وصل الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، مساء الإثنين، إلى بيروت، بعد ساعات من تسمية "مصطفى أديب"، رئيساً مكلفاً لتشكيل حكومة جديدة.
وهذه هي الزيارة الثانية لـ"ماكرون" إلى بيرون، خلال أقل من شهر، بعد انفجار مرفأ بيروت.
كما تأتي الزيارة عشية المئوية الأولى لتأسيس "دولة لبنان الكبير".
وكتب الرئيس الفرنسي على "تويتر"، بعد وصوله إلى لبنان: "أقول للبنانيين إنكم كأخوة للفرنسيين.. وكما وعدتكم، فها أنا أعود إلى بيروت لاستعراض المستجدّات بشأن المساعدات الطارئة وللعمل معاً على تهيئة الظروف اللازمة لإعادة الإعمار والاستقرار".
أقول للبنانيين إنكم كأخوة للفرنسيين. وكما وعدتكم، فها أنا أعودُ إلى بيروت لاستعراض المستجدّات بشأن المساعدات الطارئة وللعمل سوياً على تهيئة الظروف اللازمة لإعادة الإعمار والاستقرار.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) August 31, 2020
وقال "ماكرون"، لدى وصوله إلى بيروت: "علي أن أتأكد أنه حقا سيتم تشكيل حكومة مهمة لانقاذ لبنان، وإطلاق الإصلاحات لمكافحة الفساد، وإصلاح ملف الطاقة وإعادة الإعمار".
وطالب بـ"الإسراع بتشكيل الحكومة وبمهمة محددة".
واستهل "ماكرون" زيارته بلقاء مع المطربة "فيروز"، لقاء مؤثر واستثنائي، استمر لنحو ساعة وربع.
وقال "ماكرون"، إنه حكى لـ"فيروز" عن تأثره بها، وعن النوستالجيا التي يختزنها في ذاكرته حيالها.
ولم تظهر "فيروز"، وبقي الصحفيون يترقبون احتمال مرافقتها الضيف الكبير الى باب منزلها.
بقيت السيدة محتجبة، فيما شوهدت ابنتها "ريما" تقوم بالتصوير من الشرفة.
وأهدت "فيروز"، للرئيس الفرنسي، لوحة فنية شوهد الحراس يحملونها إلى الموكب.
الرئيس ماكرون لحظة دخوله منزل السيدة فيروز، حيث قرر ان يبدأ زيارته الى لبنان بالفن قبل السياسة.. pic.twitter.com/gGNLxwAVUq
— محمد حجازي (@MohammadHejazi) August 31, 2020
ولدى خروج "ماكرون"، علت أصوات الثوار: "لا لمصطفى أديب"، في إشارة إلى رئيس الحكومة المكلف.
وجاء تكليف الرئيس اللبناني "ميشال عون"، لـ"أديب"، وهو سفير لبنان لدى ألمانيا، تشكيل حكومة جديدة للبلاد، ثمرة توافق بين أبرز القوى السياسية التي استبقت وصول "ماكرون"، العازم على دعوتها إلى تأليف حكومة بمهمة محددة لانتشال البلاد من أزمتها الاقتصادية الحادة.
واستبقت القوى السياسية وصول "ماكرون"، بالاتفاق على "أديب" رئيساً مكلفاً تشكيل الحكومة، في خطوة وصفت بأنها اتُّخذت لإرضاء "ماكرون".
وبعد تكليفه، قام "أديب" بجولة في منطقة الجميزة المدمرة جراء انفجار مرفأ بيروت المروّع، ليكون أول مسؤول ينزل إلى المنطقة منذ الكارثة.
ويحفل جدول أعمال "ماكرون"، الثلاثاء بلقاءات سياسية وأخرى ذات طابع رمزي، لمناسبة إحياء الذكرى المئوية الأولى لإعلان "دولة لبنان الكبير"، خلال فترة الانتداب الفرنسي.
ويختتم الزيارة باجتماع يعقده مع 9 من ممثلي أبرز القوى السياسية.
وهذه الزيارة هي الثانية لـ"ماكرون" إلى بيروت بعد انفجار مرفأ بيروت.
وكان "ماكرون"، دعا في زيارته الأولى في 6 أغسطس/آب، المسؤولين إلى إقرار ميثاق سياسي جديد وإجراء إصلاحات عاجلة، ووعد بالعودة لتقييم التقدّم الذي تمّ إحرازه.
واستبقت الرئاسة الفرنسية وصوله إلى بيروت، بتأكيدها الأحد، أن المطالب التي يحملها "واضحة، وهي حكومة بمهمة محدّدة، نظيفة الكفّ، فاعلة وقادرة على تنفيذ الاصلاحات الضرورية في لبنان وبالتالي تلقي دعم دولي قوي"، يساهم في إعادة تشغيل العجلة الاقتصادية.
كما دعا "عون"، في كلمة الأحد، إلى "إعلان لبنان دولة مدنية"، معتبراً أن ذلك "يعني خلاصه من موروثات الطائفية البغيضة وارتداداتها".