييق على النفس بإتباع طريق واحد بعيدًا عن الوسط.

ووسطية الإسلام توازن بين الأحكام، فلا غلو ولا تشدد، ولا تفلت ولا تسيب، فلا إفراط ولا تفريط في الإسلام، وقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل العملي في ذلك مع بعض الصحابة الذين شددوا على أنفسهم بحثًا عن المزيد من الطاعة، فقال أحدهم: أصوم الدهر كله ولا أفطر، وقال الآخر: أقوم الليل كله ولا أنام، وقال الثالث: لا أتزوج النساء. ولما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا درسًا عميقًا في الوسطية والاعتدال، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني»، حيث إن ذلك بعيد عن روح الإسلام ومبادئه التي بنيت على التيسير وعدم التنفير، وما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن فيه إثم أو قطيعة رحم.

ومما سبق علينا أن نعرف أن وسطية الأزهر الشريف تنطلق من وسطية الإسلام التي هي تحصين للمجتمع من الإفرازات التي يمكن أن توجد بسبب التضييق من المتطرفين الذين يعتمدون على نظرة ضيقة للكون وللحياة، وينطلقون منها إلى تخطئة كل رأي مخالف لهم باسم الدين، ويدينون كل فكر مخالف لفكرهم باسم الدين، الأمر الذي ينتهي بهم إلى تكفير الناس، بل والنيل من أعراض العلماء، ووصمهم بصفات غير لائقة.

وعليه فالغلو في الدين باب إلى التطرف الذي يقود إلى العنف والسعي إلى إلزام المخالف رأيه بالقوة، وتبني الأزهر لمبدأ الاعتدال ووسطية الإسلام هو سر بقائه إلى الآن شامخًا لم تؤثر فيه حوادث الدهر، وهو سر التفاف الناس حوله، فهو الملاذ للجميع وهو الحصن والمدافع عن الدين».

والفقرات السابقة منقولة عن كتاب: «نظرة في مفهوم الإرهاب والموقف منه في الإسلام» للكاتب السعودي «عبد الرحمن المطرودي».

 إذ يقول «المطرودي» في الصفحتين 42 و43 من كتابه: «الغلو في الدين هو الطريق إلى التطرف الفكري والاعتقادي. والفهم الخاطئ للدين قد يدفع الإنسان إلى محاولة فرض ما يعتقده ويؤمن به بالقوة، وهذا ما أثبته الواقع المشاهد.

وقد نهت الشريعة الإسلامية عن الغلو في الدين، وحذرت المسلمين منه حتى لا ينجرفوا وينحرفوا، فجعل الله هذه الأمة وسطا؛ لأن دينهم كذلك، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (البقرة: 143).

 ومثل هذا التوجيه جاء صريحا لأهل الكتاب؛ قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) (المائدة: 77).

فالغلو خلاف الوسطية، فإذ كانت الوسطية تعني الاعتدال والتوازن في الأمور كلها، فإن الغلو يعني الشقة والتضييق على النفس بإتباع طريق واحد بعيدا عن الوسط.

 ووسطية الإسلام توازن بين الأحكام، فلا غلو وتشدد، ولا تفلت ولا تسيب، فلا إفراط ولا تفريط في الإسلام، وقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل العملي في ذلك مع بعض الصحابة الذين شددوا على أنفسهم بحثا عن المزيد من الطاعة، فقال أحدهم: أصوم الدهر كله ولا أفطر، وقال الآخر: أقوم الليل كله ولا أنام، وقال الثالث: لا أتزوج النساء. فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا درسا عميقا في الوسطية والاعتدال، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني) (صحيح البخاري)، حيث إن ذلك بعيد عن روح الإسلام ومبادئه التي بنيت على التيسير وعدم التنفير وما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن فيه إثم أو قطيعة رحم، وقد قال سبحانه وتعالى: (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ) (المائدة: 6)، وقال جل شأنه: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) (الحج: 78)، وقال سبحانه: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (البقرة: 185).

ووسطية الإسلام تحصين للمجتمع من الإفرازات التي يمكن أن توجد بسبب التضييق من المتطرفين الذي يعتمدون على نظرة ضيقة للكون وللحياة، وينطلقون منها إلى تخطئة كل رأي مخالف لهم باسم الدين، ويدينون كل فكر مخالف لفكرهم باسم الدين، الأمر الذي ينتهي بهم إلى تكفير الناس، بل والنيل من أعراض العلماء، ووصمهم بصفات غير لائقة، فالغلو في الدين باب إلى التطرف الذي يقود إلى العنف والسعي إلى إلزام المخالف رأيه بالقوة».

وسبق أن ضبط المفتى «علام» متلبسا بالنقل دون كتابات لغيرة ونسبها لنفسه دون الإشارة لمصادرها.

إذ نشر في شهر رمضان الماضي مقالا مأخوذا من كتاب «في ظلال القرآن» للكاتب الراحل «سيد قطب» حول «التقوى» في الصيام، ونسبه لنفسه دون الإشارة إلى المصدر.

وجاء هذا بعد أيام من قرار وزارة الأوقاف المصرية استبعاد كتب «سيد قطب» من المساجد، ضمن كتب علماء ودعاة محسوبين على جماعة «الإخوان المسلمين» والتيار السلفي بزعم أنها تدعو للتشدد.

كما نشر بعده مقالاً نسبه لنفسه واتضح أنه منشور بشكل شبه حرفي من كتابات للداعية السعودي، الدكتور «سلمان العودة»، على موقع «الإسلام اليوم».

كذلك، نشر مقالًا في إحدى الصحف المصرية، نقله بشكل شبه حرفي من الداعية السعودي، الدكتور «عائض القرني».

أيضا، اقتبس المفتي مقاله المنشور بصحيفة «الشروق» المصرية الخاصة بعنوان: «للصائم فرحتان»، من كتاب «إحياء علوم الدين» للإمام «أبو حامد الغزالي».

ونقل جزءا كبيرا من مقاله بعنوان «الدين المعاملة - منهج الصحابة في التيسير 2»، بتاريخ 17 أبريل/ نيسان 2015،  الذي نشرته صحيفة «المساء»، من كتاب الدكتور «عبد الله بن إبراهيم الطويل»، بعنوان «منهج التيسير المعاصر».

  كلمات مفتاحية

مصر المفتي شوقي علام عائض القرني محمد عمارة عبد الرحمن المطرودي

بعد «سيد قطب».. مفتي مصر ينسب لنفسه مقالا لـ«عائض القرني»

مفتي مصر ينسب لنفسه مقالا من «ظلال القرآن» بعد أيام من قرار الأوقاف منعه من المساجد

«محمد عمارة»: الغرب يريد «إسلام أمريكاني»

مفتي تركي يحذر من سباحة السيدات عاريات أمام بعضهن