السعودية تتقارب مع اليونان نكاية في تركيا (وثيقة رسمية)

الجمعة 28 أغسطس 2020 10:57 م

"من أجل الوقوف في وجه المخططات التركية وأطماعها التوسعية في شرق المتوسط وليبيا".. هكذا كشفت وثيقة سعودية، تم إقرارها منذ نحو 3 سنوات، تستهدف التقارب مع اليونان في كافة المجالات.

الوثيقة التي نشرها المغرد الشهير "مجتهد"، الجمعة، صادرة عن جهاز الاستخبارات السعودي، بناء على توصيات من مجلس الشؤون السياسية والأمنية، الذي يترأسه ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، وموجهة إلى وزارة الخارجية.

وقالت الوثيقة، الموقع عليها من العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، ومعنونة بـ"سري للغاية وعاجلة"، إن التقارب مع اليونان، يستهدف توحيد المواقف بين البلدين حيال التدخلات التركية في ليبيا وسوريا، والتصدي لتلك التدخلات، وتضييق الخناق على الخيارات السياسية للحكومة التركية.

ولفتت الوثيقة، إلى أن التقارب مع اليونان يستهدف استغلال التوترات الإقليمية بين أثينا وأنقرة، لتعزيز وجود المملكة في اليونان في مجالات الطاقة.

ووجهت الوثيقة، خارجية السعودية إلى تعزيز التعاون مع اليونان، في كافة المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتجارية والزراعية، والتعليمية والسياحية.

كما دعت الوثيقة، وزارة الخارجية ومركز الملك عبدالله العالمي للحوار، إلى كسب ود الكنيسة الأرثوذكسية، لما لها من تأثير على صناعة القرار السياسي والاجتماعي في اليونان.

وطالبت الوثيقة أيضا، بزيادة التبادل التجاري والزراعي بين البلدين، وتفعيل زيارات متبادلة لرجال الأعمال بين البلدين، لبحث فرص الاستثمار، فضلا عن التنسيق الإعلامي بين البلدين.

ووجهت أيضا بفتح قناة اتصال استخبارية بين البلدين، لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، والإنشطة الإجرامية الإيرانية، وسرعة تبادل المعلومات الأمنية.

ودعت الوثيقة إلى تفعيل التعاون الإعلامي بين البلدين، بما يخدم مصالحهما.

وتعد اليونان الخصم التقليدي والتاريخي لتركيا، منذ استقلالها عن الامبراطورية العثمانية عام 1832، وخاض البلدان 4 حروب كبرى في أعوام 1897، و1912، وبين عامي 1914-1918، وعامي 1919-1922.

وهناك خلافات مستمرة بين البلدين الأوروبيين (عضوان في حلف الناتو) حول جزيرة قبرص وبحر إيجة، وحقوق التنقيب عن مصادر الطاقة في المتوسط.

وتاريخيا، يمكن الجزم بأن اليونان لم تكن هدفا استراتيجيا لدول الخليج؛ لعدم وجود خطوط تماس مع مصالحها، فضلا عن انهيار اقتصادها، وتعرضها للإفلاس قبل سنوات.

بمعنى آخر، لا تمتلك اليونان ما يغري البلدين الخليجيين بتحقيق هذا التقارب والتحالف معها، لكن الساسة، ووفق لغة المصالح، قد يتغاضون عن ذلك.

وبالنظر إلى رغبة أثينا المتحفزة للعب دور مواز لتركيا، تسعى كل الرياض، إلى استقطاب اليونان، والعمل على تحويلها إلى مخلب قط لمواجهة نفوذ أنقرة.

ووفق الأكاديمي التركي "نجم الدين أجار"، فإن السعودية، تريد إبقاء تركيا منشغلة بمشاكل الجوار، دون أن يتمدد نفوذها تجاه الخليج، أو شمال أفريقيا.

ويعد الموقف التركي الداعم لقطر في مواجهة الحصار الرباعي المفروض من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ يونيو/حزيران 2017، دافعا، وراء التقارب السعودي اليوناني، بالنظر إلى توتر العلاقات بين تركيا واليونان.

ولا ينفصل التحرك السعودي، عن السعي المصري الدؤوب منذ سنوات لصناعة تحالف ثلاثي مع اليونان وقبرص في منطقة شرق المتوسط؛ لمواجهة تمدد النفوذ التركي، وحصار طموحات الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان".

ويعد مشروع خط أنابيب "إيست ميد"، سببا آخر لحالة الغرام بين السعودية واليونان، حيث تعوم منطقة شرق المتوسط على بحيرة من الغاز يقدر مخزونها بنحو 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، و1.7 مليارات برميل من احتياطيات النفط.

ويرتبط الغرام السعودي اليوناني، بدور ومستقبل "منتدى غاز شرق المتوسط" الذي يضم "مصر، اليونان، قبرص، الأردن، فلسطين، إسرائيل، إيطاليا"، ويستنثي تركيا من عضويته.

ولا شك أن السعودية تريد عبر تحالفها مع اليونان، أن يكون لها كلمة مسموعة بشأن سياسات المنتدى الطامح إلى إقامة سوق إقليمية للغاز، وخفض تكاليف البنية الأساسية، وتحويل المنطقة إلى مركز كبير للطاقة.

ويقول مراقبون، إنه ليس من مصلحة الرياض دعم إنشاء سوق طاقة شرق المتوسط؛ لأن هذا قد يضر بمصالحها الاقتصادية في سوق الطاقة، لكن اتجاها آخر يرى أن المملكة قد توظف المنتدى لخدمة أهدافها في تقوية منافسي الغاز الطبيعي القطري.

وشهد العامين الماضيين، تفعيلا لهذه الوثيقة، وما جاء فيها، حيث أيدت السعودية التي ليس لها شواطئ على البحر المتوسط، اتفاق ترسيم الحدود بين مصر واليونان، نكاية في تركيا.

كما استقبل العاهل السعودي الملك "سلمان"، وولي عهده الأمير "محمد"، في فبراير/شباط الماضي، رئيس الوزراء اليوناني "كيرياكوس ميتسوتاكيس"، الذي زار المملك، حيث بحثا معه أوجه العلاقات الثنائية، وفرص تعزيزها في مختلف المجالات، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع في المنطقة.

وتأتي زيارة رئيس الوزراء اليوناني إلى المملكة، بعد زيارات متبادلة بين وزراء خارجية البلدين؛ اليوناني "نيكوس ذنذياس"، والسعودي "فيصل بن فرحان" ووزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي "عادل الجبير"، بين الرياض وأثينا.

كما أنه مع مطلع العام الجاري، اتفقت السعودية واليونان على نشر صواريخ باتريوت المضادة للطائرات التابعة للقوات الجوية اليونانية، في المملكة.

وتأتي هذه الزيارات والاتفاقات، بالتوازي مع استمرار توتر العلاقات السعودية التركية، حيث يمثل تقارب الرياض مع أثينا، إزعاجا لتركيا.

هذا الإزعاج تعاظم بعد اعتراض اليونان ومصر وقبرص اليونانية، على توقيع الحكومة التركية، وحكومة الوفاق الوطني الليبية، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مذكرتي تفاهم تنص أولاهما على تحديد مناطق النفوذ البحري بين الطرفين، بدأت تركيا على إثرها التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط قبالة قبرص التركية.

ويستمر توتر العلاقات السعودية التركية، على خلفية عدة قضايا، أبرزها مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، ومطالبة تركيا بالكشف عن الآمر الحقيقي بتنفيذ عملية الاغتيال، والذي تشير تحقيقات إلى أنه "بن سلمان".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية اليونانية خلاف سعودي ـ تركيّ التوتر التركي اليوناني المواجهة البحرية بين تركيا واليونان

ملك السعودية يستقبل وزير خارجية اليونان بالرياض

مجتهد: السعودية تجبر مستثمريها على تصفية أعمالهم بتركيا

حظر البضائع.. السعودية توسع حربها التجارية ضد تركيا

السعودية واليونان تتفقان قريبا على نشر جنود وصواريخ دفاعية بالمملكة