"إماراتيون ضد التطبيع": حملة غير مسبوقة للتنديد بالعلاقات مع الاحتلال

الاثنين 7 سبتمبر 2020 07:18 ص

"إماراتيون ضد التطبيع": حملة غير مسبوقة للتنديد بالعلاقات مع الاحتلال

أطلق نشطاء #إماراتيون_ضد_التطبيع رفضا لاتفاق تطبيع الإمارات وإسرائيل وتنديدا بالعلاقات بين أبوظبي وتل أبيب.

"دولة الإمارات تطبع مع إسرائيل وتستقبل أول رحلة طيران قادمة من إسرائيل بينما تطرد وتلاحق أبناء الشعب الفلسطيني".

أعلن ناشطون إماراتيون إنطلاق "الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني" تأكيداً على رفض مجتمع الإمارات للاتفاقية.

"شعب الإمارات سيبقى سنداً وداعماً للقضية الفلسطينية ولشعب فلسطين الشقيق الذي انتهكت حقوقه واغتصبت أرضه من قبل دولة الإرهاب الصهيوني".

"وصول طائرة الكيان الصهيوني اليوم إلى الإمارات خيانة لدستور وشعب الإمارات ويدنس أرض الإمارات.. خسائر كبرى ستجنيها بلادنا جراء الغدر بلسطين.."

*     *     *

أطلق نشطاء إماراتيون حملة هي الأولى من نوعها من أجل التنديد بالاتفاق بين أبو ظبي وتل أبيب والتأكيد على رفضهم التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وعملية الترويج لإسرائيل التي تتولاها دولة الإمارات حالياً، فيما استطاعت الحملة أن تستقطب أعداداً كبيرة من النشطاء والمستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي.

وجاءت حملة "إماراتيون ضد التطبيع" في أعقاب نجاح الحملة السابقة "خليجيون ضد التطبيع" والتي استقطبت أعداداً كبيرة من المغردين والنشطاء والمستخدمين في كافة دول الخليج العربية وتصدرت الحديث على "فيسبوك" و"تويتر" داخل العالم العربي.

وأطلق النشطاء وسم #إماراتيون_ضد_التطبيع للتعبير عن رفضهم لاتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي وتنديدهم بالعلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب واستنكار الوفد الإسرائيلي الذي زار الإمارات والطائرة الإسرائيلية التي هبطت على أرض مطار أبوظبي.

ونشرت جنان المرزوقي على "تويتر" صورة الطائرة الإسرائيلية التي هبطت في مطار أبو ظبي تتقدمها أعلام الإمارات وإسرائيل، وعلقت تقول: "يوم عار في تاريخ الإمارات وكل الدول العربية المشاركة في التطبيع.. إنا لله وإنا إليه راجعون".

وغرد الناشط الإماراتي أحمد الشيبة النعيمي قائلاً: "وصول طائرة الكيان الصهيوني اليوم إلى الإمارات هي خيانة لدستور وشعب دولة الإمارات. الذي يتسبب اليوم بتدنيس أرض الإمارات هو مسؤول عن خسائر كبرى ستجنيها دولتنا جراء هذا الغدر بالقضية الفلسطينية. اللهم عليك بالمطبعين المجرمين.. إرفعوا أيديكم بالدعاء عليهم".

أما الناشط حمد الشامسي فكتب يقول: "بالنسبة لي كإماراتي، اليوم هو بداية عهد النكبة.. وحسبنا الله ونعم الوكيل" كما أطلق الشامسي حملةً تتحدث عن قرية الفالوجة الفلسطينية التي احتلّها الإسرائيليون وغيّروا اسمها إلى "كريات غات" وهو الاسم المكتوب على الطائرة المتوجهة من فلسطين المحلتة إلى الإمارات. كما نشر ناشطون آخرون معلومات عن القرى الفلسطينية التي تحوّلت إلى المستوطنة الإسرائيلية تلك.

وقالت آلاء: "لا يسعنا في هذا المشهد سوى أن نقول: ليت السماء على من تحتها وقعت وحالت الأرض فانجابت بمن فيها.. ما قاله أبو ليلى المهلهل في فقد أخيه كليب.. التطبيع خيانة.. إمارتيون ضد التطبيع".

وغرد نواف القديمي يقول: "بدأ التطبيع العربي بمصر، دولة حدودية مواجهة للكيان الصهيوني، خاضت حروباً ثم قررت السلطة فيها خرق الإجماع العربي وعقد سلام منفرد لاستعادة سيناء. ثم الأردن في وادي عربة وهي دولة حدودية أيضاً وخاضت حروباً مع الاحتلال. في كلا هاتين الدولتين كان الرفض الشعبي للسلام قاطعاً وعارماً".

وكتب ناشط أردني يُطلق على نفسه اسم "مراقب أردني" يقول: "تربينا واحنا صغار على انه لنا أرض عربية إسلامية مغتصبة ومحتلها اقام كيانه على آلاف الجثث والتهجير للفلسطينين، وما زلنا نذكر أطفالنا بان لا ينسو حقهم ومن هو اللذي احتل أرضهم، لكن ما نراه صدمة أخرى من الانبطاح للتطبيع".

وكتب الناشط الفلسطيني مجدي بن كامل "إماراتيون ضد التطبيع.. هناك إخوة لنا في الإمارات الشقيقة يرفضون هذه الخيانة ومصرون على أن فلسطين فقط للفلسطينيين. هؤلاء ادعوا لهم أن يثبتهم الله على الحق وأن يبعد عنهم الخونة الذين اشتروا الإسرائيلي وباعوا أشرف قضية في العالم، لله دركم يا أهل الخير أنتم منا ونحن منكم ولا عزاء للخونة".

وغرد الكاتب والأكاديمي محمد هنيد: "اليوم حصحص الحق واليوم تعرفون دور آلاف الخطباء والشيوخ والأئمة والدعاة في السعودية والخليج ومصر.. وأنهم لم يكونوا وليسوا سوى أدوات في يد الباطل وخنجر في خاصرة العقيدة والأمة. الساكت عن الحق شيطان أخرس وهذه شياطين الطاغوت خرست عن الحق".

وعلق أحمد حسن النعيمي بالقول: "دولة الإمارات تطبع مع إسرائيل وتستقبل أول رحلة طيران قادمة من إسرائيل بينما تطرد وتلاحق أبناء الشعب الفلسطيني".

ونشرت ناشطة تُدعى تسنيم صورة لأطفال إماراتيين يرفعون الأعلام الإسرائيلية، وكتبت معلقة على الصورة: "كيف قادرين تربوا أطفالكم ع حب ناس قتلوا ونكلو وأبادو شعب، كيف طالع من قلبكم تستقبلوا أعداء حقيرين كيف رح تطلعوا بوجههم كيف رح تسلمو عليهم وايديهم ملطخة  بدماء االفلسطينين؟كيف رح تستحملوا هالذل والعار؟".

واكتفى الناشط الخليجي عثمان المرزوقي بنشر الآية الكريمة عبر حسابه على "تويتر": "ربِّ بما أنعمتَ عليَّ فلن أكونَ ظهيراً للمجرمين". فيما اكتفى ناشط آخر بنشر صورة للشهيد محمد الدرة الذي قضى برصاص الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى عام 2000 ونشر إلى جانبها صورة لأطفال إماراتيين يرتدون قمصاناً تحمل العلم الإسرائيلي.

وقال المرزوقي في تغريدة ثانية: "أهلنا في اليمن وعُمان وقطر وسوريا وليبيا أحق بهذا التطبيع والسلام ولا يكاد يخلو بيت في الإمارات إلا وله صلة قرابة أو علاقة صداقة مع مواطني هذه الدول ولكن السيكوباتي المريض محمد بن زايد يتلذذ بقمع وقهر الشعوب وتفريقها ونشر الكراهية بينها".

 

بيان إماراتي

ووقع عشرات الإماراتيين، من بينهم شخصيات أكاديمية ونشطاء معروفون على بيان يندد باتفاق التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، كما تم تداول البيان على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وجاء في البيان إن الاتفاق التطبيعي بين أبو ظبي وتل أبيب "يتنكر لتاريخ مؤسسي الدولة الذي يؤكد دعم حكام الإمارات المؤسسين وعلى رأسهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والشيخ صقر بن محمد القاسمي، وسائر إخوانهم من حكام الإمارات للقضية الفلسطينية".

وقال البيان "إن الاتفاقيه تنقض ما نصت عليه المادة (12) من الدستور الإماراتي والتي جاء فيها: تستهدف سياسة الاتحاد الخارجية نصرة القضايا والمصالح العربية والإسلامية وتوثيق أواصر الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب، على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والأخلاق المثلى الدولية".

وأكد الموقعون على بيان الرفض أن "هذه الاتفاقية تتنكر لمظالم الشعب الفلسطيني المستمرة وتضحياته المتواصلة وتفرط بحقوقه التاريخية في أرضه وحق تقرير مصيره، وتُكافئ دولة الاحتلال والعنصرية، بإقرار سيطرتها الكاملة على أرض فلسطين واعترافها بالقدس كعاصمة للدولة اليهودية وللعملية التي تمهد  للمساس بالمسجد الاقصى وتهويده".

كما أكدوا على أن "الشعوب الخليجية والعربية والحرة أجمعت على رفض هذه الاتفاقية لما فيها من تضييع للحق الفلسطيني. وإن ما تسوق له وسائل الإعلام الرسمية الإماراتية من أن الاتفاقية ستمنع إسرائيل من التمدد وأنها ستتيح الفرصة للمسلمين للصلاة في المسجد الأقصى،  ليس إلا تسويغا لحجج واهية، وما التطبيع في حقيقته إلا اعتراف بحق إسرائيل في الأرض، وهو إقرار لا يحق للحكومة الإماراتية منحه لدولة الاحتلال".

ورأى البيان أن "التطبيع هو اختراق للأمة في ثقافتها وقيمها واقتصادها وإعطاء العدو غطاء رسميا، وهو ما يدفع للتساؤل: ما هي المكاسب التي حصلت أو ستحصل عليها القضية الفلسطينية والإمارات في المقابل من هذه الاتفاقية؟".

كما أكد البيان أن "سكوت الشعب الإماراتي لا يعني قبوله بهذه الاتفاقية وإقراره بها، فكما هو معلوم للجميع بأنه لا يوجد في الإمارات أي هامش للحرية للتعبير عن الرأي، وكل من يعارض سياسة الدولة فإنه عرضة للتنكيل والسجن وتلفيق التهم الباطلة التي تصل عقوبتها للسجن عشر سنوات وغرامات مالية تصل إلى نصف مليون درهم. ويوم أن كان الشعب الإماراتي الكريم يملك هامشا من الحرية لم يتردد في الخروج في مسيرات منددة بالعدوان الصهيوني على غزة وجمع التبرعات  نصرة لأهله في فلسطين".

وأكد الموقعون على البيان أن "شعب الإمارات سيبقى سنداً وداعماً للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الشقيق الذي انتهكت حقوقه واغتصبت أرضه من قبل دولة الإرهاب الصهيوني".

كما أعلن ناشطون إماراتيون إنطلاق "الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني" تأكيداً على رفض المجتمع الإماراتي للاتفاقية.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية