استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

التعليم عن بعد بين اخلاق التكنولوجيا واخلاق المجتمع

الأحد 6 سبتمبر 2020 10:09 ص

التعليم عن بعد بين اخلاق التكنولوجيا واخلاق المجتمع

أردنا ستر عورة الكورونا في التعليم فعرتنا التكنولوجيا أخلاقيا.. وداعا وبدون الحبيبة "ربما".

العيب ليس في "التكنولوجيا" بل في منظومتنا القيمية بينما التكنولوجيا محايدة.. التعليم عن بعد يحتاج ضوابط تقنية  وضوابط "أخلاقية" أيضا.  

رؤساء جامعات "هللوا" لنجاح الجانب التقني و"غضوا الطرف" عن الضوابط الأخلاقية وهذا ليس ذنبهم فقط بل ذنب مجتمع غلبته قيم السقوط الاخلاقي.

*     *     *

يوم أمس ، عقدت آخر امتحان لي في حياتي الجامعية، وكان الامتحان بالطبع " عن بعد"، وأود أن أنقل لكم ما رصدته خلال الفصلين (الثاني من العام الدراسي الحالي والفصل الصيفي)، وسأعبر عن استنتاجاتي بالارقام، مع كامل مسؤوليتي عما أقول:

1. خدعة الحضور: ما أن تبدأ المحاضرة وبعد الدخول الى المنصة وتسجيل التواجد حتى يبدأ الانسحاب من المحاضرة؛ بمعنى ان الطالب في الدقائق الأولى يدخل للمنصة، ثم يسجل وجوده (يظهر اسمه على الشاشة) وبعدها يغادر تاركا شاشته مفتوحة. وعندما تنبهت لذلك قررت المناداة على الطلاب للتاكد من استمرار تواجدهم، وكانت معدلات النتائج كالتالي:

كان معدل عدد الطلاب المسجلين في مساقات الفصلين 53 طالبا. معدل الدخول للمنصة كان 33 طالبا، أي ان نسبة الحضور حوالي 62.2%، لكن قمت بالتجربة التالية.

بعد بدء المحاضرة بعشر دقائق قمت بالمناداة على الطلاب (كررت ذلك 4 مرات في الفصلين)، فتبين ان الطالب يسجل دخوله ويترك الشاشة مفتوحة ويغادر بعد المناداة.

فعندما ناديت الطلاب بعد عشر دقائق، ومرتين قبل انتهاء المحاضرة بربع ساعة، تبين أن معدل الحضور هو 8 طلاب من 53 طالبا أي ما نسبته 15%.. فالطالب يسجل حضوره على الشاشة ثم يغادر وتبقى شاشته مفتوحة لنهاية المحاضرة، مع انه غير موجود.

2. الغش في الامتحان : عقدت خلال الفصلين 4 امتحانات، وطلبت من الطلاب اعداد ورقة بحثية في كل فصل (أي ورقتين بحثيتين في الفصلين)، وبرصد النتائج تبين ما يلي:

‌- نسبة التطابق في الأجوبة (تطابق الإجابات أو تشابهها يتراوح بين 95-100%) بلغت 73% بين الطلاب، أي ان 73% من اجوبة الامتحان هي نسخة مكررة حرفيا وبشكل تام (نسخ ولصق) لدى معظم الطلاب مع ملاحظة هامة جدا وهي أن امتحاناتي لم تكن اختيارا بين عدة إجابات (Multiple choice) بل الامتحان العادي الذي يقتضي كتابة إجابات مفصلة (Essay)، وهو ما يعني ان نسبة الغش عالية جدا.

- أخذت عينة من الطلاب وسجلت مدة امتحانه (فعلى المنصة تجد بالضبط بعد كم دقيقة سلم الطالب اجابته)، ثم قارنت بين أجوبة الذين سلموا اجوبتهم وخرج من المنصة ، فتبين أن 92% تقريبا من العينة تطابقت اجاباتهم تماما وتطابقت مدة امتحانهم بالدقائق، أي أجابوا نفس الاجابة وفي نفس المدة تماما.. كيف؟ لا أدري.

ما سبق يجعلني أقول وبكل وضوح، أن العيب ليس في "التكنولوجيا" بل في منظومتنا القيمية، فالتكنولوجيا محايدة، فالبندقية يمكن استخدامها للقتال أو للصيد أو للأعراس او للديكور او للجريمة، والتعليم عن بعد يحتاج لا الى ضوابط تقنية فقط ،بل لضوابط "أخلاقية"، ويبدو ان الكثير من رؤساء الجامعات " هللوا" لنجاح الجانب التقني و " غضوا الطرف" عن الضوابط الأخلاقية.. وهذا ليس ذنبهم فقط، بل ذنب مجتمع تغلبت فيه قيم السقوط الاخلاقي..

أردنا ستر عورة الكورونا في التعليم ، فعرتنا التكنولوجيا أخلاقيا...وداعا وبدون الحبيبة " ربما".

* د. وليد عبد الحي كاتب وأكاديمي أردني

المصدر | صفحة الكاتب على فيسبوك

  كلمات مفتاحية

للحد من كورونا.. السعودية تمدد التعليم عن بعد للمدراس والجامعات