الأمير «طلال بن عبدالعزيز» يقترح حلا لأزمة سوريا يخالف سياسة السعودية

الثلاثاء 8 سبتمبر 2015 09:09 ص

بعد غياب لأكثر من 3 أشهر، عاد الأمير السعودي «طلال بن عبد العزيز»، للتغريد على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، طارحا رؤية لحل أزمة سوريا، تخالف رؤية السعودية لحل تلك الأزمة.

الأمير السعودي، الذي كانت آخر تغريدة له على «تويتر»، في 3 يونيو/حزيران الماضي، قال في تغريدته الجديدة: «نلاحظ هذه الأيام أن هناك تحركا دوليا وإقليميا حتى ولو كان بنسبة بسيطة تجاه إيجاد بعض الحلول السلمية لمأساة الشقيقة سوريا».

وأضاف الأمير «طلال»، وهو الأخ غير الشقيق، للعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز»: «نرى أن الأولوية تتمثل في ضرورة إيقاف سيل الدماء بين الإخوة والأشقاء هناك بأي وسيلة فاعلة وبعد ذلك يُنظر في تشكيل حكومة محايدة مؤقتة ولابد أن يكون ذلك تحت إشراف دولي وعربي، تتولى (الحكومة) إجراء انتخابات حرة ونزيهة».

وتابع: «ما تفرزه هذه الانتخابات يتولى تشكيل الحكومة ويتم اختيار الرئيس دون شروط مُسبقة لصالح هذا أو ذاك، فالدماء سالت كما لم يحدث من قبل في القرنين العشرين والحادي والعشرين ويصعب في هذا الوضع الشائك التفرقة بين المخطئ والمصيب».

وأردف: «نظرا لهذا النزيف غير المعقول في دماء الإخوة السوريين فيما بين بعضهم البعض وهو الأمر الذي لا يرضي الله سبحانه وتعالى ولا يقره أي إنسان لديه رادع من ضمير أو خوف من إله، ونظراً لما تمر به بعض دول الخليج من أزمة مالية نرجو ألا تكون طاحنة، وجب النظر بجدية لما أشرنا إليه بالتعاون مع المجتمع الدولي الرافض لكل هذه المآسي».

هذه الرؤية التي طرحها الأمير «طلال بن عبد العزيز»، تخالف رؤية المملكة لحل الأزمة والتي أعلنها وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، في أكثر من مناسبة عندما قال إنه «لا مكان لبشار الأسد» في حل الأزمة السورية.

وكان الأمير «طلال بن عبد العزيز»، قد ظل بعيدا عن التعليق على سياسات السعودية والعالم العربي منذ أشهر، بسبب عدم رضاه بل واحتجاجه على أسلوب اختيار من يحكم المملكة (الملك، وولي العهد) منذ عهد الملك السعودي الراحل «عبد الله بن عبد العزيز».

وبلغت حدة احتجاج الأمير طلال على أسلوب اختيار ولي العهد إلى حد أنه لم يعلن مبايعته للملك «سلمان بن عبد العزيز»، بعد توليه الملك في أعقاب وفاة أخيهم الراحل «عبد الله بن عبد العزيز»، في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، بل وأعلن معارضته «الضمنية» لأسلوب تعيين الأمير «مقرن» وليا للعهد الذي استقال من منصبه بعد نحو شهرين، وعارض ضمنيا أيضا تعيين الأمير «محمد بن نايف» وليا للعهد، والأمير «محمد بن سلمان» وليا لولي العهد، معلنا أنه «لا سمع ولا طاعة ولا بيعة لهم».

وكتب في صفحته في «تويتر» في أواخر شهر أبريل/نيسان الماضي «فوجئت عند نهاية العهد ما قبل الحالي وهذا العهد بقرارات ارتجالية أعتقد بعد التوكل على الله أنها لا تتفق مع شريعتنا الإسلامية ولا أنظمة الدولة وسبق لي أن ذكرت في هذا الموقع أنه لا سمع ولا طاعة، وبالتالي لا بيعة لمن خالف الشريعة الإسلامية وأنظمة الدولة».

والأمير «طلال» يوصف بأنه من المدافعين منذ مدة طويلة عن الخط الإصلاحي في المملكة، وعرف بنشاطاته في التنمية البشرية خاصة في مجالي التعليم والصحة، قبل أن ينفي أوائل ستينيات القرن الماضي إلى مصر لمناصرته الإصلاحات الدستورية، لكنه عاد إلى المملكة بموجب عفو من الملك «فيصل» وفي عام 2007، تقدم بطلب إنشاء حزب سياسي مع أن تشكيل الأحزاب السياسية محظور في السعودية.

ويرى «طلال» وهو والد الأمير الثري «الوليد»، أن المملكة يجب أن تتدرج نحو انتخابات، وأنه يتعين البدء في توسيع سلطات مجلس الشورى السعودي.

 

  كلمات مفتاحية

الأمير طلال بن عبد العزيز السعودية سوريا بشار الأسد الملك سلمان الجبير أزمة سوريا

وزير خارجية إسبانيا: حان الوقت لبدء مفاوضات مع «بشار الأسد»

«ظريف»: مصیر «الأسد» من مهام الشعب السوري فقط

«بوتين»: «الأسد» مستعد لاقتسام السلطة مع المعارضة

«الجبير»: لا مكان لـ«لأسد» في مستقبل سوريا وموقف السعودية لن يتغير

الأمير «طلال بن عبد العزيز» بنتقد «القرارات الارتجالية» ويؤكد: لا بيعة لمن يخالف الشرع

«روحاني» يعلن استعداد بلاده مناقشة السلام في سوريا مع أي دولة